مالت عمامتك يا غزة!

نشر في 30-05-2025
آخر تحديث 29-05-2025 | 17:36
 سلطان بن خميس

في زمن مضى من تاريخ الأندلس، حين كانت العصبيات القبلية تُفرّق وتُفسد، وقعت حادثة تسببت في نشوب حرب كبيرة.

ظُلم رجل من إحدى القبائل القيسية على يد والي الأندلس أبي الخطار الكلبي، الذي نصر يمانياً ظالماً على القيسي المظلوم، فقط لأنه من قومه.

لجأ القيسي إلى كبير القيسية في الأندلس، الصميل بن حاتم، المعروف بأبي جوشن، فذهب الأخير إلى الوالي، وعاتبه على هذا الظلم، وذكّره بأن من كان في منصب الحاكم يجب أن يكون عادلاً، لا متعصباً.

لكن الوالي لم يحتمل النقد، وأمر بإهانة أبي جوشن وضربه، حتى مالت عمامته من شدة الضرب.

خرج أبو جوشن، والدم يسيل من كرامته، فقال له أحدهم:

«مالت عمامتك يا أبا جوشن».

فرد بثقة وهدوء:

«إن كان لي قوم، فسيقيمونها».

وفعلاً، لم تمر أيام حتى انتصر له قومه، وهزموا الوالي وجيشه، وأعادوا له كرامته، وأقاموا عمامته.

نقطة مهمة:

اليوم، ونحن نتابع ما يحدث في غزة من مجازر ودمار وتهجير، نرى بعض الأصوات في الغرب، من مشاهير وشعوب حرة، ترفع صوتها متعاطفة، حزينة، غاضبة.

وكأنها تقول:

«مالت عمامتك يا غزة».

لكن غزة لم تقل «إن كان لي قوم»، بل قالت، بصوت الركام والدم، بصوت الأطفال الشهداء، والمنازل التي سوّيت بالأرض:

«ذهب قومي الذين يقيمون عمامتي... مع موت عمر بن الخطاب، وصلاح الدين الأيوبي... ولم يبق لي قوم».

back to top