الكويت واليابان شراكة استراتيجية
• ولي العهد التقى الإمبراطور ناروهيتو وعقد جلسة مباحثات مع إيشيبا
• سموه: الكويت لن تنسى مواقف اليابان إبان الغزو العراقي الغاشم
التقى سمو ولي العهد الشيخ صباح الخالد، إمبراطور اليابان ناروهيتو، صباح أمس، في القصر الإمبراطوري بالعاصمة اليابانية طوكيو.
ونقل سموه في مستهل اللقاء تحيات صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد، إلى إمبراطور اليابان وأطيب تمنياته لليابان وشعبها الصديق دوام التقدم والازدهار.
استقبال رسمي حافل لولي العهد
كما تم خلال اللقاء استعراض العلاقات الثنائية التاريخية الوثيقة التي تربط البلدين الصديقين على مدى العقود الستة الماضية، وما شهدته من تطور وازدهار في مختلف المجالات تحقيقاً لتطلعات البلدين والشعبين الصديقين.
من جانب آخر، أجرى سمو ولي العهد، عصر أمس، جلسة مباحثات رسمية مع رئيس وزراء اليابان شيغيرو إيشيبا، في مقر رئاسة الوزراء بالعاصمة طوكيو.
ولي العهد: علاقات متجذّرة وعميقة تربط البلدين الصديقين منذ أكثر من 6 عقود
وقد سبق المباحثات مراسم استقبال رسمية لسمو ولي العهد، من قبل رئيس الوزراء الياباني، تخللها عرض عسكري وعزف للنشيدين الوطنيين لدولة الكويت واليابان.
كما تم عقد المباحثات الرسمية بين الجانبين ترأس فيها سمو ولي العهد الجانب الكويتي، فيما ترأس رئيس وزراء اليابان الجانب الياباني.
وفي البداية، عبر سموه عن خالص شكره وتقديره لحفاوة الاستقبال وكرم الضيافة، ونقل أطيب تحيات صاحب السمو أمير البلاد، لليابان وشعبها الصديق، وصادق تمنياته بأن ينعم البلد الصديق بدوام التقدم والازدهار ومزيد من التطور والرقي، وتأكيد سموه، على رغبة الكويت في تنمية العلاقات الثنائية والأخذ بها إلى مستويات متقدمة والوصول بها إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية.
كما أكد سمو ولي العهد أن البلدين الصديقين واجها معاً العديد من القضايا، مشيراً إلى أن الكويت لن تنسى مواقف اليابان الداعمة لحقها العادل، ونصرة الحق الكويتي إبان الغزو العراقي الغاشم على الكويت عام 1990، مستذكراً العلاقات التاريخية، التي تربط البلدين الصديقين منذ عام 1958 من خلال شركة الزيت العربية، وأعمالها المشتركة للاستكشافات النفطية، مما يعكس عمق العلاقات المتجذرة منذ أكثر من ستة عقود.
شيغيرو إيشيبا : نشيد بعمق العلاقات التاريخية التي تربط البلدين والشعبين الصديقين
علاقات تاريخية
من جانبه، رحب رئيس الوزراء الياباني بالزيارة الرسمية التي يجريها سمو ولي العهد إلى اليابان، مشيداً بعمق العلاقات التاريخية التي تربط البلدين والشعبين الصديقين، مؤكداً تعاون الكويت واليابان في العديد من القضايا المشتركة، معرباً عن تطلعه إلى الارتقاء بمستوى العلاقات الثنائية إلى آفاق أرحب وصولاً بها إلى مستويات الشراكة الاستراتيجية.
كما استعرضت المباحثات مجمل الموضوعات محل الاهتمام المشترك، وآخر المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية، وتبادل وجهات النظر بشأنها، التي شهدت تطابقاً ملحوظاً في الرؤى والمواقف.
وسادت المباحثات أجواء ودية عكست عمق العلاقات المتميزة بين قيادتي البلدين وروح التفاهم والصداقة، التي تجمع الكويت واليابان الصديقة، تمثيلاً لرغبة الجانبين بدعم التعاون الثنائي على جميع الصعد وتطويره في مختلف الميادين.
توقيع اتفاقيات
وبحضور سمو ولي العهد، ورئيس وزراء اليابان عقدت في مقر رئاسة الوزراء بالعاصمة اليابانية طوكيو عصر أمس، بحضور وزير الخارجية عبدالله اليحيا، مراسم التوقيع على عدد من الاتفاقيات ومذكرات التعاون بين الكويت واليابان الصديقة، التي تعكس جميعها مدى عزم البلدين الصديقين على تعزيز وتنمية التعاون الثنائي القائم بينهما في مختلف المجالات الحيوية.
وعلى شرف سموه، والوفد الرسمي المرافق له في الزيارة الرسمية إلى اليابان، أقام رئيس وزراء اليابان شيغيرو إيشيبا مأدبة غداء عمل رسمية في مقر رئاسة الوزراء بالعاصمة طوكيو.
سموه مستقبلاً حاكمة طوكيو
سموه يلتقي حاكمة طوكيو ورئيسي «ميتسوبيشي» و«هاكوهودو» وإيسوكي
استقبل سمو ولي العهد الشيخ صباح الخالد، حاكمة طوكيو كويكي يوريكو، ورئيس مجلس إدارة مركز التعاون الياباني للشرق الأوسط ورئيس مجلس إدارة شركة ميتسوبيشي للصناعات الثقيلة شونيتشي مياناجا، والمدير التمثيلي ومدير العمليات الرئيس التنفيذي لشركة هاكوهودو اليابانية نيشياما ياسو، وعضو مجلس النواب الياباني ورئيس جمعية الصداقة البرلمانية اليابانية الكويتية موري إيسوكي، في مقر إقامة سموه بالعاصمة اليابانية طوكيو.
حضر اللقاءات وزير الخارجية عبدالله اليحيا، ووكيل الشؤون الخارجية بديوان سمو ولي العهد مازن العيسى، ومساعد وزير الخارجية لشؤون مكتب الوزير السفير بدر التنيب، ومساعد وزير الخارجية لشؤون آسيا السفير سميح حيات، وسفير الكويت لدى اليابان سامي الزمانان.
«الخارجية»: اتفاق على رفع العلاقات الثنائية إلى شراكة استراتيجية شاملة
أعلنت وزارة الخارجية، في بيان على موقعها الإلكتروني أمس، أن المباحثات الرسمية لسمو ولي العهد مع رئيس وزراء اليابان، تناولت العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها في مختلف المجالات.
وأعرب الجانبان عن تقديرهما العميق لمسار العلاقات التاريخية بين البلدين، وأكدا تطلعهما إلى تطويرها في مختلف المجالات الحيوية والمهمة، بما يواكب المتغيرات الإقليمية والدولية ويخدم مصالح البلدين والشعبين الصديقين.
وأضاف بيان «الخارجية» أن الجانبين أعلنا الاتفاق على رفع مستوى العلاقات الثنائية بين دولة الكويت واليابان إلى مستوى شراكة استراتيجية شاملة»، بما يعكس عمق التعاون القائم والإرادة المشتركة للارتقاء بها نحو آفاق أوسع وأكثر شمولية، وبما يحقق تطلعات البلدين وشعبيهما الصديقين.
ويجسّد هذا التطور التزام البلدين بتعزيز التعاون السياسي والاقتصادي والإنساني، وتنسيق المواقف في المحافل الدولية، والعمل المشترك من أجل تعزيز الأمن والاستقرار والازدهار في المنطقة والعالم.
الكويت واليابان... 65 عاماً من التعاون البناء والشراكة المميزة
على مدار نحو 65 عاماً شهدت العلاقات الكويتية - اليابانية تطوراً مستمراً تجسد من خلال التعاون البناء والشراكة المميزة المعتمدة على أسس ومبادئ الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة.
وترسخت تلك العلاقات من خلال الزيارات الرسمية للقيادتين الحكيمتين في البلدين الصديقين وكبار المسؤولين فيهما على مدار العقود الماضية عززتها الاتفاقيات ومذكرات التفاهم الموقعة بينهما في شتى المجالات.
وتأتي الزيارة التاريخية التي يقوم بها سمو ولي العهد الشيخ صباح الخالد حالياً إلى اليابان ولقائه إمبراطور اليابان ناروهيتو في القصر الإمبراطوري بطوكيو تتويجاً لمسيرة طويلة من التعاون والتفاهم المشترك وتحمل دلالات على عمق العلاقات التي تربط بين البلدين والشعبين الصديقين وحرصاً على الدفع بها لا سيما في الجانب الاقتصادي إلى مستويات أكثر شمولية وتكاملاً.
ويرتبط البلدان بعلاقات تاريخية بدأت بالجانب الاقتصادي في خمسينيات القرن الماضي عندما وافق أمير البلاد الراحل الشيخ عبدالله السالم عام 1958 على منح إحدى الشركات اليابانية وهي شركة الزيت العربية المحدودة امتيازاً وحقوقاً لاستغلال النفط والغاز في المنطقة المغمورة بما كان يسمى في ذلك الوقت بالمنطقة المحايدة.
وأعقب تلك العلاقات الاقتصادية بعد نحو ثلاثة أعوام مسارعة اليابان لتكون من أولى الدول التي اعترفت باستقلال الكويت من خلال قرار صادر عن مجلس الوزراء الياباني في الثامن من ديسمبر عام 1961 رغم ما فرضه العراق من عقوبات اقتصادية حينذاك عبر قرار يقضي بمنع دخول البضائع اليابانية إلى الأسواق العراقية.البلدان يرتبطان بعلاقات تاريخية بدأت اقتصادياً في خمسينيات القرن الماضي
وكان القرار الياباني مبنياً على موازنة مصالح اليابان مع الكويت وخصوصاً بعد حصولها على امتياز إدارة حصة الكويت في الحقول النفطية المشتركة مع السعودية ومصالحها مع العراق في تفادي العقوبات الاقتصادية العراقية.
وانتهى ذلك الامتياز في سبتمبر عام 2001 حيث وقعت الكويت واليابان مذكرة تفاهم تقضي بإنهاء حقوق الامتياز والتنقيب الممنوحة لشركة الزيت العربية ابتداء من الرابع من يناير 2003 فيما بدأت الشركة الكويتية لنفط الخليج حينها أعمالها في الحقول البحرية المشتركة.
العلاقات الدبلوماسية
أما العلاقات الدبلوماسية فتعود إلى فبراير عام 1962 حين وصل أول سفير كويتي إلى طوكيو وهو سليمان الصانع ليقدم أوراق اعتماده هناك تبعها افتتاح السفارة اليابانية لدى الكويت في مارس من عام 1963 فيما سبقها وجود بعثات تجارية يابانية في الكويت منذ عام 1961 لدراسة أسواق دول الخليج العربي.
وعقب العلاقات الدبلوماسية تعززت علاقات التعاون بين البلدين في مجالات عدة منها التعاون بين الشركة الكويتية لنفط الخليج وشركة الزيت العربية ممثلاً بتوقيع اتفاقيات تقضي بتزويد اليابان بجزء من إنتاج هذه المنطقة واستعانة الشركة الكويتية بخبرات شركة الزيت العربية واتفاقية تمويل ياباني لأنشطة الشركة.
وكان من ثمار ذلك التعاون مساهمة شركة الزيت العربية المحدودة في إنشاء معهد الكويت للأبحاث العلمية عام 1967 تنفيذاً لالتزاماتها ضمن اتفاقية التنقيب عن النفط المبرمة مع حكومة الكويت.
تحرير الكويتالكويت قدمت إلى اليابان 500 مليون دولار تبرعاً بعد زلزال «فوكوشيما»
ووقفت اليابان موقفاً مشرفاً إبان فترة الغزو العراقي الغاشم للكويت عام 1990 حيث ساندت الحق الكويتي وقرارات الشرعية الدولية التي أدانت الاحتلال وطالبت بعودة الشرعية للكويت إضافة إلى مساهمتها بنحو 13 مليار دولار في الجهود التي بذلت من أجل تحرير الكويت.
والتزمت اليابان أيضاً بقرارات مجلس الأمن بشأن مقاطعة العراق اقتصادياً رغم حاجتها الشديدة إلى النفط لأنها كانت تستورد نحو 12 في المئة من حاجتها النفطية من الكويت والعراق لكنها سارعت إلى تطبيق العقوبات الاقتصادية على العراق وامتنعت عن استيراد النفط وتصدير السلع الصناعية وغيرها الواردة في برنامج التعاون الاقتصادي.
مشاورات سياسيةطوكيو ساهمت بـ 13 مليار دولار في الجهود المبذولة لتحرير الكويت
وفي 23 ديسمبر عام 2024 عقدت الكويت واليابان الجولة الرابعة من المشاورات السياسية على مستوى مساعدي وزيري الخارجية في الكويت حيث أكد الجانبان تطلعهما لتوسيع الشراكة الاقتصادية بين البلدين بما يشمل عدة مجالات لاسيما الأمن الغذائي والأمن السيبراني والطاقة المتجددة والنفط والبتروكيماويات.
وفي عام 2011 قدمت الكويت إلى اليابان تبرعاً بعد الزلزال الذي ضرب سواحلها الشرقية (منطقة فوكوشيما) ونجم عنه موجات تسونامي في المحيط الهادي.
وتمثل ذلك التبرع بخمسة ملايين برميل من النفط الخام بقيمة تعادل نحو 500 مليون دولار إلى جانب ثلاثة ملايين دولار لإعادة تأهيل المعهد العلمي البحري في فوكوشيما ومليوني دولار للصليب الأحمر الياباني.