هل تغيّرت مواصفات فارس أحلام الفتاة العربية؟
لكل فتاة مواصفات خاصة لفتى أحلامها. ثمة من تتخيله أشبه بنجم سينمائي تحبه وثمة من تحلم به قادماً على حصان أبيض او تتمناه رومانسياً ومصدراً للأمان المادي. تُرى ما مواصفات شريك العمر في مخيلة فتاة 2007؟ وهل اختلفت عن تلك المواصفات التي سادت قديماً؟
بعض الفتيات يتنازلن حين يقررن الزواج عن المواصفات التي لطالما حلمن بها في فتى أحلامهن. طويل القامةتقول مروة محمد (متزوجة، 30 عاماً): «كنت أحلم مثل أي فتاة في سن المراهقة بعريس المستقبل وفتى الأحلام. كانت لديّ بالتأكيد مواصفات خاصة كأن يكون وسيماً، طويل القامة وأهم شيء أن يكون أكبر مني سناً بما لا يقل عن خمس سنوات. فأنا مؤمنة بأن عقل المرأة أنضج من عقل الرجل حتى لو كان في مثل عمرها. كانت مواصفاتي إلى حد ما شكلية لا جوهرية. لكن بعد تخرجي في الجامعة أصبحت أفكر في رجل يستطيع تحمّل المسؤولية ولم يعد يهمني أن يكون وسيماً، لأن الأحلام لا يتحقق منها إلا القليل. من هنا كان أمامي خياران، إما أن أتنازل قليلاً عما كنت أحلم به أو أظلّ لبقية عمري غارقة في الأحلام في انتظار ما أحلم به وهذا خطأ كبير. لذا قررت أن أعيش في الواقع وتزوجت من رجل تختلف مواصفاته الشكلية كثيراً عما كنت أحلم به لكنني غاية في السعادة معه فهو يملك صفات إنسانية أخرى أهم بكثير مما كنت أفكر فيه خلال المراهقة». من ناحيتها تقول نانا (27عاماً): «لست أحلم بفتى الأحلام فحسب بل بكل ما يتصل بالمستقبل لكي يكون مشرقاً. نحلم بما تهواه نفوسنا وتصبو إليه من دون التفكير في الظروف المحيطة بنا ومن دون أن نؤمن بالقدر الذي قد يحوّل مسارات حياتنا ويقلبها رأساً على عقب. لذا كلما أردت أن أحلم أذكّر نفسي بأنني على أرض الواقع. أما في شأن فتى أحلامي فإني تركت هذا الأمر للقدر ولما هو مقدّر لي. كل شيء حولنا يجعلنا نعجز عن الأحلام وإن كنت أتمنى من الله أن أرتبط بشاب ميسور الحال فنتمكن من العيش في مستوى اجتماعي جيد». أحلام وأوهامخلافاً للآراء السابقة، هنالك الكثير من الفتيات اللواتي يؤيدن التمسك بالأحلام والطموحات أياً تكن ظروف الحياة ومعاناتها. تقول ولاء إبراهيم (19عاماً): «الأحلام هي الدليل الوحيد على أننا نعيش في هذه الحياة وهي مثل النسيم الذي يرطّب حياتنا بما فيها من حوادث لا تدعو إلى التفاؤل. لا أتردد في الاسترسال في الأحلام حين أتمنى شيئاً، حتى لو أخفقت في تحقيقه لا أصاب باليأس بل أعيد المحاولة مرة أخرى مملوءة أملاً في الوصول إلى ما تصبو إليه نفسي. أما فتي أحلامي فأميل إلى العقل في اختياره. لا يهمني الشكل الخارجي بل مستوى التعليم والظروف المادية. يجب أن يكون ميسور الحال حتى أعيش معه في المستوى الاجتماعي الذي أتمناه. لا أحلم مثل بعض الفتيات الأخريات بالحصان الأبيض بل بسيارة أحدث موديل فهذا أنسب بكثير. لا نملك سوى حياة واحدة وعلينا أن نعيشها بأجمل صورة. أما إذا لم يتحقق حلمي الآن فسأظل متمسكة به إلى أبعد مدى. لست ضعيفة إلى حدّ يجعلني أتخلى عنه تحت أي سبب. أعتبر أن الإنسان المتمسك بأحلامه أقوى من أي شيء ومن يتنازل مرة يتنازل عشرات المرات». يجب أن تتوافر في فتى الأحلام من وجهة نظر منال عبدالله (35عاماً) عدة صفات أهمها أن يكون جذاباً وقوياً وشجاعاً وميسور الحال ومثقفاً: «لا تختلف أحلامي في زوج المستقبل كثيراً عن تلك الصفات ولو ظللت طوال عمري أبحث عنه من دون جدوى فلن أرتبط بأحد».رأي علم الاجتماعتقول د. علياء شكري (الخبيرة الاجتماعية في المركز القومي للبحوث في القاهرة): «الأحلام هي الدليل على أن الإنسان طموح. تختلف الأحلام باختلاف الشخصية. فالإنسان الذي يحلم بأنه يريد كل شيء من مستوى مادي ومكانة مرموقة وتعليم عالٍ من دون أن يبذل جهدا لتحقيق هذه الأحلام هو شخص أناني, لا يفكر للحظة أن عليه كي يصل إلى ما يحلم به أن يجتهد ويُحِّسن شخصيته ليتحسن خارجه. أما الإنسان الذي يتمسك بأحلامه رغم الظروف التي اختبرها في حياته ويؤمن في داخله بأن ما يتمناه من حقه ولديه أمل كبير في تحقيقه فهو شخصية عنيدة وذات كبرياء وهذا أمر حسن. لكن يجب أن يكون لدينا وعي كامل بما يحصل حولنا فالأحلام وحدها لا تكفي. من غير المعقول أن نظل طوال العمر نحلم وننتظر تحقّق ما نتمناه. العمر يسرقنا أحياناً والأحلام قد تقتل أصحابها إن لم يسعوا عملياً إلى تحقيقها». تضيف د. شكري: «تتخيل الفتيات دوماً فتى الأحلام ملاكاً خالياً من أي عيوب، تتوافر فيه الصفات الجميلة كلها. هذا بالطبع غير موجود في واقعنا, لذا حين نواجه عكس ما كنا نتمنى نُصاب بخيبة أمل وإحباط. يفترض بنا أن نحتكم إلى العقل في أحلامنا ولا نبتعد كثيراً عن حقيقة أننا بشر وأن فينا مزايا وعيوباً.