أبو مازن سيطلب من بوش وساركوزي وبراون جدول أعمال لمؤتمر الخريف لندن تحذر من ضياع الفرصة وتؤكد أن الواقع حرج
يبدو أن أبو مازن بات مصمما أكثر من أي وقت مضى على ألا يعقد مؤتمر الخريف المقبل الخاص بعملية السلام من دون وجود جدول أعمال واضح وهو ما سيطلبه بلا تردد من قادة عالميين. في حين أطلقت لندن تحذيرا من ضياع الفرصة المتاحة.
أكد رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات ان الرئيس محمود عباس سيعقد سلسلة اجتماعات في نيويورك التي يزورها للمشاركة في اعمال الجمعية العامة للامم المتحدة. وابلغ عريقات الاذاعة الفلسطينية صباح أمس «ان الرئيس عباس سيلتقي على حدة كلا من الرئيس الاميركي جورج بوش والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ورئيس الوزراء البريطاني غوردون براون». واوضح «ان عباس سيلتقي كذلك خلال اليومين القادمين في نيويورك كلا من وزراء خارجية فرنسا وبريطانيا وفنلندا والبرتغال واسبانيا وجنوب افريقيا التي سيلتقي رئيسها اضافة الى السكرتير العام للامم المتحدة بان كي مون». وذكر عريقات «ان الرئيس عباس سيطلب في لقائه الرئيس بوش ان يضع جدول اعمال لقمة الخريف القادم التي ستعقد في واشنطن للبحث في قضية السلام في الشرق الاوسط». واكد ان «عباس سيشدد على ضرورة وضع كل الامور المتعلقة بالسلام في الشرق الاوسط في اطار يسمح بتنفيذ ما يتفق عليه على الارض في اطار جدول زمني محدد ومن خلال وجود فرق رقابة دولية لتنفيذ أي اتفاق قد يجري مع اسرائيل في هذه القمة». وشدد على ان الجانب الفلسطيني يريد لقمة الخريف هذه وضع اساس لانهاء الاحتلال الاسرائيلي للضفة الغربية وقطاع غزة والقدس والذي بدأ في شهر يونيو من عام 1967. وذكر «ان المطلوب الآن هو تحويل رؤية الرئيس بوش بإقامة دولة فلسطينية الى واقع ومسار سياسي وليس مجرد رؤية على ان تكون القدس عاصمة لهذه الدولة». ورحب عريقات في تصريحاته «بدعوة الولايات المتحدة الاميركية لعدد من الدول العربية لحضور قمة الخريف هذه»، معتبرا «ان هذا الامر يحقق نوعا من المطالب الفلسطينية». ورأى «ان مضمون قمة الخريف هو الاهم بالنسبة لنا والذي يجب ان يكون واضحا ويعالج كل القضايا بشأن الوضع النهائي مع اسرائيل كاللاجئين والمستوطنات والحدود والقدس والدولة الفلسطينية المستقلة». في غضون ذلك حذر وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند ليل الاحد من تأخر المجتمع الدولي في تسهيل التوصل الى تسوية للنزاع الاسرائيلي-الفلسطيني تقوم على دولتين حتى لا تضيع الفرصة.وقال ميليباند ان عملية السلام في «لحظة حرجة» بعد 40 عاما من اصدار الامم المتحدة القرار 242 عام 1967 والذي يستخدم منذ ذلك الحين اطارا لكل جهود السلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين. واوضح الوزير في تصريح لهيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي) «اننا الان في مرحلة حرجة لانه بعد 40 عاما (من القرار) فان كوة الفرصة للتوصل الى تسوية على اساس دولتين ستتقلص بل وستغلق ما لم نبقها مفتوحة».واعتبر انه «لبقاء هذه الكوة مفتوحة علينا اولا توضيح الاهداف السياسية جليا واعطاء ديناميكية سياسية لفكرة الدولتين هذه ثم علينا على المدى القريب تلبية الاحتياجات الاقتصادية والاجتماعية والامنية للاسرائيليين والفلسطينيين وهو امر ملح جدا في الاشهر المقبلة». واشار ميليباند الى انه سيلتقي هذا الاسبوع الرئيس الفلسطيني محمود عباس ووزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني. واوضح متحدث باسم وزارة الخارجية البريطانية لفرانس برس ان هذه اللقاءات ستعقد بلا شك في نيويورك على هامش اعمال الجمعية العامة للامم المتحدة.من جهته، أعرب رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت الاثنين عن الامل في التوصل مع الفلسطينيين الى وثيقة ترسي اسس مفاوضات لإقامة دولة فلسطينية بنتيجة الاجتماع الدولي بشأن الشرق الاوسط في نوفمبر المقبل. ونقل المصدر عن أولمرت قوله خلال جلسة مغلقة للجنة الشؤون الخارجية والدفاع في الكنيست الاسرائيلية «من المحبذ في نتيجة هذا الاجتماع ان يصدر بيان مشترك يتعلق بالمسائل الاساسية ليكون قاعدة للمفاوضات الهادفة لاقامة دولة فلسطينية».(لندن، رام الله- أ ف ب، د ب أ، رويترز)