انطلاق فعاليات منتدى المدن العربية والأوروبية يؤسس لشراكات إقليمية وتبادل الخبرات في العمل البلدي

نشر في 08-02-2008 | 00:00
آخر تحديث 08-02-2008 | 00:00

عبر المشاركون في منتدى المدن العربية والأوروبية عن حاجة المجتمعات العربية إلى مثل هذا المنتدى، الذي يعقد في دبي بهدف إثراء العمل البلدي، وتبادل الخبرات بين الدول في هذا الشأن للاستفادة من الخبرات الناجحة، خصوصا في المدن الأوروبية على صعيد العلاقة بين الأجهزة الرقابية والتنفيذية.

تنطلق صباح اليوم في مدينة دبي بدولة الامارات العربية المتحدة فعاليات المدن العربية والأوروبية تحت شعار «حوار من أجل التنمية»، الذي تنظمه منظمة المدن العربية والتي تتخذ من دولة الكويت مقرا لها بمشاركة من بلدية دبي والمعهد العربي لإنماء المدن.

وقال الأمين العام لمنظمة المدن العربية عبدالعزيز يوسف العدساني إن المنتدى يشكل نقطة جديدة للتواصل والتعاون بين المدن العربية والأوروبية إذ يتوقع ان تتمخض موضوعاته وحواراته عن اساليب حديثة ومتطورة للشراكة والتعاون من شأنها ان تسهم في نقل أفضل الممارسات وإيجاد وسائل لتمويل البرامج والمشروعات التنموية والعناية بالتراث والسياحة والبيئة والمياه وغيرها.

وأوضح أن الإعداد لهذا المؤتمر تم من خلال عدة اجتماعات عقدت في كل من دبي والكويت وباليرمو وروما وباريس، وشارك فيها ممثلون عن الأمانة العامة لمنظمة المدن العربية والمعهد العربي لإنماء المدن والمدينة المضيفة «دبي»، وهيئة الشراكة الاوروبية المتوسطة ومجلس بلديات وأقاليم اوروبا والمجلس الاوروبي للسلطات المحلية والاوروبية، وقد اسفرت هذه الاجتماعات عن تحديد الموضوعات والمحاور التي سيناقشها المنتدى في ضوء التطورات التي تشهدها المدن بحيث يكون هناك تأسيس لشراكات اقليمية وتعاون بين المدن والأقاليم والادارات المحلية ذات الثقافات والمصالح المتكاملة بين الجانبين العربي والاوروبي، لمواجهة التحديات وبناء مستقبل مشرق على مستوى مدن اتفق الجميع على تسميتها بـ«المدن الحاضنة».

وعن أهداف المنتدى قال العدساني «نهدف الى تبادل المعرفة والخبرات في ميادين العمل البلدي والتنموي وتقوية أواصر الشراكة والتعاون بين المدن والبلديات وسلطات الحكم المحلي والسعي الى استقطاب الدعم المالي والمنح للبرامج المشتركة بين الجانبين وتسليط الضوء على أفضل الممارسات والاستفادة منها بما يتناسب مع احتياجات الطرفين العربي والاوروبي، هذا بالاضافة الى مناقشة استراتيجية التعاون والشراكة المستقبلية لدعم المدن والبلديات والسلطات المحلية».

ولفت الانتباه الى ان حوارات المنتدى ونتائجه سيتم توثيقها لهدف نشرها عالميا من خلال القطاعات الخاصة والحكومية والأكاديمية، كما سيتم تشكيل لجنة متابعة دائمة لتنفيذ التوصيات وترجمتها الى برامج ومبادرات لاثراء الحوار بالمؤتمرات الدورية.

ومن ناحيته، قال مدير عام شؤون المجالس البلدية والقروية بالمملكة العربية السعودية عبدالله السبيل «إنها خطوة ذكية لمصلحة المدينة العربية وساكنيها، فالعالم بات قرية صغيرة وعلينا الاستفادة من التجارب الناجحة عند الآخرين في كثير من المجالات، ولذلك فإن هذا المنتدى يأتي محاكيا للواقع ومستشعرا للحاجة ومتوافقا مع الرغبة في مواكبة التغيرات العالمية في الميادين شتى، واستطيع القول إنه سيكون اضافة جيدة لمسيرة عمل منظمة المدن العربية التي باتت اليوم من أقوى المنظمات المعنية بشؤون المدن في العالم، ومن أفضلها تنظيما وادارة خصوصا بعد أن اصبح لها اجهزة متخصصة وشخصيا أنا متفائل بملتقى دبي».

أما عضو المجلس البلدي الكويتي فاضل صفر فوصف الملتقى بـ«العمل الرائع»، واضاف «أنه جهد مخلص وهادف لتطوير العمل البلدي، ويأتي كحلقة الملتقيات والمؤتمرات التي تنظمها منظمة المدن العربية، ولاشك أن المدن في عالمنا العربي بحاجة إلى الاستفادة من تجارب المدن العربية في مجالات عديدة، خصوصا على صعيد القدرة في التوفيق بين عمل الاجهزة الرقابية والاجهزة التنفيذية، فمثل هذه العلاقة متى ما نجحت وقامت على اسس سليمة وحققت هدفها، فإن العمل البلدي هو المستفيد وآمل شخصيا أن يكون هناك تركيز على الاستفادة كذلك من تجارب الاوروبيين في تطوير الطرق وتنميتها لأننا في مدننا ننجز طرقا جديدة ثم ندعها بلا صيانة أو لا نقوم بصيانتها على النحو الكامل، كذلك ينبغي أن نستفيد من تجارب المدن العربية في تبسيط الاجراءات ورصد الميزانيات والسرعة عند التنفيذ».

إلى ذلك، قال مدير عام بلدية الكويت المهندس أحمد الصبيح «إن هذا المنتدى سيفتح آفاق عمل جديدة للبلديات والمجالس البلدية والمحلية في عالمنا العربي خصوصا أن الاستفادة من تجارب المدن الاوروبية لن تكون نتاج علاقات ثنائية بل ستكون في شكل جماعي وبرعاية منظمة عريقة كمنظمة المدن العربية، لاشك أننا نتطلع إلى تدشين علاقة على هذا النحو مع المدن الاوروبية التي اطلع فيها الكثيرون من المهتمين بالعمل البلدي على تجارب ينبغي الاستفادة منها، وانا على يقين بأن المنتدى سوف يحقق هذا الهدف».

من جانبه، شدد وكيل وزارة شؤون البلديات في مملكة البحرين جمعة الكعبي على ضرورة الاستفادة من تجارب المدن الاوروبية قائلا «ان الملتقى جاء متناغما على حد كبير مع الحاجة الملحة لمدننا ولاشك أننا نتطلع إلى شراكة مفيدة ونتائج ايجابية لهذا المنتدى واثق بأن منظمة المدن العربية ستحقق نقلة نوعية لمصلحة مدنها الاعضاء من خلال هذه الشراكة، وما هذا بغريب على منظمة عريقة وقديمة وناجحة وخطت خطوات كبيرة في مجال التنمية العربية، وأدت دورا اساسيا في جمع شمل المدن وتنظيم المؤتمرات والملتقيات والمنتديات للمسؤولين عن المدن والبلديات وهذا في حد ذاته نجاح».

واعتبر الامين العام لشؤون البلديات بدولة الامارات العربية المتحدة جاسم درويش المنتدى فرصة عظيمة لإقامة علاقات جيدة مع المدن الاوروبية واقامة شراكات اقليمية تعود على المدن العربية بالنفع إذ رأى «انها بحق عمل رائع وخطوة جيدة من منظمة المدن العربية التي باتت «ام البلديات» في عالمنا العربي والتي انطلقت من الكويت بدعم كبير من قادتها ومسؤوليها واستندت منذ انطلاقاتها إلى خبرة رجال لهم باع طويل في مجال العمل البلدي».

والجدير بالذكر أن هذا المنتدى يشارك فيه عمداء المدن ورؤساء البلديات ومجالس الحكم المحلي ورؤساء المنظمات الاقليمية والدولية، بالإضافة إلى مجموعة من الخبراء والمختصين.

back to top