أبو الغيط يروِّج في بيروت لإمكان التوافق على قائد الجيش
بعد زيارة وزراء خارجية فرنسا وإيطاليا وإسبانيا، بيروت الأسبوع الماضي، والتي لم تفض إلى تقدم ملموس لحل الأزمة السياسية في لبنان، جال وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط امس على القيادات السياسية والروحية في لبنان، حاملا ما أسماه «رسالة مصرية الى لبنان لإتمام الاستحقاق الرئاسي في موعده الدستوري».وقالت مصادر مطلعة على اجواء لقاءات أبو الغيط في بيروت ان الاخير حاول الترويج لإمكان اتفاق القيادات اللبنانية على انتخاب قائد الجيش العماد ميشال سليمان لمنصب رئاسة الجمهورية، أو تزكيته في حال تعذر ذلك، لتشكيل حكومة انتقالية تؤمن انتخاب رئيس جديد، مؤكدة أن طرح ابو الغيط جُوبه برفض من قبل قوى 14 آذار، خصوصاً الرئيس الأعلى لحزب الكتائب أمين الجميل، ورئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع اللذين أكدا رفض أي طرح يقوم على تعديل الدستور (وهو أمر ضروري لإمكان انتخاب سليمان)، وكذلك أي بحث في تشكيل حكومة انتقالية. علما بأن رئيس اللقاء الديموقراطي وليد جنبلاط يرفض هذا الطرح، وتمثل ذلك في عدم ترتيب لقاء بينه وبين ابو الغيط.
ورأت المصادر نفسها أن إطلاق النار بغزارة من قبل مضادات الجيش اللبناني في اتجاه الطائرات الحربية الإسرائيلية التي خرقت أجواء جنوب لبنان وبقاعه أمس، مجرد رسالة سياسية داخلية في لعبة التوازن التي تقود حظوظ سليمان في الرئاسة.وكان أبو الغيط اختتم زيارته الى بيروت بلقاء ثلاثي جمعه في «عين التينة» برئيس البرلمان اللبناني نبيه بري، ورئيس كتلة المستقبل النيابية النائب سعد الحريري، ، إذ أشار عقب اللقاء الى أن محادثاته تدفعه الى التفاؤل بإمكان إخراج لبنان من أزمته، داعيا ما أسماه بـ «الاهتمامات الخارجية» إلى رفع الأيدي عن الاستحقاق الرئاسي، وترك أمر انتخاب رئيس جديد للجمهورية بيد اللبنانيين أنفسهم. وفي وقت لم يؤكد طرق مصر للباب السوري-السعودي، أشار أبو الغيط الى ان القاهرة تؤدي دورا في ترطيب الأجواء بين دمشق والرياض، لافتاً الى انه ليس بصدد زيارة دمشق في المستقبل القريب.الى ذلك، أكد الوزير المصري أنه لمس عند طرفي النزاع في لبنان نية للتوافق على شخص الرئيس الجديد، نافياً أن يكون تطرق مع القيادات اللبنانية الى «جوجلة» أسماء المرشحين لرئاسة الجمهورية.