هل يستحقّ هابل فعلاً كل هذه الجلبة؟

نشر في 23-12-2007 | 00:00
آخر تحديث 23-12-2007 | 00:00
لماذا نطرح

هذا السؤال الآن؟

بعد أربع سنوات من قرار وكالة ناسا التخلي عن التلسكوب في الفضاء، تمت الموافقة على مهمة جديدة لتحديث التلسكوب الفضائي «هابل» وهذا ما يمنحه الاستمرارية مدة خمس سنوات جديدة.

واجه هذا التلسكوب المشاكل منذ إطلاقه عام 1990 لكن عندما تنتهي عملية تحديثه للمرة الخامسة في أغسطس المقبل، سيصبح أكثر فاعلية مما كان عليه من قبل. خلال رحلة فضائية لخمسة أيام على بعد 563 كيلومتراً من سطح الأرض، ستقوم مجموعة من روّاد الفضاء بتصليح المعدات المعطلة بالإضافة إلى تركيب جهازين جديدين.

هل ستكون حقاً هذه

رحلة «هابل» الأخيرة؟

نعم، بما أن المكوك الفضائي سيصبح غير صالح للاستعمال في نهاية العقد، لن يكون هناك وسائل أخرى لتنفيذ أعمال الصيانة الضرورية لاستمرارية «هابل». حتى في حال عدم حدوث أعطال ميكانيكية، سيزول مصدر قدرة التلسكوب على الأرجح في غضون خمس سنوات بالإضافة إلى أجهزة الجيروسكوب التي تحافظ على مسار التلسكوب حول الأرض.

ما وظيفة «هابل»؟

عندما ينتهي الميكانيكيون في وكالة ناسا من تزويد «هابل» بأجهزته الجديدة، سيتحول إلى تلسكوب جديد. ستسمح الكاميرا الثالثة البعيدة المدى ل»هابل» بالتقاط صور دقيقة جداً للفضاء والمجرات الجديدة وتساعد العلماء على تكوين صورة أوضح لما كان عليه الكون قبيل ولادته وستكون إزالة الكاميرا القديمة من العمليات الأكثر دقة في المهمة. كذلك، سيزود «هابل» بجهاز جديد آخر هو مخطاط طيفي عالي التقنية بحيث يتمكن من معاينة الذرات المندفعة عبر الفضاء بين المجرات والتي تشكل معظم المادة الكونية .

من المتوقع أن تطال أعمال التصليح الكاميرا المسحية المتطورة التي تضررت بعد جولة قصيرة في نهاية العام الماضي وسيتم تغيير مخطاطها الطيفي بالإضافة إلى أجهزة الجيروسكوب كلها فيما سيُستبدل مصدر الطاقة ليتمكن «هابل» من الاستمرار لخمس سنوات أخرى.

ماذا تعلمنا

من تجربة «هابل»؟

كان «هابل» مصدراً قيماً للمعلومات إذ ساعد علماء الفلك على فهم ظواهر مثل الطاقة المظلمة والنجم الزائف وعلى احتساب عمر الكون. بفضله، يعتقد العلماء الآن أن عمر الكون يبلغ ما بين 13 و14 مليار سنة. أجريت آلاف البحوث إستناداً إلى المعلومات التي جمعها «هابل» فيما وُضعت معطياته كلها في أرشيف عام ليتمكن الجميع من استخدامها. علاوة على ذلك، تمكن «هابل» من التقاط أدق الصور التلسكوبية للكون ما سمح للعلماء بتكوين فكرة عن شكل هذا الأخير بعد مئات ملايين السنين من ولادته.

ما كانت مشكلة

«هابل» سابقاً؟

كانت بداية المشروع مليئة بالصعوبات بعيد إطلاق «هابل» عام 1990. طورت وكالة ناسا «هابل» بالتعاون مع العلماء من جميع أنحاء العالم بهدف الحصول على أعظم التطورات في تكنولوجيا التلسكوب منذ اختراعه. بعد إطلاقه إلى الفضاء في أبريل 1990، اضطر العلماء المربكون للاعتراف بأن مرآته الضخمة التي يبلغ طولها مترين ونصف المتر صُقلت بشكل خاطئ، فلم تكن الصور التي وصلت إلى الأرض مدهشة كما أمل الجميع بل كانت غير واضحة، عندئذ، أرسلت عام 1993 مجموعة في مهمة لتصحيح الخطأ وحلّت محلها منذ ذلك الحين بعثات ثلاث.

هل كان الأمر

يستحق العناء؟

لا شك في أن استمرارية «هابل» كلفت الكثير. ستكون الرحلة التي ستتم في أغسطس المقبل المهمة الرابعة إلى التلسكوب. يقدر أن تبلغ الكلفة تسعة مليارات دولار وهو مبلغ يعتقد البعض أنه يمكن الاستفادة منه في أمور أخرى، لكن وفقاً للبروفسور مارتن بارستو (من وكالة الفضاء الأوروبية ورئيس قسم الفلك والفيزياء في جامعة لايسستر)، يحقق مشروع «هابل» ككل نجاحاً عظيماً. يقول في هذا المجال: «رغم المشاكل التي حدثت لمرآة التلسكوب، إلا أن المشروع لم يكفّ عن التقدم. بالطبع واجه الكثير من العوائق ولكنه كان قيماً من حيث المعلومات التي زوّد العلماء بها وهذه المهمة هي أكثر من مجرد محاولة أخيرة لأنها ستزود «هابل» بأجهزة لم يحظ بها من قبل».

هل كان لا بدّ

من التخلي عنه؟

عام 2003، بدت أيام «هابل» معدودة بعد تحطم المكوك الفضائي «كولومبيا» عند عودته إلى الأرض ما أدى إلى مقتل سبعة أعضاء من طاقم العمل. بعد الحادث، صرح مدير ناسا شون أوكيفي أن المزيد من الرحلات المكوكية إلى «هابل» ستكون خطيرة جداً. كان رد الفعل العام عارماً وأثبت أن التلسكوب أصبح رمزاً مهماً للاستكشافات الفضائية العصرية.

مُنح «هابل» فرصة ثانية مع وصول المدير الجديد مايكل غريفين إلى ناسا وسرعان ما أجرى تقييماً مفصّلاً للمخاطر المتعلقة بالقيام بالرحلة وعقد اجتماعات على مدى يومين أعلن بعدهما أن المهمة آمنة إلى المحطة الفضائية ما عزز توق روّاد الفضاء إلى العودة إلى التلسكوب. عندما أصبحت مجموعة المكوكات صالحة للاستعمال في العام الماضي، أدرجت مهمة أخرى إلى «هابل» في جدول الأعمال حيث سيستخدم المكوك «أتلانتس» في البعثة الجديدة في أغسطس المقبل مع إعداد مكوك «أندافور» للقيام بمهمة الانقاذ.

لِمَ حظي «هابل»

بشعبية كبرى؟

كانت الصور الدقيقة والواضحة للفضاء وللمجرات والنجوم التي التقطها «هابل» والتي أدهشت الجميع السبب الرئيسيّ في شهرته. مرّ على وجوده في الفضاء 17 عاماً ما يعني أنه أصبح رمزاً عالمياً للاستكشافات الفضائية. بالنسبة إلى العلماء مثل البروفسور بارستو، ستكون أجهزة «هابل» الجديدة مثيرة للاهتمام وستجعل أيامه الأخيرة أكثر أهمية.

ما هو إذاً بديل «هابل»؟

ما زال التلسكوب الفضائي الجديد قيد التطوير وهو مزود بمرآة أساسية أكبر من مرآة «هابل» بسبعة أضعاف. بما أنه يدور على بعد 1.5 مليون كيلومتر من الأرض، سيتمكن التلسكوب الفضائي جايمس ويب من تزويد العلماء بسيل من المعلومات حول بدايات تكوّن النجوم والكواكب. يفترض أن يتم إطلاقه عام 2013، أي العام الذي يُتوقع أن تنتهي فيه خدمة «هابل».

هل كان كلّ هذا الاهتمام المحيط بـ «هابل» مبرّراً؟

نعم...

* بعد وجوده في المدار طيلة سبع عشرة سنة، أصبح رمزاً للاستكشافات الفضائية في العصر الحديث.

* زودنا بأجمل صور الفضاء مما أثار اهتمام الجميع.

* شكّلت معطياته الجديدة أساساً لأكثر من ستة آلاف بحث.

 كلا...

* عانى من شوائب منذ البداية كما أن أعمال التصليح كلفت ناسا مليارات الدولارات.

* المهمة التي ستنطلق في الصيف المقبل ستكون الخامسة وإلى الآن كانت المهمات كلها بالغة الخطورة.

* لو أنفقت كل تلك المبالغ على مهمة واحدة إلى المريخ، لكنا نجحنا الآن في الوصول إلى الكوكب الأحمر.

back to top