سليلة السياسة والاغتيالات
قضت بنازير بوتو نحبها قتلاً في باكستان، لتلحق بمصير شقيقيها شاهنواز ومرتضى اللذين اغتيلا عامي 1985 و1996، بعد أن كان الوالد أعدم عام 1979.ولدت بنازير ذو الفقار علي بوتو عام 1953 في مدينة كراتشي في باكستان لعائلة سياسية شهيرة؛ إذ كان والدها رئيساً لدولة باكستان ثم رئيساً للوزراء في السبعينيات من القرن الماضي.
درست العلوم السياسية والاقتصاد في جامعتي هارفارد وأكسفورد، وتزوجت عام 1987 من رجل الأعمال وعضو البرلمان آصف علي زارداري، وأنجبت منه ثلاثة أبناء.عادت بنازير إلى باكستان عام 1977 قبيل الانقلاب الذي قاده الجنرال ضياء الحق والذي انتهى بإلقاء القبض على والدها ثم إعدامه عام 1979. وبقيت تحت الإقامة الجبرية إلى أن استطاعت الخروج من باكستان، ولم تعد إليها مرة أخرى إلا بعد ثلاثة أشهر من وفاة ضياء الحق في حادث طائرة عام 1988. شجعتها وفاة ضياء الحق على التفكير في العودة مرة أخرى بعد عشر سنوات قضتها في المنفى، وبالفعل بعد ثلاثة أشهر من غيابه عن الساحة الباكستانية عادت لتتولى قيادة حزب الشعب الباكستاني الذي كان والدها قد أسسه عام 1967. وفي ذلك العام (1988) فاز تحالف بوتو بأغلبية قليلة في الانتخابات البرلمانية التي أجريت آنذاك؛ مما مكنها من تولي منصب رئيسة الوزراء، وكان عمرها وقتئذ 35 عاما لتصبح أول وأصغر رئيسة وزراء دولة إسلامية. واجهت حكومتها عديدا من المشكلات، أهمها المشكلات الاقتصادية التي لم تستطع التعامل معها بفاعلية مما ألب عليها خصومها السياسيين الذين رفعوا عليها وعلى زوجها آصف زارداري العديد من قضايا الفساد، وسوء استعمال السلطة. دخلت البلاد فيما يشبه الفوضى السياسية، مع ازدياد احتقان الحياة السياسية، الأمر الذي دفع الرئيس الباكستاني غلام إسحق خان إلى إسقاط حكومتها في أغسطس 1990. وفي غضون ذلك حكم على زوجها الذي كان يشغل منصب وزير الاستثمارات الخارجية بالسجن، ثلاث سنوات (1990 – 1993) على خلفية اتهامات سابقة بالفساد.استطاعت بعد ثلاث سنوات العودة إلى رئاسة الوزراء بعد فوزها في الانتخابات التي أجريت في أكتوبر 1993 لكن بقاءها لم يدم طويلا؛ ففي عام 1996 أصدر الرئيس فاروق ليغاري الذي كان حليفا لها في السابق، قرارا بإسقاط حكومتها للمرة الثانية عام 1996 بعد تجدد اتهامات زوجها بالرشوة والفساد والدخول في علاقات اقتصادية مشبوهة للدرجة التي بات يعرف بها في الأوساط الاقتصادية الباكستانية بـ«السيد %10» تلميحاً إلى نسبة الـ%10 التي كان يتقاضاها على معظم الصفقات التجارية التي تجريها الحكومة. وسجن زوجها بتهمة الفساد ايضا بين 1996 و2004. وفضلت في عام 1999 الهرب الى لندن، ومنها الى دبي لتفادي المصير نفسه.قضت بوتو ثمانية أعوام في منفاها، وقد عادت إلى باكستان يوم 18 أكتوبر 2007 على اثر عفو عام صادر عن الرئيس الباكستاني برويز مشرف، ومنذ عودتها من منفاها، أصبحت أحد ابرز الوجوه المعارضة لمشرف استعداداً للانتخابات التشريعية والاقليمية المقررة في الثامن من يناير المقبل. (إسلام أباد - أ ف ب، رويترز)