رياح وأوتاد: صديقي يقول إنه أحسن من الجامعة العربية ووزارة الشؤون
عندي صديق كويتي يقول: أنا أحسن من الجامعة العربية ووزارة الشؤون، قلت له كيف؟ قال: إذا كانت الجامعة العربية تجتمع كل فترة فقط لاستنكار وشجب مذابح الصهاينة في فلسطين واستيلائهم على الأرض والمقدسات، فأنا أحسن منهم لأني أشجب كل يوم في الدواوين والعمل، وأكتب أيضاً رسائل إلى المنظمات الحقوقية بكل مخالفات الصهاينة لكل القوانين الدولية، وأيضاً لم تفلح الجامعة العربية في إصدار أي قرار لمقاطعة البضائع الصهيونية ومن يساعدها، أما أنا فقاطعت بضاعة الصهاينة والشركات التي تتبرع لها، ودعوت الكثيرين إلى مقاطعتها، وبحمد الله قاطع الكثيرون نتيجة للمعلومات التي أنشرها عن هذه الشركات، وبينما لم تفلح الجامعة في فك الحصار عن غزة لإيصال المساعدات قمت بواجب إرسال مساعدتي لإخواني في غزة الذين يعانون القتل والجوع والعطش عن طريق أهل فلسطين العاملين في الكويت، ولما لم تحسن الجامعة استثمار حكم المحكمة الجنائية الدولية باعتبار نتنياهو مجرم حرب، وفشلت في إصدار قرار بوقف التطبيع الذي يسري كالسم في عروق الأمة، كتبت أنا وشرحت خطورة التطبيع، مستشهداً بالآيات والأحاديث والفتاوى الشرعية، لذلك فأنا أحسن من الجامعة العربية لأني قمت بواجبي كفرد، بينما عجزت الجامعة عن القيام بدورها وهي تمثل 24 دولة عربية فيها 400 مليون عربي.
وأكمل صديقي: هذا ينطبق أيضاً على منظمات الدول الإسلامية التي لم تتخذ إجراءً ولو رمزياً ولا حتى استنكاراً بحق مودي الذي هاجم الإسلام وطعن العقيدة الإسلامية علناً أمام وسائل الإعلام، بل استقبلته بعض الدول الإسلامية استقبال الأبطال، أما أنا فكتبت عنه أكثر من مرة، ونشرت كلماته المعادية للإسلام والمسلمين، وطالبت بالرد عليه في حين سكتت المنظمات الدولية الإسلامية التي تمثل أكثر من مليار ونصف مليار مسلم.
أما وزارة الشؤون فقد أوقفت إرسال مساعدات الجمعيات الخيرية للمحتاجين بالعالم في هذه الظروف الصعبة، فقمت أنا بفضل الله بإرسال ما استطعت من مالي لإيصال الغذاء والماء إلى غزة، كما قمت بإرسال حوالة مالية إلى أصدقائنا في مصر لشراء عجل وذبحه في العيد لإطعام إخواننا الفقراء، وإرسال مساعدة بسيطة للمغرب أيضاً، وكذلك إلى السودان لبعض زملاء الدراسة الذين اُخرجوا من بيوتهم نتيجة للحرب الظالمة هناك.
قال صديقي: بإمكان كل مواطن أن يكون جامعة عربية ووزارة شؤون وجمعية خيرية دون مخالفة القانون، ومع الحذر من أن تقع مساعداته في أيدٍ غير أمينة.
قلت لصديقي: ألنت لنا قلوباً قاسية وقمت بواجب أمة وأسست مدرسة، نسأل الله أن يحذو حذوها الجميع.