ردة الفعل ستكون حاسمة

نشر في 08-08-2007
آخر تحديث 08-08-2007 | 00:00
 حسن مصطفى الموسوي

إذا كان حضور دواوين الاثنين قبل الغزو الصدامي يقدر بالآلاف لكل ندوة، فإن ردة فعل الشعب هذه المرة ستكون بعشرات الآلاف مع وجود الإنترنت و«المسجات» والهواتف النقالة وغيرها من أساليب الحشد التي لا تستطيع السلطة السيطرة عليها.

ما إن تهدأ موجة الدعوة إلى الانقلاب على الدستور (وليس الحل غير الدستوري) حتى تعود هذه الاسطوانة المشروخة للتداول مرة أخرى، وبتحريض من بعض الصحف المعروف توجهاتها لدى الجميع، مع أن صاحب السمو أمير البلاد قد حسم الأمر منذ مدة برفض هذا الخيار المعادي الديموقراطية.

إن هذا التحريض على الدستور بين الفينة والأخرى يدل على أن من يقف وراء هذا المخطط مجموعة من العقليات المريضة التي تتمنى الرجوع إلى عصر الاستبداد وفرض الأمر الواقع رغم أنف الشعب، وبدلا من أن «يحمدوا ربهم» على أن الوضع كما هو عليه وأن الدستور لم يتغير إلى الأفضل (مثلما هو مفترض) عبر منح المزيد من الحريات وتقوية الرأي الشعبي في مجلس الأمة –كما بينت مسودة النائب أحمد السعدون لتعديل الدستور- وذلك لمجاراة التطور السياسي والتكنولوجي الذي جعل العالم قرية صغيرة، نجد هؤلاء يسيرون عكس التيار ومازالوا يعيشون في الماضي، معتقدين أنهم قادرون على تمرير مخططهم التخريبي بكل بساطة من دون ردة فعل حاسمة من الشعب.

فإذا كان حضور دواوين الاثنين قبل الغزو الصدامي يقدر بالآلاف لكل ندوة بالرغم من انعدام وسائل الاتصال والإعلام المتطورة، فإن ردة فعل الشعب هذه المرة ستكون بعشرات الآلاف مع وجود الإنترنت والمسجات والهواتف النقالة وغيرها من أساليب الحشد التي لا تستطيع السلطة السيطرة عليها، وليت هؤلاء يتعلمون قليلاً من دروس التاريخ، التي كان آخرها قبل أيام معدودات في تركيا عندما حاول بعضهم ممارسة الدكتاتورية باسم العلمانية فجاء رد الشعب عليهم صاعقاً ومدوياً، إلى درجة أن زعيم المعارضة دينيس بايكال اعتكف في بيته بعض الوقت بسبب خيبته بعدما كان يعد الناس بفوز ساحق لفريقه في الانتخابات

قد يرّوج هؤلاء بأن هذا الانقلاب من مصلحة الأسرة الحاكمة لاستعادة هيبتها المفقودة «كما يزعمون»، لكنها (أي الأسرة) ستكون المتضرر الأول من ذلك، فهؤلاء يريدون توريط الأسرة من أجل مصالحهم الذاتية ونهب ما تبقى من خيرات البلد، ويريدون العودة بنا إلى فترات الانقلابات السابقة، التي شهدت أكبر السرقات والتجاوزات في حق القانون، وليتهم يدركون أن السمعة الطيبة هي التي تبقى عالقة في أذهان الناس جيلاً بعد جيل، وأكبر مثال على ذلك الأمير الراحل الشيخ عبدالله السالم (رحمه الله) الذي يتغنى باسمه الآن أبناء من عاصروه في تلك الفترة وأحفادهم.

* آخر كلام

 

المعلومات الأخيرة (وغير المؤكدة تماماً حتى الآن) عن خطة تسليح أميركا دول الخليج ومصر وإسرائيل تقول إن القيمة الإجمالية الحقيقة لتلك الأسلحة كلها هي 20 مليار دولار، و ليس 63 ملياراً، والهدف من تضخيم هذه الأرقام هو أن نتحمل نحن قيمة تسليح إسرائيل دون أن ندري حتى توفر أميركا على نفسها بعض الأموال؟!

back to top