في المرمى: اعتذار مع قبلة... والعدالة بخشم الحكم!

نشر في 06-06-2025
آخر تحديث 05-06-2025 | 17:20
 عبدالكريم الشمالي

في مشهد يُحسد عليه ممثلو المسلسلات الدرامية، خطف الحكم الدولي اليوناني سيديرو بولوس الأضواء، ليس بقراراته التحكيمية، بل بخشم رئيس نادي الكويت خالد الغانم الذي حظي بقبلة اعتذار بعد صافرة نهاية مباراة القادسية والكويت في نصف نهائي كأس سمو الأمير!

نعم، لم تكن ركلة جزاء مثيرة، ولا بطاقة حمراء جدلية، بل كانت «القبلة الخشمية» هي الحدث الأهم، حين قرر الحكم «وبكامل هدوئه الأوروبي» أن يعالج الأخطاء التحكيمية بالطريقة الخليجية «خشمك»، ثم اعتذار، ثم لا شيء!

الفيديو انتشر، والصورة انتشرت أكثر، وتعليقات الجماهير تجاوزت التحكيم لتصل إلى عالم المجاملات الدبلوماسية. البعض تساءل: هل هذه بروتوكولات جديدة في التحكيم؟ وهل نحتاج مترجماً في كل مباراة لشرح المشاعر بعد صافرة النهاية؟

ووسط هذا المشهد الغريب، لا بد أن نتوقف عند الأساس: لماذا نأتي بحكام أجانب إن كانت نهايتهم اعتذاراً علنياً و«خشماً مقبلاً»؟ ألم يكن أولى أن نمنح الثقة لحكامنا المحليين، الذين بات بعضهم يُستدعى لتحكيم بطولات قارية ولا يحصل في بلده على أي دعم حقيقي؟ لا معنوي ولا حتى مالي، بل تُسحب منهم المباريات لمصلحة «الخبير الأوروبي» الذي ينتهي به المطاف معتذراً عن أخطائه بالصوت والصورة. هذه الحادثة تختصر معاناة التحكيم في الكويت: لا ثقة محلية، ولا نتائج من التجربة الأجنبية، وبين هذا وذاك نظل ننتظر قرارات تصحح المسار... أو على الأقل قبلة بلا أخطاء!

بنلتي

العدالة الرياضية لا تُوزع بالخشم، وإن كنا نحتاج بعض «التقاليد المحلية» في الملاعب، فلتكن من نوع الانضباط والجدية... لا من نوع القبلة التي تُغفر بها الأخطاء وكأنها فاتورة مقهى غير مدفوعة!

back to top