بالقلم الأحمر: الهيئة العامة للغذاء والتغذية و«سهل»

نشر في 28-05-2025
آخر تحديث 27-05-2025 | 17:28
 الجازي طارق السنافي

تعرضت منذ أيام لمشكلة في أحد المحال التجارية التي تُعنى ببيع المواد الغذائية مع أحد البائعين ــ على منتج غذائي أطلبه باستمرار، لأن المنتج لم يصل إليّ هذه المرة كما اعتدت، ما أثار قلقي كمستهلكة بعد مشادة مع البائع الذي رفض استبداله وطلب مني ــ حرفياً ــ أن أقدم شكوى لدى الجهات المعنية دون اكتراث.

في البداية، انتابني بعض الإحباط واليأس، معتقدة أن الشكوى لن تجد طريقها للمتابعة، وأنها ستُحفظ كما تحفظ مئات الشكاوى غيرها دون إجراء يُذكر، خصوصاً بعد أسلوب البائع «الواثق» من عدم المحاسبة.

لكن التجربة كانت خير برهان، على أمل أن الأمور قد تغيّرت، وأن هناك مَن يعمل بجد في الهيئات المختصة. قررت أن أراسلهم عبر تطبيق «X»، ولم تمضِ ساعات حتى تواصل معي أحد الموظفين بكل مهنية، ووجّهني إلى تقديم الشكوى رسمياً عبر تطبيق «سهل»، التابع للحكومة الإلكترونية.

تقدمت بشكواي في «سهل» ولا أنكر أنني كنت مترددة من الإجراءات، فلم أكن أتوقع إلا صمتاً أو رسالةً آليةً تُنهي الموضوع، لكن ما حدث كان عكس كل توقعاتي، إذ تواصل معي فريق من الهيئة العامة للغذاء والتغذية، واستفسروا عن تفاصيل الشكوى، وقاموا ــ رأساًــ بإرسال فريق ميداني إلى الموقع. وقد رأيت كيف تعاملوا مع البلاغ بكل جدية واحترافية، واتخذوا جميع الإجراءات القانونية اللازمة بعد أخذ جميع التفاصيل مني.

كانت تجربة مبهرة، وأظهرت لي أن هناك تطوراً حقيقياً في الخدمات الحكومية، خصوصاً فيما يتعلق بالرقابة على الغذاء، وحماية المستهلك، وضمان سلامة المنتجات، وأصبح بإمكان المواطن أن يكون طرفاً فاعلاً في الرقابة، لا مجرد متلق سلبي.

من الإنصاف أن نُظهر الامتنان كما نُظهر أحياناً الامتعاض، لذلك أتوجه بجزيل الشكر إلى الهيئة العامة للغذاء والتغذية، على جهودهم وسرعة استجابتهم، وأتمنى أن تحذو بقية المؤسسات حذوهم، لتتوسع دائرة الثقة بين المواطن والجهات الرقابية، ولنبني معاً مجتمعاً أكثر وعياً وسلامة.

بالقلم الأحمر: إذا كان معك الحق فراسل الجهات وتواصل.

back to top