عادل إمام... من الحارة إلى السفارة 21 الأفوكاتو هدّدني بالسجن... وصلاح السعدني توسط في اتفاقية سلام لوقف حرب داحس والغبراء مع مرتضى منصور

نشر في 07-10-2007 | 00:00
آخر تحديث 07-10-2007 | 00:00
من الحارة إلى السفارة مشوار كفاح طويل لم يكتبه عادل إمام بعد.. صخرة أشبه بصخرة سيزيف حملها الفتى الفقير بدأب من السفح إلى القمة، لقد صار ابن الحارة الشعبية نجما لامعا وسفيرا لأشهر منظمة دولية في التاريخ الحديث.. الطفل المشاغب المولود في مطلع الأربعينيات من القرن الماضي وسط أجواء الحرب والفقر والقمع العائلي صار زعيما، ثريا، صانعا للأخبار، زادا للشاشات وهدفا للعدسات. لم تكن الرحلة سهلة، ولم تكن قدرا عبثيا، كان عادل يعرف أن صخرته من الممكن أن تتدحرج إلى أسفل في لحظة ليبدأ الرحلة من جديد إذا استطاع، لذا كان يحسب خطواته ولايضع قدمه إلا على أرض صلبة، ومع كل هجوم يتعرض له، لم يكن يرتكن أبدا إلى ماحققه من نجومية أو ثروة أو شهرة او علاقات، كان يفكر بنفس البساطة التي بدأ بها مشوار الحفر في صخر الواقع.. كان يستعيد عزيمة البدايات، ويفكر في الاحتماء بالناس قبل أن يفكر في التوسل لـ»زيوس» في هذه الحلقات نتعرف على التفاصيل الأسطورية لرحلة عادل إمام، ليس باعتبارها حكايات مسلية عن حياة نجم كوميدي مشهور، ولكن باعتبارها ملحمة تحكي عن حياتنا نحن أكثر مما تحكي حياة عادل وحده.. إنه قصة مجتمع بالكامل، مرآة نرى فيها أنفسنا ونتابع صورة الأب المتسلط والأم الحنون الحامية في صمت، والواقع القاسي، والقدر الذي يضن ويعطي وفق معادلات ولوغاريتمات غامضة، وشيفرات القوة التي نستهين بها قبل ان تفاجئنا بالكثير والكثير وفي مقدمتها الصبر والدأب والأمل.. ومن دون تبجيل أو تقليل تعالوا نتعرف مع عادل إمام على مشاهد وخبرات من حياته نعتقد أنها أعمق كثيرا مما قدمه من شخصيات فوق خشبة المسرح وعلى الشاشة. في الحلقات السابقة تعرفنا على جوانب من شخصية الزعيم كما تعرفنا على عوامل التكوين الأولى، وجانب من المعارك التي خاضها سفيرا وزعيما ونجما، والمعالم الرئيسية في مشواره الفني، ووصلنا إلى محطة الثمانينات حيث تمكن من اقتناص القمة بعد فيلم «رجب فوق صفيح ساخن» الذي درات حوله المعارك، وأسس لموجة جديدة في السينما المصرية أسماها بعض النقاد بموجة رجب، والغريب أن عادل أعلن سريعا أنه سيقدم الجزء الثاني من الفيلم، لكن فجأة انقطعت صلته بالسيناريست ماهر ابراهيم مؤلف رجب، وبدأ مرحلة أخرى مع سمير عبد العظيم، لكن المفاجاة أن ماهر كان قد قرر الانتقام من عادل إمام، ووضع خطة الانتقام بالفعل، واشترك معه فيها نجوم كوميديا في مقدمتهم زميل مدرسة المشاغبين يونس شلبي. تقول الوقائع الشفوية التي لم يكتبها أحد حتى الآن بأن الخطة بدأت بتأسيس شركة إنتاج باسم «نيفين فيلم»، وقدمت باكورة إنتاجها عام 1984 بفيلم عنوانه «الانتقام لرجب»، وقاك ببطولته يونس شلبي، وهالة فاخر، وصبري عبد المنعم، وعلي الشريف، ونبيل بدر، وسيف الله مختار، والغريب أن الشركة اختفت تماما من الوجود بعد أن قدمت فيلما فقط بعنوان «غلطة أم» لعبت بطولته صفية العمري مع يوسف شعبان من إخراج إسماعيل حسن الذي كتب القصة والسيناريو والحوار أيضا. الطريف أن أحداث فيلم «الانتقام لرجب» دارت في نفس أجواء الفيلم الأول من خلال شندويلي (يونس شلبي) وعشماوي (صبري عبد المنعم) الذين جاءا من القرية للبحث عن عبد العال الذي سبقهما إلى القاهرة لشراء ماكينة ري حديثة، لكنه وقع في فخ عصابة أبو حطب، وعبر قصة حب سطحية بين فريال (هالة فاخر) إحدى فتيات العصابة، وبين شندويلي يتمكن القرويون من الانتصار والإيقاع بعصابة أبو حطب وكان اسم ماهر إبراهيم قد ظهر لأول مرة في السينما ككاتب للقصة فقط في فيلم «امبراطورية المعلم» عام 1974، ولم يكتب السيناريو ولا الحوار، وقام ببطولة الفيلم محمد رضا وأخرجه زكي صالح، وبعد 5 سنوات ظهر ماهر ككاتب سيناريو للمرة الأولى في «رجب فوق صفيح ساخن» عام 1979، ويبدو أن شيئا ما حدث بينه وبين عادل إمام، فمضى كل منهما في طريق، وفي حين وجد عادل مايطلبه عند نجم الكتابة السينمائية في الثمانينات سمير عبد العظيم، استمر ماهر على وتيرة واحدة، وقدم أفلاما من نوع «محطة الأنس»، و»أولاد حظ»، و»خميس يغزو القاهرة»، و»الغشيم»، و»الراقصة والحانوتي»، ولعب بطولة أفلامه سعيد صالح وسمير غانم، ويونس شلبي، لكن المثير حقا، هو محاولته الفاشلة للثأر من عادل إمام في فيلم «الانتقام لرجب» الذي حاول من خلاله ماهر وأنصاره الرد على نجاح عادل، فنفذوا المحاولة الفاشلة تحت مسمى «الانتقام لرجب»، وهي القصة التي تكررت بحذافيرها تقريبا، بعد النجاح المفاجئ الذي حققه المخرج كريم ضياء الدين مع محمد فؤاد، ومحمد هنيدي في فيلم «اسماعيلية رايح جاي»، حيث حاول ضياء أن يثبت أحقيته في هذا النجاح، ودخل أكثر من تجربة أثبتت كلها أن نجاح الصدفة خير من ألف ميعاد وترتيب.!! وقد كانت المصادفات السعيدة في صف عادل إمام خلال هذا الموسم حيث عرضت له 7 افلام متنوعة، من بينها فيلمان لفتا نظر النقاد لأول مرة، وظلوا يتعاملون معهما باعتبارهما أهم ماقدم عادل للسينما من أدوار، وهما «الحريف» مع محمد خان، و»الأفوكاتو» مع أشرف الميهي، والمفارقة أن دور حسن سبانخ فتح النيران على عادل والميهي، وأثار ضدهما ضجة بسبب اعتراض المحامين على ظهور أحدهم في الفيلم بهذه الصورة التي تنال من سمعتهم ونزاهتهم، لكن الواقع أثبت بعد ذلك أن «حسن سبانخ»، كان بريئا وساذجا أمام حيتان الفساد القانوني مشاكل وسبانخ علاقة عادل بالمشاكل علاقة وثيقة منذ كان طفلا صغيرا، مرة ينال علقة ساخنة لأن «الأفندي المتأنق»، ببدلته البيضاء، لم يحتمل ضحكات الصغار في الشارع، بعد أن «شاط» عادل الكرة الشراب باتجاهه، فلوثت ملابسه، وأربكته أمام الجميع، ووقف يسب الصغار ويتوعدهم، وفي المساء كانت الشكوى قد وصلت لعم إمام والد عادل، فقضى ليلته مضروبا ضربا مبرحا، كما أن عادل تعود منذ طفولته وصباه أن يسخر من كل الشخصيات التي يخاف منها الناس، وفي مقدمتها فتوة الحي، وتاجر المخدرات الغامض زكي النص، الذي بدا يقلده ليكسر حاجز الخوف عند الناس من قوته، وخروجه عن القانون.. وفي واقعه السينمائي كان الفنان الكوميدي عادل إمام يمارس نفس الحيلة بطريقة الفتى الشقي عادل ابن عم إمام .. ولم تكن القضايا تدوم كثيرا ضده، فقد كانت ضجة تنتهي إلى ضحكة، وصلح مع الأطراف الذين اختصموه، سواء كانوا في بساطة عمدة قرية «خربتها» الذي هاج وماج ضد عادل لكي يرضي أهالي القرية الغاضبين بسبب السخرية منهم في فيلم «المتسول»، الذي أظهرهم بصورة وضيعة باعتبار حسنين البرطوشي (عادل إمام) واحدا من أبناء «خربتها» الوافدين إلى القاهرة، وسواء كان هؤلاء الأطراف وزراء أو اجهزة دولة من رقابة ومجالس نيابية، لذلك ظل عادل إمام هو صاحب النصيب الأكبر من القضايا والاحتجاجات فبالإضافة إلى فيلمه «المتسول»، اعترض البعض على اسم فيلم «واحدة بواحدة» ومنع عرض فيلمه «خمسة باب» لأكثر من خمس سنوات، واعترضت الرقابة في البداية على فيلم «الغول» ثم وافق وزير الثقافة على عرضه بعد ذلك، ويومها قال عادل إمام: هل المطلوب منى قبل عرض الفيلم أن أجمع توقيع 47 مليون مواطن يقولون أن هذا الفيلم لا يتعرض لأحد منهم سواء من قريب أو بعيد فأنا لا أزال في دهشة من قيام بعض المحامين بإقامة الدعوى ضد فيلم «الأفوكاتو» لأن المحامين هم أملنا في مناخ الحرية ، ولا أفهم سر الغضب من ذلك فالسجون فيها دكاترة وفنانون وصحفيون ومحامون وكل مهنة في المجتمع.. فيها الخير والشر وليس من المعقول أن أظهر كل الناس طيبين. وذكر عادل خلفيات بعض القضايا التي وصلت إلى عقوبة الحبس ثم تم تخفيفها في الاستئناف إلى الغرامة، وبدأ بمشكلة مسرحية «شاهد ما شفش حاجة»، التي اتهم فيها بالإساءة إلى دولة صديقة بسبب جملة عابرة سخر فيها من رئيس الوزراء الاسرائيلي حينذاك مناحم بيجين وقال عادل: لقد كنت مؤهلا للسجن، وجهزت شنطتي فعلا، والغريب ان بعض الصحف نشرت أن المحكمة حكمت بحبسي بشكل نهائي، لكن هذا الخبر كان خبرا غير صحيح، لأن الحكم لم يكن نهائيا، وبالفعل حصلت في الاستئناف على حكم بالبراءة ولم اسجن. وتكرر خطر الحبس في قضية فيلم «الأفوكاتو»، التي شهدت دراما عنيفة في حياة عادل امام، ربما هي التي أدت غلى عدم تعاونه مع المخرج رأفت الميهي مرة ثانية، على الرغم من نجاح الفيلم، ولجأ الميهي إلى محمود عبد العزيز ليستكمل السلسلة السيريالية الفانتازية بقوة منذ فيلم «سنك لبن تمر هندي» وقبل حكم المحكمة في هذه القضية تحدى عادل الموقف وقال: برغم كل المخاطر المادية والنفسية التي أتعرض لها فلن أتوقف عن اختيار الموضوعات الهادفة لأنني مؤمن بحرية التعبير وأنا اعتز جدا بالقضاء ويكفي أن عددا كبيرا من المحامين استنكروا ما حدث وتطوعوا للدفاع عني، وأنا شخصيا أدعو جميع المحامين إلي مشاهدة الفيلم مرة أخري وأوجه الدعوة لانقيب أحمد الخواجة (كان وقتها هو نقيب المحامين المصريين رحمة الله عليه) لمشاهدة الفيلم بنفسه. والغريب ان قصة الخلاف القضائي اخذت مراحل درامية متناقضة ومختلفة، حتى حصل عادل امام ورأفت الميهي على البراءة، وخرج المخرج من القضية تماما، لكن النجم استمر في جولات أخرى بعيدة عن القضية الصلية، لأنها كانت نتيجة للحظات شغب دفع ثمنها كثيرا طوال 6 سنوات من النزاع مع مشاغب آخر من اشهر المشاغبين في مصر، وهو مرتضى منصور..!! صراع المشاغبين يتندر البعض على واقعة الخلاف الشهير بين عادل إمام ومرتضى منصور القاضي، ثم المحامي، والنائب البرلماني، وعضو مجلس إدارة نادى الزمالك، ورئيس النادي، ثم السجين حاليا،، فيطلق عليها «حرب داحس والغبراء، ربما لأن هذا الخلاف كشف عن تطور مشاكل الفتى المشاغب عادل إمام، ووقوعه مع مشاغب أكثر جرأة هو مرتضى منصور ابن الدلتا المصرية الذي جاء بكل عنفوانه إلى العاصمة، فلا تكاد تخلو الصحف من ذكر اسمه يوما..!! قصة الخلاف بدات في أعقاب عرض فيلم الأفوكاتو» ، وتحديدا في ختام الضجة التي صاحبت عرضه من جانب المحامين، والتي وصلت إلى أروقة المحاكم، حيث ذهبت إحدى الزميلات الصحفيات من مجلة «المصور» القاهرية التي تصدرها دار الهلال، وهي الزميلة عائشة صالح لإجراء حوار صحافي مع عادل إمام، وفي إجابته على واحد من الأسئلة المتعلقة بمشاكل فيلم «الأفوكاتو» قال عادل إن مرتضى منصور وهو نائب برلماني فيما بعد ورئيس نادي الزمالك، وكان حينها يعمل قاضيا ورئيسا لإحدى المحاكم، قال عادل: إن مرتضى طلب منه رشوة فى القضية التي تنظرها المحكمة عن فيلم « الافوكاتو»، والتى رفعها مجموعة من المحامين ضد عادل امام بطل الفيلم ومؤلفه ومخرجه رأفت الميهي، وكانت محكمة جنح بولاق قد عاقبتهما بالحبس لمدة عام لكل منهما وكفالة 10 الاف جنيه لوقف تنفيذ العقوبة ثم برأتهم محكمة استأنف بولاق، وألغت الحكم في مرحلة قضائية لاحقة. هكذا بكل وضوح، وبصياغة قاطعة، وللمرة الثانية قرر المشاغب عادل امام فى الحوار الصحفي الذى أجرته معه الصحفية المشاغبة أيضا عائشة صالح أن المشاغب الأشهر مرتضى منصور قاضي الدائرة التى تنظر قضية الافوكاتو طلب منه رشوة عن طريق وسيط، لتبرئته وزملائه من القضية!! وطبعا كانت فرصة تاريخية لدخول معركة تحطيم عظام بين المشاغبين، وعقب النشر مباشرة رفع مرتضى منصور دعوى سب وقذف امام محكمة جنح الساحل، وبعد شهور قليلة انتصر مرتضى، وقضت المحكمة بحبس عادل إمام ستة اشهر مع الشغل وكفالة 100 جنيه وفى جلسة الاستئناف التى عقدت أواخر اكتوبر من عام 1990 اتفق عادل امام ومرتضى منصور على ان يتغاضى الطرفين عن جميع الدعاوى بينهما وطالب مرتضى منصور من عادل امام فى دعوى بمليون جنيه عن الاضرار التى اصابته بسبب التشهير به، وبالغ مرتضى واستخدم كل الأسلحة في حربه ضد عادل إمام، واتهمه بالتنسيق مع زكى بدر وزير الداخلية المصري حينذاك لعرض مسرحية «الواد سيد الشغال» فى أسيوط لضرب الجماعات الدينية المتطرفة التي نغصت على الداخلية طويلا، وذلك مقابل اعتقال «مرتضى منصور».!! وقال مرتضى ان الداخلية ساعدت عادل ووقفت معه في القضية المرفوعة ضده، بعد ان نفذ بالفعل خطة التضامن مع الدولة ضد ماسمي بالإرهاب ، وهكذا استمر الصراع طويلا بين زعماء الشغب العام في السياسة والفن والرياضة بعد ذلك، لأكثر من 6 سنوات فى الفترة من 1984م حتى عام 1990م حتى قرر عدد من الفنانين والشخصيات العامة التدخل للصلح بين الطرفين، ولعب الفنان صلاح السعدني دورا كبيرا في إنهاء هذا الصراع، وتم الاتفاق بحضور شهود من كبار المسؤولين والمشاهير في مصر، واشترط مرتضى منصور ان يقوم عادل إمام بنشر اعلانات فى الصفحة الأولى على مساحة عمودين بطول عشرين سنتيمتر فى كبريات الصحف المصرية والعربية خاصة التى نشرت أخبارا عن الصراعات بينهما، وأكد مرتضى على ضرورة أن يكتب عادل فى الاعلان اعتذاره شخصياً عن كل ما بدر منه من تصريحات للاعلامين في حق مرتضى منصور، وانه يكن له كل الاحترام والتقدير، وان مرتضى تنازل عن التعويض المالى الذي قرره القضاء، وقد شهد جلسة الصلح الذى تم توقيعه فى 23 أكتوبر من العام 1990م عدد كبير من أصدقاء الطرفين من بينهم الفنان صلاح السعدنى وشقيقه الكاتب الساخر محمود السعدنى والخبير الكروي الكابتن محمود الجوهرى. حرب عادل غير عادلة في 18 مارس عام 1985م كانت الحرب ضد عادل إمام قد وصلت لذروتها، فكتب الممثل والصحافي سعيد عبد الغني مقالا تحت عنوان «حرب عادل إمام» ونشره في صفحة السينما الأسبوعية في جريدة «الأهرام» التي يعمل بها، وقال سعيد: حكايات السينما هذه الأيام تدور كلها حول تلك الحرب الغريبة الموجهة ضد عادل إمام.. خلف الكاميرا.. في حجرات الممثلين.. في كواليس المسارح.. في بلاتوهات السينما ... في كل تجمع سينمائي، حيث لايخلو الحديث عن هذه الحرب وأسبابها، وخلفياتها، وأسرارها الخفية..!! الكل يتحدث عن هذه الحرب إلا عادل إمام نفسه، فهو صامت لايتكلم، ولكنه يعلم ويعمل!!. يقولون إن هذه الحرب يقودها بعض المنتجين الذين يحاولون بكل الطرق إنزال عادل إمام من على قمة نجوميته، وتحطيم تربعه على عرش ايرادات الشباك، وبالتالي كسر أجره الذي يبالغون دائما في تقديره.. ولكن نفس هؤلاء المنتجين هم الذين صنعهم عادل امام نفسه.. من أفلامه وإيرادات شباكه. وطبعا عندما يعلن المنتج الحرب على نجم فإنه يبحث عن بدائل سريعة يحاول دخول الحرب بها، وطبعا يحارب بأرقام شباك التذاكر، ومدى إقبال الجمهور على الأفلام. والحقيقة التي يجب أن يعرفها عادل إمام انني لم اقابل ممثلا او فنانا بشكل عام، إلا وكان في صف عادل امام وضد تلك الحرب.. انهم جميعا يعرفون قدر عادل امام ويقدرون نجوميته وجماهيريته.. انهم جميعا يرحبون بالمنافسة الشريفة، ويقولون ان القمة تتسع للكثير من النجوم، ويكفي ان عادل أول من جعل الممثل الكوميدي بطلا مطلقا في الأفلام السينمائية بعد أن كان مجرد «سنيد» لأي فتى أول.. انهم يعرفون مشوار الصبر الطويل الذي قطعه عادل ليحقق ماحققه الآن. وهذا النوع من الحروب تعرض له كثير من نجومنا.. إن النجم ثروة قومية لابد من الاعتزاز بها وعدم تحطيمها، والحمد لله أن عادل امام قادر على الانتصار في كل الحروب، وقادر على تصحيح بعض الأخطاء التي كانت سببا في شن هذه الحرب عليه.. خاصة وأنه في صمت المحارب العتيد يقوم بتصوير فيلمين، وهذا تحد فني يحارب به عادل كل الأسلحة الموجه إليه..
back to top