وجهة نظر : سحر السينما وسحر الحب!

نشر في 15-02-2008
آخر تحديث 15-02-2008 | 00:00
 محمد بدر الدين لا يوجد موضوع أهم من الحب في السينما المصرية وربما في أي سينما في العالم ويكاد لا يخلو فيلم منه، بل قد يصل بعض الأفلام إلى مناقشة الحب نفسه والتأمل فيه كشعور وقضية والتعبير عنه كرؤية فكرية أو فلسفية، مثل فيلم «في شقة مصر الجديدة».

تهتم السينما بموضوع الحب سواء كانت فنية متعمقة، أو تجارية سطحية وقد تحتوي الأفلام على قصة حب سواء كانت غنائية أو فكاهية أو حتى أفلام أكشن أو رعب!

اقترنت قصص الحب في مصر بالسينما الغنائية وشكّل الحب الموضوع الأساس والأكبر للاغنية وتضافرت مشاهد الدراما والأغنيات والألحان معاً، للتعبير عن قصة حب واحدة.

كانت أفلام أم كلثوم ومحمد عبد الوهاب وفريد الأطرش وأسمهان وليلى مراد وعبد الحليم حافظ وشادية وصباح أشهر الأفلام الغنائية في السينما المصرية وأنجحها وأنضجها لأن هؤلاء هم عمالقة الغناء في العصور كلها.

وإذا كانت الأفلام الغنائية في السينما المصرية والعربية تراجعت في هذه المرحلة فهذا يعني افتقادنا إلى نوعية أساسية كانت تقدم قصص الحب على نحو ممتع وبصيغة خاصة ومميزة.

من ينسى مثلاً قصص الحب العذبة التي أداها محمد عبد الوهاب وراقية إبراهيم في فيلم «رصاصة في القلب»، أم كلثوم ويحيى شاهين في فيلم «سلامة»، أفلام ليلى مراد مع أنور وجدي، أفلام فريد الأطرش مع فاتن حمامة وصباح وهند رستم ومريم فخر الدين وسميرة أحمد وغيرهن... كذلك أفلام عبد الحليم حافظ مع شادية وماجدة ولبنى عبد العزيز وزبيدة ثروت وآمال فريد ونادية لطفي وغيرهن. كان ذلك العصر مدهشاً بما قدّم من قصص حب مؤثرة وآسرة على بساطتها لا تتكرر.

بدأت السينما المصرية في نشأتها تقديم قصص حب لا تنسى مثل «العزيمة» إخراج كمال سليم والحب الجميل بين فاطمة رشدي وحسين صدقي الذي تعيقه احقاد ومشكلات إجتماعية واقتصادية إلا أن الحب يتغلب ويصمد في النهاية، مروراً بأفلام عبّرت عن قصص ومشاعر الحب بقوة وبلاغة سينمائية مثل «دعاء الكروان» إخراج بركات، «القاهرة 30» إخراج صلاح أبو سيف ، «حبيبي دائماً» إخراج حسين كمال الذي عاش فيه نور الشريف وبوسي قصة حب قوية صمدت في وجه المعوقات.

تحفل السينما المصرية بقصص حب أخرى يداهمها المرض القاسي، فينقذ البطل في اللحظة الأخيرة مثل عبد الحليم في «حكاية حب»، أو لا تنقذ البطلة كما حدث مع فاتن حمامة في فيلم «أيامنا الحلوة»، كذلك في فيلمها «موعد غرام» أكثر أفلام المخرج بركات اتقاناً وجاذبية وتعبيراً عما يمكن أن نطلق عليه أفلام «الحب والمرض».

تصل السينما الرومانسية إلى ذروتها عند المخرج عز الدين ذو الفقار خصوصاً في أفلامه المقتبسة عن روايات يوسف السباعي «بين الأطلال» و»إني راحلة» و»رد قلبي» و «نهر الحب».

أما في أفلام العقود الأخيرة، تستوقفنا علاقة حب جميلة نمت تدريجاً بين البطلين فاتن حمامة ويحيى الفخراني في فيلم «أرض الأحلام» إخراج داود عبد السيد وقصة حب آسرة ونادرة في السينما بين مسنين، ينبض قلب كليهما بحب عميق هما أمينة رزق ومحمد توفيق.

من بين الأفلام المعاصرة التي يمكن أن نعدّها «خفيفة» تستوقفنا قصة الحب العذبة في فيلم «شورت وفانلة وكاب» إخراج سعيد حامد، كذلك فيلم محمد خان «في شقة مصر الجديدة» الذي يعتبر في تقديرنا أنشودة سينمائية جميلة عن الحب، نجد بطلته الشابة غادة عادل ترفض أي علاقة أو زواج من دون حبيب حقيقي تتقاسم معه الحياة ومهما هددتها الوحدة ستظل تبحث عنه حتى تجده.

back to top