الحروق أنواع ودرجات... كيف نسعف المصابين بها؟

نشر في 15-08-2007 | 00:00
آخر تحديث 15-08-2007 | 00:00

حين يدنو الطفل من مصدر نار أو لهيب، يهرع الجميع فوراً إلى نجدته. غالباً ما يحذر الأهل أبناءهم من الاقتراب من النار لما تتسبّب به من حروق وآلام. تبقى هذه الحالة واقعاً يحدث دائماً إذ غالباً ما يقع الإنسان ضحيّة الحروق على اختلافها بسبب قلّة الانتباه أو التعامل مع مواد خطيرة وقابلة للاشتعال.

يُمنع عامة الاقتراب من مصادر الخطر ومن المواد الكيميائية والكهرباء. يتعامل الناس بدقّة بالغة مع الأشياء الحارّة جدّاً مثل المياه أو الموقدة. لكن لا أحد بمعزل عن الخطر إذ يمكن أن يعاني المرء الحروق على نحو دقيق طبياً يستدعي الاستعانة باختصاصيّ.

الحروق أنواع ودرجات

يواجه الإنسان في محيطنا عوامل الطبيعة إضافة إلى أخطار قد تحدق به. ينبغي أن يحرص على توفير محيط آمن يكون فيه بعيداً قدر المستطاع عن مسبّبات الخطر والحروق. يقول المسعف جيلبير بتروني: «حين نتحدّث عن الحروق لا بدّ من تقسيمها أنواعاً ثلاثة بغية الإحاطة بها ومعرفة سُبل التعامل معها. بعض الحروق ناجم عن الحرارة بسبب التعرّض للنار ومصادر اللهيب والأدوات الشديدة الحرارة وسوى ذلك من مصادر النار. أما القسم الثاني فناتج عن حروق بالمواد الكيميائية الخطيرة والضارّة. الجزء الأخير سببه ملامسة جسم الإنسان للتيار الكهربائي أو إصابته بالصواعق على سبيل المثال. يقتضي التعامل مع مسببات الحروق هذه بدقة وحذر لدى البالغين وابتعاد الأطفال عنها بشكل نهائي».

ليست كلّ الحروق مماثلة. البعض تكون إصابته أكبر وأخطر من الآخرين تبعاً لمقدار تعرّض الجلد للحرق.

يشرح بتروني درجات الحروق الثلاث على الوجه الآتي:

• تكون حروق الدرجة الأولى أقل ضرراً. إنها عبارة عن حروق سطحية تشمل الطبقة الخارجية للجلد. تحدث بعامة بسبب الماء الحار أو البخار، أو من جراء التعرّض لأشعّة الشمس. تتسبّب بإحمرار في الجلد مع نسبة من الألم.

• أمّا حروق الدرجة الثانية فأعمق نسبياً نتيجة الإتصال بمواد كيميائية أو سوائل حارة أو ملابس محترقة وتشمل الطبقتين الخارجتين اللتين تليهما من طبقات الجلد. ينتج عن هذه الحروق ألم شديد وتقرّح في الجلد إضافة إلى الإحمرار.

• أمّا حروق الدرجة الثالثة فعميقة تطال طبقات الجلد كافة. في هذه الحالة تتضرّر الأعصاب والعضلات والأنسجة الداخلية ومصدرها الحروق (الكهرباء أو المواد الكيميائية) وتتسبب بانسلاخ أو تفحّم. لا يشعر المصاب بأيّ ألم لأنّ النهايات العصبية تكون احترقت. غالباً ما تكون منطقة الحرق من الدرجة الثالثة محاطة بمنطقة من حروق الدرجة الثانية أو الأولى.

طريقة التعامل

يجب أن نتمالك أعصابنا لدى رؤية مصاب بحروق كي نتمكن من مساعدته، كما علينا التأكّد من عدم تعريض حياتنا للخطر خلال إنقاذ الآخرين. بعد تأمين مسلك آمن نحو المصاب، يتمّ التحقق من أسس الإسعافات الأولية (مثل التنفس وعمل القلب). ثمّ طلب مساعدة المسعفين المتخصصين أو التوجه مباشرة إلى المستشفى.

أمّا بالنسبة إلى التعامل الأولي مع الحروق فيشدّد المسعف بتروني على «وجوب سكب ماء بارد عبر وضع المنطقة المصابة تحت مياه جارية أو استخدام كمادات باردة لتقليل انتفاخ الجلد على المنطقة المحترقة حتى يخفّ الألم في حالات الحروق من الدرجة الأولى. لكن لا يجب البتة وضع الثلج مباشرة على الحرق إذ يؤدي إلى حدوث لسعة باردة، ما يتسبب بضرر أكبر للجلد. يجب أيضاً تغطية المنطقة المصابة وحمايتها بقطعة قماش نظيفة ومعقّمة وغير لاصقة، ثمّ استشارة الطبيب».

في حالات شديدة الخطر، مثل الحروق من الدرجة الثانية أو الثالثة، لا بدّ من التوجه فوراً إلى المستشفى، خاصة في حالات احتراق جزء كبير من جسم المصاب، أو احتراق الوجه أو اليدين والرجلين أو المؤخرة والأعضاء التناسلية أو المفاصل. إن كان المصاب يشعر بدوار أو بصعوبة في التنفس أو بالسعال فلا بدّ من معاينة الطبيب فوراً.

يضيف بتروني: «في حال حدوث حروق من الدرجتين الثانية والثالثة ينبغي أيضاً اتباع تعليمات التعامل مع الحروق مثل حروق الدرجة الأولى، إضافة إلى نزع جميع الملابس عن المنطقة المصابة، ما عدا الملابس الملتصقة بالجلد. كما يجب خلع الأكسسوارات والأحذية كافة قبل انتفاخ الجلد وعدم الضغط على البثور والتورم وانسلاخ الجلد. ينبغي كذلك حماية المنطقة المصابة برباط بارد ورطب وغير لاصق ثم التوجه إلى المستشفى للخضوع لعلاج يعوّض السوائل المفقودة ولتعقيم منطقة الحرق». لا يجب على الإطلاق دهن أي مستحضر أو بودرة على المنطقة المصابة أو إزالة الجلد المترهّل والفقاقيع.

في جانب آخر، تحتاج الحروق الناتجة عن مواد كيميائية إلى طريقة تعامل مختلفة إذ يجب غسل المنطقة المحروقة بكميات كبيرة من المياه الجارية القويّة وعدم إزالة الملابس قبل سكب المياه على المنطقة المحترقة. يستحسن تسليط ماء دافق لمدّة عشرين دقيقة على الحرق ثمّ تغطية المنطقة بالشاش المعقّم والإتصال على الفور بالطبيب أو التوجه إلى المستشفى. إن كانت الحروق الكيميائية بلغت الفم والعينين فإنها تتطلّب تقويماً طبياً فورياً بعد غسلها بالماء.

الإصابة بالحروق أمر دقيق والإسعافات الأولية تكفل الحدّ من تفاقم المشكلة فحسب، إلاّ أنّ الأمر يقتضي دائماً استشارة الطبيب أو التوجه إلى المستشفى.

يبقى الإنتباه والحذر الدائمان واجباً وأساساً لتفادي حصول المشكلة، فالحروق إضافة إلى ما تتسبب به للجلد، تؤلم إلى درجة لا تطاق وأوجاعها مبرحة. درهم وقاية خير من قنطار علاج.

back to top