هل من السهل إصلاح التربية والتعليم (1)؟

نشر في 30-05-2025
آخر تحديث 29-05-2025 | 17:35
 د. محمد عبدالرحمن العقيل

أول ما يخطر ببالنا عند ذكر «إصلاح التعليم» هو تعديل المنهج. والمنهج كلمة شاملة لكل ما يتعلق بالنظام التعليمي، الأهداف التربوية وكيف نحدِّدها، والمقررات الدراسية وكيف نختارها وكيف نصوغها، والإدارة التربوية وكيف نطوِّرها، والمنشآت التربوية وكيف نصممها، وطرائق التدريس والتقييم والتقويم، والأنشطة المساندة وكيف نحددها، وإعداد المعلم... وما أدراك ما المعلم!

لو لم نهتم في كل ما سبق إلا بإصلاح دور المعلم لكفى. فالمعلم هو أساس العملية التعليمية والتربوية، فهو قائد الصف، والمحور الذي يرتكز عليه النظام التعليمي لتحقيق الأهداف التربوية.

قد كانت لدينا في السابق أفضل المناهج التعليمية، وأفضل المنشآت والإدارات، لكننا أضعناها بضياع المعلم، والاستهانة بإعداده، وبدوره في المنظومة الوظيفية بالمجتمع.

فالمعلم هو مَنْ يحتوي الطلبة، ويحببهم في المادة العلمية، ويساعدهم في فهم أنفسهم ورغباتهم، وهو المرشد الأخلاقي والمُقيِّم السلوكي، وهو القائم بدور الوالدين في الفترة الصباحية. لذلك، يجب ألا نستهين بهذه الوظيفة المهمة، فالمعلم المربي «والد مساند».

يمكن أن نلخص أهم خطوات إعداد المعلمين وإصلاح الوضع الحالي في ثلاثة مسارات:

* الأول:

- تشديد الرقابة على الكليات التربوية ومُخرجاتها من قِبل التعليم العالي وجهات رقابية عُليا، فلا يليق بدولة غنية أن تعطي شهادات فقيرة.

- تقليص مقاعد كليات التربية، ورفع معدَّلات القبول، لضمان جودة التعليم.

- إجراء مقابلة مسبقة و«امتحان قُدرات» من الكليات، للتحقق من مستوى الطالب الثقافي والشخصي والأخلاقي قبل الالتحاق بالكليات التربوية. (معايير مدروسة لاختيار الطلبة المعلمين).

- إجراء مقابلة شخصية «خاصة» من وزارة التربية بمعايير عالية لكل مَنْ يتقدَّم لوظيفة معلم، حتى إن كان خريج كليات تربوية... (بعض الدول الآسيوية تتحقق من السلامة الأخلاقية والنفسية والأمنية للمتقدمين لوظيفة معلم في التربية، لأنهم يرونها أهم وظيفة).

· فتح المجال للتخصصات التربوية في الجامعات الخاصة، ليرتفع سقف التنافس الأكاديمي لإعداد المعلمين.

back to top