التقرير المنسي
أول العمود:
العِراك الأخير في مباراة الكويت والقادسية له صِلة بعنف انتخابات الطلبة الجامعيين... الصغير يتعلَّم من الكبير.
****
يُثار محلياً – ومن باب الغيرة والعتب – أن دور الكويت في الجانب التنموي الخارجي غير حاضر في المشهد الإعلامي المحلي والخارجي، بمعنى أن ما تبذله الدولة من دعم للدول المختلفة عبر مشاريع التنمية والمساعدات الاقتصادية لا يلقى صدى واضحاً، مقارنة مع دول أخرى تواكب مساعداتها آلة إعلامية مهنية تضع المتلقي في الصورة.
هذا الموضوع ذو تفرعات مختلفة، ليس هنا متسع لمناقشتها، لكننا نريد أن نسلِّط الضوء على نقطة جوهرية تتعلق بالتوثيق والنشر، فمنذ حصول الكويت على لقب «مركز العمل الإنساني»، ومسمَّى «قائد العمل الإنساني»، الذي حظي به الشيخ صباح الأحمد، يرحمه الله، في عام 2014، لم نبنِ على هذا الحدث المهم، والذي تستحقه الكويت بجدارة.
الكويت تساعد الدول الفقيرة والمقتدرة، ولديها صندوق للتنمية، وجمعيات خيرية كثيرة، وتبرعات ومشاريع يتقدَّم بها أفراد، ومشاريعها خارجية وداخلية في المجال التنموي المستدام، إلا أننا – كالعادة – نترك الأحداث للنسيان واللامبالاة، فتضيع الذاكرة، وتتبعثر المعلومات، حتى نجد صعوبة في جمع شتات المعلومات.
هنا نطرح فكرة إصدار التقرير الوطني السنوي للتنمية، والذي يتضمَّن توثيقاً لعمل كل المؤسسات الرسمية والأهلية العاملة في مجال التمويل الخيري التنموي، ليكون رافداً معلوماتياً للسياسة الخارجية، ويُصار لتشكيل لجنة وطنية لإصدار التقرير تضم كل الجهات المعنية للتزود بالمعلومات الخاصة بهذا المنشط الذي عُرفت به الكويت منذ إنشاء المدرسة المباركية عام 1911 حتى يومنا هذا.
التوثيق حفظ للذاكرة، ومجال للتحفيز على حركة البحث والتوثيق والنشر العلمي، وتكوين مرجع للمعلومة والأرقام الموثقة، وهو شيء تستحقه الكويت بجدارة، كما أنه أحد أهم مجالات تحرُّكها في السياسة الخارجية.