وفاة الرئيس العراقي الأسبق عبد الرحمن عارف في عمان
أقصي الرئيس العراقي الاسبق عبدالرحمن عارف من رئاسة الجمهورية على ايدي حزب البعث مقابل ضمان سلامته ومن ثم ابعاده الى تركيا. توفي امس في عمان.
توفي الرئيس العراقي الأسبق عبد الرحمن عارف فجر امس عن 91 عاما في مدينة الحسين الطبية في عمان. وهو اب لولدين وثلاثة بنات. فبعد وفاة شقيقه الرئيس عبد السلام عارف إثر تحطم طائرته في البصرة جنوب العراق بسبب سوء الاحوال الجوية عام 1966 اجمع القياديون الذين كانوا يديرون المؤسسة العسكرية في وزارة الدفاع على اختياره رئيسا للجمهورية امام المرشح المنافس رئيس الوزراء عبد الرحمن البزاز.واصبح عارف العربي السني ثاني رئيس لجمهورية العراق وثالث رئيس دولة او حاكم بعد اعلان الجمهورية عام 1958.وكان عارف الذي عمل ايضا سفيرا للعراق في الاتحاد السوفييتي السابق احد الضباط الذين شاركوا في ثورة يوليو 1958 التي اطاحت بالنظام الملكي.وتم اقصاء عارف من الحكم إثر حركة 17 يوليو عام 1968 التي اشترك فيها عدد من الضباط والسياسيين وبقيادة حزب البعث حيث داهموا الرئيس عارف في القصر الجمهوري واجبروه على التنحي عن الحكم مقابل ضمان سلامته فوافق وكان من مطالبه ضمان سلامة ابنه الذي كان ضابطا في الجيش العراقي. بعدها تم ابعاد عبد الرحمن عارف الى اسطنبول، وبقي منفيا هناك حتى عاد الى بغداد في اوائل الثمانينيات بعد ان اذن له صدام حسين بالعودة.وبقي عارف في بغداد يعتاش على راتب تقاعدي الى ان تركها قبل نحو ثلاث سنوات حيث كان يقيم في عمان. وكان عارف بعيدا كليا عن أي عمل سياسي.وعرف عارف ابان فترة حكمه بالتسامح ومحاولات فسح المجال لمعارضيه بنوع من الديموقراطية فأسس ما يعرف بالمجلس الرئاسي الاستشاري الذي ضم عددا من رؤساء الوزارات السابقين كان يعد بعضهم من الخصوم. ونشطت في عهد عارف الاحزاب السياسية التي كانت تعمل وتتظاهر بحرية كما نشطت الصحافة الحرة حيث ظهرت ولاول مرة صحف مستقلة بمواصفات عالية.وكان عارف يحتفظ بعلاقات جيدة مع كل الجهات والاحزاب السياسية وكانت له علاقات مميزة مع الاكراد وخصوصا مع الزعيم الكردي الراحل مؤسس الحزب الديموقراطي الكردستاني الملا مصطفى البارزاني وكذلك الأقليات الأخرى.وبحسب فوزي فرمان امين سر الجبهة الوطنية العراقية للمستقلين واحد اصدقائه فإن «فترة حكم عارف كانت بسيطة جدا، لانه رجل مسالم من الدرجة الاولى حتى انه كان يتحرك في بغداد بسيارته الخاصة من دون مواكب او حمايات في كل مكان وزمان».واضاف «انه رجل مرحلة خاصة جدا في تاريخ العراق مرحلة بعيدة كل البعد عن العنف وهو مسالم الى اقصى درجة». وتابع فرمان «انه رجل مميز عاش بهدوء ورحل بهدوء».وقال السياسي العراقي وابن اخته حسن البزاز لـ «الجريدة» ان الحكومة العراقية طلبت ان يتم دفنه في العراق ويشيع جثمانه تشييعا رسميا يليق برئيس الدولة غير ان أسبابا امنية وغيرها من الاسباب، التي تفضل أسرة عارف عدم الخوض فيها، ادت الى ان يدفن في الاردن.وتابع البزاز ان رايا اقترح على اسرة عارف بأن يتم دفنه في الأردن في مقبرة شهداء الجيش العراقي التي تقع في محافظة المفرق شمال شرق العاصمة عمان باعتبار هذا المكان اكثر كرامة له مع الشهداء العراقيين الذين خاضوا حروبا دفاعا عن شرف الأمة في فلسطين، حيث انه من الناحية الشرعية والامنية نفضل ان يدفن في الاردن».( أ ف ب)