طابور ناصر المحمد

نشر في 06-04-2008
آخر تحديث 06-04-2008 | 00:00
 جاسم القامس

الحملة التي تشن على رئيس الوزراء ليست لأسباب شخصية بل لأسباب سياسية، وهو ما كان واضحاً منذ توليه رئاسة الوزراء التي لم تشهد ستة أشهر على بعضها من دون مشاكل أو تأزيم، والأدهى أن اعتراف سموه بوجود حملة عليه هو اعتراف بوجود طابور خامس في البلاد ليس ضد ناصر محمد الأحمد، بل ضد الحكم وهيبته.

«أعرف مَن وراء الحملة عليّ ومن يديرها وإذا أُجبرت فسأكشف كل شيء» قائل هذه الكلمات ليس مدير مدرسة يبرر الشكاوى التي ترفع بحقه إلى الوزارة، ولا رجلاً ثرياً مسناً يحاول بعض أفراد عائلته الاستيلاء على ثروته، قائل هذه الكلمات سمو رئيس مجلس وزراء دولة الكويت الشيخ ناصر المحمد الصباح في لقائه الأسبوع الماضي مع الزميلة «الراي»، وليس رئيس جمهورية أفريقية تعاني بلاده الصراعات والحروب الأهلية وخطر الانقلاب.

الخطير في هذا التصريح أن قائله، رئيس السلطة التنفيذية، يصرح به ببرود من دون أن يبدي إحساساً بمدى خطورة هذا الكلام، فالحملة التي تشن عليه ليست لأسباب شخصية بل لأسباب سياسية وهو ما كان واضحاً منذ توليه رئاسة الوزراء التي لم تشهد 6 شهور على بعضها من دون مشاكل أو تأزيم، والأدهى أن اعتراف سموه بوجود حملة عليه هو اعتراف بوجود طابور خامس في البلاد ليس ضد ناصر محمد الأحمد، بل ضد الحكم وهيبته، ويأتي التصريح بمعرفة رئيس الوزراء بمن وراء هذه الحملة يعني أنه لا يمانع وجود هذا «الطابور».

الأسئلة الملحة الآن هي: من وراء هذه الحملة؟ وما هي الحملة أصلا؟ وهل نستطيع القول إن ما حصل من تداعيات وفتن في قضية تأبين مغنية يأتي ضمن الحملة؟ خصوصاً أن رئيس الوزراء نفى أن يكون للحكومة أي دليل ضد تورط مغنية، فمن تراه كان يعارض بتصريحه حول هذه الجزئية؟ خصوصاً أن أمن الدولة «وهي جهاز حكومي» تقول غير ذلك. وهل ما يجري الآن من جرائم الانتخابات الفرعية تحت نظر «الداخلية» يأتي ضمن إطار الحملة؟ أم أن تردد الحكومة في ضبط هذه الفرعيات هو ما يؤدي إلى التمادي في الجرم؟ ومن يملك هذا النفوذ ليقود حملة بهذا الحجم؟

هذه الأسئلة تحتاج إلى لقاء آخر مع رئيس الوزراء ليجيب عنها، فالمسألة ليست مرتبطة بناصر المحمد بل بأمن الكويت واستقرارها.

أم «الثلاثة أسوار» أصبحت أم الطوابير الخمسة، ولا أعلم حقيقة ما الطوابير الأربعة التي تسبق الطابور الخامس الذي يقف فيه مثيرو الإشاعات والفتن، إلا أن المطلوب اليوم، خصوصاً ونحن نُقبِل على اختيار مجلسنا القادم أن يتصدى أحد الطوابير الأربعة لهذا الطابور الخامس، وألا نقف كالبلهاء ننتظر هجمة من يحاولون أن يهدموا بلدنا لنقف ضدهم، المطلوب أن نوقفهم عند حدهم.

أمام ناصر المحمد وحكومته تحديات كبيرة خلال الشهر المقبل، كلها تتعلق بتطبيق القانون، وها نحن نعدّي تطبيق القانون على الديوانيات المخالفة بعد تردد حكومي، والمطلوب الآن موقف حازم من الحكومة ضد الفرعيات وشراء الأصوات وإلا فالغلبة في الانتخابات لقادة الحملة ضد رئيس الوزراء.

****

معلومات مجانية إلى وزير الداخلية: شراء الأصوات بدأ في الدائرة الثالثة بألف دينار. والانتخابات الفرعية للعوازم ستبدأ غداً الاثنين. إذا كانت هذه المعلومات قد وصلت إلى المواطن العادي فلا أعتقد أنها غائبة عنكم، ولا أعتقد كذلك أنكم عاجزون عن ضبط هذه الأمور، وإلا فما منكم فايدة!

back to top