29 فناناً يرسمون الصعايدة في معرض «من الجنوب»

نشر في 06-06-2025
آخر تحديث 05-06-2025 | 19:23

في صعيد مصر، حيث تتنفس الأرض تاريخاً، وتتلون السماء بحكايات الزمن، يُولد الإبداع. هناك، بين الجبال ووديان النيل، تُنسج تفاصيل الحياة بخيوط من ذهب وألوان دافئة، لترسم لوحة بديعة. ومن هذا العمق، استلهمت مجموعة «اللقطة الواحدة» رحلتها الفنية الجديدة، حاملة إلينا عبق الصعيد في معرضها الجديد «من الجنوب»، حيث تتحول اللحظات العابرة إلى أعمال خالدة، والوجوه المكللة بخطوط الزمن إلى قصص تُروى بالفرشاة والألوان.

في إطار سعيها الدائم لالتقاط الجمال في تفاصيل الحياة المصرية، تقدم مجموعة «اللقطة الواحدة» معرضها السادس والأربعين تحت عنوان «من الجنوب»، الذي يقام حالياً في مركز «كرمة ابن هانئ» داخل متحف أمير الشعراء أحمد شوقي على كورنيش النيل في محافظة الجيزة بمصر، تحت رعاية رئيس قطاع الفنون التشكيلية بوزارة الثقافة، وليد قانوش.

48 لوحة

يضم المعرض الجديد 48 لوحة رسمها 29 فناناً بعد رحلة إبداعية استغرقت أسبوعين في سوق الجِمال بقرية برقاش بالجيزة، حيث استلهموا ملامح الصعايدة بملابسهم التقليدية وحركتهم الحيوية في هذا الفضاء المليء بالحياة وعبق التراث.

يعد صعيد مصر مصدر إلهام دائماً للفنانين التشكيليين بفضل طبيعته الساحرة وتنوعه الثقافي الغني، حيث تتداخل الألوان الترابية الدافئة مع العادات والتقاليد العريقة التي تشكل لوحة بصرية أخاذة.

وفي هذا المعرض، نجح فنانو المجموعة في التقاط هذه الروح عبر تكوينات فنية تبرز التضاد بين العمائم البيضاء والملابس التقليدية والبشرة السمراء التي نحتها الزمن، كما ظهرت في لوحاتهم تفاصيل العمائم الزرقاء التي يرتديها بعض أبناء الصعيد في مصر، مضيفة بعداً جمالياً استثنائياً.

فنانو «اللقطة الواحدة»

تأسست مجموعة «اللقطة الواحدة» عام 2002 بمبادرة من 15 فناناً شاباً، واتخذت من فكرة العمل الجماعي حول موضوع واحد أسلوباً مميزاً، حيث يخرج الأعضاء أسبوعياً لرسم مشاهد من الحياة اليومية في القاهرة أو المناطق ذات الطبيعة الخلابة.

ويصف أستاذ الجرافيك في كلية الفنون الجميلة بجامعة حلوان، مؤسس جماعة «فنانو اللقطة الواحدة»، عبدالعزيز الجندي، رحلة البحث عن ملامح الصعيد الأصيلة قائلا: «بحثنا عن الصعايدة في مقاهي القاهرة فيما يعرف بمقاهي الصعايدة فوجدناهم متنكرين في ثوب قاهري، وكان البديل أن نبحث عنهم في الصعيد نفسه، وهذا الأمر لم يكن سهلا، لكننا توقفنا عند قول أحد اللقطاوية: لماذا لا نذهب إلى سوق الجِمال في قرية برقاش بضواحي الجيزة؟ ففيه تجمُّع كبير لأهل الصعيد بهيئتهم وملامحهم وطباعهم وملابسهم، فعقدنا العزم، وذهبنا إلى هناك حاملين أدواتنا».

وتابع الجندي: «استطعنا بعد يومين من التعايش مع المكان أن نترجم هذه التجربة إلى أعمال فنية تحمل روح الصعايدة وثراءهم البصري».

back to top