جامع سامراء... أكبر مساجد الإسلام مساحةً

نشر في 24-09-2007 | 00:00
آخر تحديث 24-09-2007 | 00:00
المسجد الجامع في سامراء بالعراق هو أكبر مساجد الإسلام من حيث المساحة، إذ تبلغ مساحته الإجمالية أكثر من 38 ألف متر مربع. ويصل طول ضلع هذه المساحة المستطيلة 240م والعرض 156م. وتحدق بالمسجد من الخارج زيادات أو مساحات مفتوحة، خلا جهة القبلة، أي أن مساحة الجامع بزياداته بلغت 168 ألف متر مربع أي أكثر من أربعين فداناً وتلك مساحة مدينة صغيرة لا مجرد مسجد جامع.

ولا مراء في أن بناء المسجد بهذه الضخامة كان مسايراً للنسب الضخمة التي شيدت وفقها مدينة سامراء بقصورها ومساجدها وطرقاتها، ذلك أن الخليفة المعتصم بالله قد لجأ إلى تشييد هذه المدينة الجديدة لينتقل إليها هو وحرسه الأتراك على وجه السرعة، بعدما ضج أهل بغداد من فظاظتهم وركضهم بالخيول بين المارة في شوارعها الضيقة.

ونعود إلى المسجد الجامع الذي تم تشييده عام 237هـ (852م) في عهد الخليفة العباسي المتوكل وتكلف وقتها 15 مليون درهم فضي على مدار ثلاث سنوات استغرقها البناء. ويتبع جامع سامراء في تخطيطه طراز المساجد الجامعة، أي أنه يتألف من صحن أوسط تحيط به أربع ظلات للصلاة أكبرها ظلة القبلة التي تتألف من تسعة أروقة موازية لجدار القبلة.

وكانت تحيط بالصحن ظلات جانبية في الجهات الثلاث يتألف كل منها من ثلاثة أروقة. ونظراً لاتساع مساحة هذا المسجد فقد فتحت في أضلاعه (عدا جدار القبلة) 16باباً لدخول المصلين وقد اشتهر مسجد سامراء الجامع بمحرابه المستطيل التخطيط وكذلك بنافورة تتوسط صحنه كانت تعرف باسم كأس فرعون.

بيد أن أهم ما يميز هذا المسجد بين أقرانه من المساجد الألفية هو ذلك الاستخدام الكثيف للدعامات التي شيدت فوقها أسقف الظلات عوضاً عن الأعمدة الرخامية وربما لجأ المعمار على الأرجح لاستخدام الدعامات المبنية بالطوب للعجز المؤكد عن الحصول على العدد الكافي من الأعمدة الرخامية والذي ربما كان يقارب الألف عمود.

وفضلاً عن الدعامات التي تعد إلى حد بعيد ابتكاراً معمارياً تفردت به مساجد مدينة سامراء فقد اشتهر مسجد المتوكل بمئذنته الملوية المبتكرة والتي ظهرت لأول مرة بهذا الجامع.

وهذه المئذنة من أكثر الظواهر المعمارية الإسلامية طرافة، لا في سامراء فحسب، بل وفي العالم الإسلامي كله.

وقد شيدت الملوية خارج المسجد على محوره على بعد 27 متراً من حائط المسجد وهي عبارة عن بدن أسطواني مستدق لأعلى يبلغ ارتفاعه 50 متراً وكانت قائمة فوق قاعدة مربعة طول ضلعها 33 متراً. وقد اكتسبت تسميتها بالملوية من اختلافها عن جميع المآذن والأبراج العالية بأن السلم الذي يصعد إلى جوسق المؤذن بقمتها لم يوضع بداخل المئذنة كما هو مألوف ومتبع في العالم كله بل يدور مرتفعاً على هيئة منحدر حول بدن المئذنة من الخارج إلى أن ينتهي إلى الجوسق الرشيق الذي يتوجها، ما أعطى لها هذه الهيئة الفريدة في نوعها.

ومن المرجح أن فكرة السلم الصاعد أو بالأدق المنحدر الصاعد الذي يلتف من الخارج ويقتطع من جسم البناء ما يعادل عرضه قد أوحت به فكرة مشابهة في العراق القديم نجدها في المعبد الآشوري المسمى بالزيقورات وكانت بقايا منه مازالت قائمة وكشف عنه منذ أكثر من مئة عام في منطقة خورسابادا القديمة التي تقع على بعد نحو 25 كيلو مترا إلى الشمال من مدينة الموصل.

ويلف حول هذه المئذنة التي تطاول في ارتفاعها علو عمارة حديثة مكونة من عشرين طابقاً ممر عرضه 230 سم ويلف حولها في عكس اتجاه عقارب الساعة خمس لفات كاملة كان يقطعها المؤذن للوصول إلى جوسق الأذان وهو يمتطي حمارا. ويرتكز جوسق الأذان المفتوح على ثمانية أعمدة خشبية.

back to top