ما قاله عمر الشريف قبيل وفاته
لست معنياً - هنا - بتفاصيل حياة نجوم السينما، ولست مضيفاً جديداً لا يعرفه الناس عن حياة عمر الشريف، لكن الرجل أدلى بحديث لإحدى القنوات العربية، قبيل رحيله بفترة وجيزة، هو الذي دفع بي إلى كتابة هذه السطور:
فعندما طلبت منه المذيعة أن يحدثها عن رحلته الفنية الطويلة في عالم السينما العالمية، أجابها ساخراً:
- مش عارف إيه العبط ده اللي أنا كنت بأعمله؟
- عبط؟!
- أيوه عبط، يعني إيه لما أحفظ لي كلمتين من سيناريو مكتوب قدامي، وأقوم أقولهم قدام الكاميرا، وبعدين أقبض ملايين الدولارات!
- لأنك قدمت فناً راقياً؟
- يعني إيه؟ عملت إيه؟ نفعت البشرية بإيه؟ وماذا قدمت للإنسانية؟
- ألا يكفي أنك غدوت ممثلاً عالمياً ومشهوراً؟
- وإيه اللي عملته؟ أنا دلوقت معروف في اليابان وفي البرازيل وفي جنوب إفريقيا.
- أليس ذلك جميلاً؟
- لا، مين قالك إن ذلك جميل؟!... - فما الجميل إذاً؟
- يا ست أنا في الآخر أقعد بالليل في غرفتي لوحدي أعاني من الضيق والملل، مع أني كنت أتمنى أتعشى على تربيزة صغيرة محاطاً بأهلي، بناس يحبوني وأحبهم، أنا محروم من ده كله، وتقولي عالم جميل؟ هو فين الجمال ده؟!
والعجيب في هذا الحديث أن عمر الشريف قد أمضى عقوداً من نشاطه الفني العالمي، وكان فيها موضع إعجاب جميلات العالم، ولكنه ظل يحن إلى العشاء على تربيزة وسط أناس يحبونه ويحبهم. وهذا ما كان يفتقر إليه في رحلته الفنية العالمية التي سماها «عبط»، فكم من البشر يعانون مما أفصح عنه عمر الشريف، ولكنهم غير قادرين، لأنهم يخادعون أنفسهم؟!
