تحالف «أوبك +» يقر زيادة جديدة في إنتاج النفط

• الزيادة تضغط على أسعار خامَي برنت وغرب تكساس
• البرميل الكويتي ينخفض 1.40 دولار ليبلغ 63.61

نشر في 31-05-2025 | 10:44
آخر تحديث 31-05-2025 | 18:48

ذكرت مصادر مطلعة لـ«رويترز» أن تحالف «أوبك+»، الذي يضم منظمة البلدان المصدرة للبترول «أوبك» وحلفاء، وافق على زيادة إنتاج النفط لشهر يوليو بواقع 411 ألف برميل يومياً.

وتجتمع ثماني دول أعضاء في «أوبك+» عبر الإنترنت لمناقشة زيادة الإنتاج لشهر يوليو.

ورفعت الدول الثماني إنتاجها بوتيرة أسرع من المخطط لها سابقاً، رغم أن زيادة المعروض ضغطت على الأسعار.

وذكرت «رويترز» أن استراتيجية السعودية وروسيا، اللتين تقودان التحالف، تهدف جزئياً إلى معاقبة حلفائهما الذين يتجاوزون حصتهم في الإنتاج واستعادة حصتهما السوقية.

وكان مصدران مطلعان على محادثات «أوبك+» ومندوبان من هذا التحالف، قالوا في وقت سابق، إن الدول الثماني قد تناقش زيادة تتجاوز 411 ألف برميل يومياً لشهر يوليو.

فيما ذكرت مصادر أخرى أنهم قد يبقون على الزيادة عند 411 ألف برميل يومياً.

وطلبت جميع المصادر عدم الكشف عن هوياتها نظراً لحساسية الأمر.

ولم ترد «أوبك» ولا السلطات في كل من روسيا والسعودية على طلبات للتعليق أرسلت الجمعة.

عقبة كازاخستان

وذكرت بعض المصادر الجمعة أن بيان كازاخستان الصادر الخميس الماضي حول عزمها عدم خفض الإنتاج أثار جدلاً في «أوبك+»، إذ قال أحد المصادر، إن هذا العامل ربما يرجح كفة المناقشات نحو زيادة أكبر في الإنتاج.

وفي وقت تزيد فيه الدول الثماني الرئيسية في «أوبك+» إنتاجها، يُطلب من بعضها تقليص هذه الزيادات لتعويض إنتاجها الذي يتجاوز حصصها الشهرية. وأشار بيان كازاخستان إلى أنها قد لا تفعل ذلك.

وقالت حليما كروفت من «آر.بي.سي كابيتال ماركتس»: «استعراض كازاخستان العلني المتكرر وتخطيها سقف الإنتاج يزيدان احتمال إقرار زيادة أكبر في الإنتاج».

ومع هذا، لا تزال كروفت تتوقع زيادة تبلغ 411 ألف برميل يومياً في يوليو.

وذكرت مصادر في وقت سابق أن كازاخستان تضخ إنتاجاً فوق حصتها المحددة ضمن اتفاق أوبك+، ما أغضب أعضاء آخرين في التحالف وساعد في التأثير على قرار المجموعة بالمضي قدماً في خطط زيادة الإنتاج في أبريل.

التوازن

وقال وزير الطاقة الإماراتي سهيل المزروعي، رداً على سؤال حول خطة الإنتاج في يوليو الثلاثاء، إن تحالف أوبك+ يبذل قصارى جهده لتحقيق التوازن في سوق النفط.

وتراجعت أسعار خام برنت إلى أدنى مستوى لها في أربع سنوات في أبريل دون 60 دولاراً للبرميل، بعد أن أعلن تحالف «أوبك+» أنه سيزيد إنتاجه في مايو بنحو ثلاثة أمثال وبالتزامن مع إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن رسوم جمركية أثارت مخاوف بشأن ضعف الاقتصاد العالمي. واختتم النفط تعاملات الأسبوع أمس الجمعة دون 63 دولاراً للبرميل عند التسوية.

وتهدف زيادات الإنتاج التي بدأت في أبريل إلى إلغاء تخفيضات إنتاج طوعية تبلغ نحو 2.2 مليون برميل طبقتها الدول الثماني الرئيسية في أوبك+.

الأسعار

انخفض سعر برميل النفط الكويتي 1.40 دولار ليبلغ 63.61 دولاراً للبرميل في تداولات يوم الجمعة مقابل 65.01 دولاراً للبرميل في تداولات يوم الخميس وفقاً للسعر المعلن من مؤسسة البترول الكويتية.

وفي الأسواق العالمية، انخفضت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي مساء الجمعة مع توجه «أوبك+» لزيادة إنتاج النفط في يوليو بما يتجاوز تقديرات سابقة.

ونزلت العقود الآجلة لخام برنت 25 سنتاً أو 0.39 بالمئة إلى 63.90 دولاراً للبرميل عند التسوية. وتراجع خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 15 سنتاً أو 0.25 بالمئة إلى 60.79 دولاراً للبرميل، بعدما هبط بأكثر من دولار للبرميل.

ويحل أجل عقود برنت الآجلة لشهر يوليو الجمعة، فيما تراجعت عقود أغسطس الأكثر تداولاً 71 سنتاً أو 1.12 بالمئة إلى 62.64 دولاراً للبرميل.

وتراجعت أسعار النفط بعدما ذكرت رويترز أن «أوبك+» ربما تناقش زيادة في إنتاج يوليو تتجاوز تلك التي طبقتها في مايو ويونيو والبالغة 411 ألف برميل يومياً.

وقال مات سميث، كبير محللي كبلر للأميركتين «ما تخطط له أوبك+ لا يبدو داعماً لسوق النفط بوجه خاص».

وذكر محللو جيه.بي مورغان في مذكرة أن الزيادة المحتملة تأتي في الوقت الذي اتسع فيه الفائض العالمي إلى 2.2 مليون برميل يومياً، مما يستلزم على الأرجح تعديل الأسعار لتحفيز استجابة من جانب العرض واستعادة التوازن.

وأضافوا أنهم يتوقعون أن تبقى الأسعار ضمن النطاق الحالي قبل أن تتراجع إلى حدود 50 دولاراً للبرميل بحلول نهاية العام.

وقال فيل فلين، كبير المحللين لدى مجموعة برايس فيوتشرز، إن منشور الرئيس الأميركي دونالد ترامب على موقع «تروث سوشيال» الذي بدا أنه يهدد بمزيد من التغييرات في مستويات الرسوم الجمركية على الواردات الصينية ضغط أيضاً على أسعار الخام.

وأوضح قائلاً: «رسالة ترامب على موقع تروث سوشيال بشأن عدم التزام الصين بهدنة بشأن الرسوم الجمركية تضافرت أيضاً مع عنوان «رويترز» لدفع الأسعار إلى الانخفاض».

ومن المتوقع أن تظل الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب سارية بعد أن أعادت محكمة استئناف اتحادية فرضها مؤقتاً أمس الخميس، ملغية بذلك قرار محكمة تجارية في اليوم السابق بوقف فوري للرسوم الشاملة.

وانخفضت أسعار النفط بأكثر من واحد بالمئة الخميس، وبما يزيد على 10 بالمئة منذ إعلان ترامب عن الرسوم الجمركية الأميركية الشاملة في الثاني من أبريل.

وتأثرت أسعار النفط أيضاً ببيانات نشرت يوم الجمعة وأظهرت أن إنفاق المستهلكين في الولايات المتحدة تباطأ في أبريل.

وذكرت بيكر هيوز الجمعة أن شركات الطاقة الأميركية خفضت هذا الأسبوع عدد منصات النفط والغاز الطبيعي العاملة للأسبوع الخامس على التوالي إلى أدنى مستوى لها منذ نوفمبر2021.

وكانت هذه هي المرة الأولى منذ سبتمبر 2023 التي ينخفض فيها عدد الحفارات لخمسة أسابيع متتالية.

وقالت بيكر هيوز، إن انخفاض هذا الأسبوع أدى إلى تراجع عدد الحفارات الإجمالي بواقع 37 حفاراً، أو 6 في المئة، مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي.

وأضافت الشركة أن عدد حفارات النفط تراجع بمقدار أربعة حفارات إلى 461 هذا الأسبوع، وهو أدنى مستوى له منذ نوفمبر 2021.

الإنتاج الأميركي

قالت إدارة معلومات الطاقة الأميركية في تقريرها الشهري عن إمدادات البترول الجمعة إن إنتاج النفط الخام الأميركي سجل ارتفاعاً إلى مستوى قياسي على أساس شهري في مارس، بينما تراجع الطلب على المنتجات النفطية إلى أدنى مستوى في عام.

وزاد إنتاج الخام الأميركي إلى 13.488 مليون برميل يومياً في مارس، ارتفاعاً من 13.159 مليون برميل يومياً في فبراير و13.450 مليوناً في أكتوبر 2024، وهي الذروة السابقة للإنتاج.

وتراجع حجم الطلب على منتجات البترول والنفط الخام في الولايات المتحدة إلى أدنى مستوى في 12 شهراً عند 19.950 مليون برميل يومياً في مارس، انخفاضاً من 20.225 مليوناً في فبراير.

وهذا أقل مستوى للطلب منذ مارس 2024 ويقارن بأعلى مستوى شهري قياسي عند 21.666 مليون برميل يومياً في أغسطس 2005.

إلغاء سياسات الطاقة النظيفة

قالت وزارة الطاقة الأميركية الجمعة إن الولايات المتحدة ألغت منحاً لنحو 24 مشروعاً للطاقة النظيفة أصدرتها إدارة الرئيس السابق جو بايدن بقيمة تتجاوز 3.7 مليارات دولار، بما في ذلك مشروع في مجمع تكرير إكسون موبيل في تكساس.

وأعلنت إدارة الرئيس دونالد ترامب أنها تُقيّم المنح والقروض الممولة من القطاع العام والمُقدمة لمشاريع التكنولوجيا الناشئة خلال إدارة بايدن.

يأتي ذلك في وقت تسعى إدارة ترامب إلى زيادة إنتاج النفط والغاز الذي بلغ مستويات قياسية بالفعل، مع إلغاء الكثير من سياسات بايدن المتعلقة بالمناخ والطاقة النظيفة.

وتشمل المنح الصادرة من مكتب الطاقة النظيفة نحو 332 مليون دولار لمشروع في مجمع تكرير شركة إكسون موبيل في بايتاون بولاية تكساس، إلى جانب 500 مليون دولار لشركة هايدلبيرغ ماتريالز في لويزيانا و375 مليون دولار لشركة إيستمان للكيماويات في لونجفيو بولاية تكساس.

وتهدف المنحة الموجهة لمشروع شركة إكسون موبيل في بايتاون إلى خفض انبعاثات الكربون من خلال استخدام الهيدروجين بدلا من الغاز الطبيعي لإنتاج الإيثيلين.

وقالت وزارة الطاقة الأميركية إن ما يقرب من 70 بالمئة من المنح وُقعت بين يوم الانتخابات الرئاسية في الخامس من نوفمبر 2024 و20 يناير، وهو آخر يوم لبايدن في منصبه.

back to top