الحرامي... حرامي

نشر في 09-11-2007
آخر تحديث 09-11-2007 | 00:00
 بسام عبدالرحمن العسعوسي

الحرامي... حرامي مهما حاول أن يلبس ثوب أوعباءة العفاف والطهر والفضيلة، فلاتزال يداه ملطختين بآثار الجريمة، وتستطيع أن تعرف أنه السارق من حديثه أو نظراته أو تصرفاته، وأهل الكويت أذكياء يستطيعون تمييز الشريف من الحرامي...

مرّ علينا في المحاكم الكثير من القضايا الجزائية واطّلعنا وقرأنا المئات من الأحكام الجنائية المختلفة التي تبرّئ أو تُدين أو تمتنع عن إنزال العقاب بحق المجرمين، وفي الحقيقة أنه عندما تُثار جريمة أو تهمة ما بحق أي شخصً وتُحفظ هذه القضية لأي سبب من أسباب الحفظ، أو عندما تبرّئ المحكمة المتهم مثلاً سواء كان سارقاً أم تاجراً للمخدرات أم مزوّراً أم خلافه، فإنها أحياناً تكون مقتنعة بأن المجرم هو من ارتكب تلك الواقعة المنسوبة إليه ولكن لقصور في التحقيق أو لخطأ في الإجراءات أو لعيبٍ في الشكل أو لأن الأوراق لا تكفي لإدانة المتهم فإنها تصدر حكماً ببراءته، ليس لأنه بريء فعلاً أو أنه لم يرتكب الواقعة بتاتاً، لكن كما أسلفنا هناك من الأسباب ما يجعلها تُنزل ذلك الحكم، ويكون الفاعل قد استفاد من تلك الأسباب، وهنا لا تثريب على المحكمة إن هي أعملت نصوص القانون وتطبيقاته... أقول ذلك لقناعتي التامة بأن الحرامي الأكبر هو من سرق وسهّل للآخرين سرقة مالنا العام وحرم أبناء البلد من ثروتهم القومية، وأغلبية الكويتيين يجمعون على أن السارق الأوحد هو من قام بفعلته الدنيئة وإلا أين الفاعل الحقيقي؟ ومن هو؟!

الحرامي... حرامي مهما حاول أن يلبس ثوب وعباءة العفاف والطهر والفضيلة، فلاتزال يداه ملطختين بآثار الجريمة، وتستطيع أن تعرف أنه السارق من حديثه أو نظراته أو تصرفاته، وأهل الكويت أذكياء يستطيعون تمييز الشريف من الحرامي... وهنا أتساءل: أين سيذهب ذلك السارق من عيون أبناء الشعب ونظراتهم؟ أنصحه بأن يرحل فلا أحد يريد النظر إليه أو يذكر ما اقترفت يداه.

سيقول قائل: أليس الحكم هو عنوان الحقيقة؟ فأقول: نعم، هذا من الناحية القانونية والإجرائية البحتة، لكن من الناحية الواقعية فإن كل بيت في الكويت يعلم أن «فلان الفلاني» هو من سرق قوت الشعب وأمواله ومقدراته، يكفي أن أهل البلد يعلمون وداخل نفس كل واحد منهم قناعة راسخة وأكيدة بأنه هو الفاعل الحقيقي مهما حاول تضليل العدالة أو إخفاء الأدلة.

***

إلى معالي وزير «الشؤون» الحالي وزميلنا السابق الأخ جمال الشهاب نقول: إن ملف الرياضة رائحته بدأت تزكم الأنوف، وسمعة البلد قد تلطخت من قبل فئة فاسدة خطفت الرياضة منذ سنوات، فإما أن يسجل التاريخ لك موقفاً مشرّفاً كما سجل لسلفك خالد الجميعان، وإما أن نقول على الدنيا السلام، ولا أعتقد يا أخ جمال أن هناك وقتاً «لشمّ الهواء».

back to top