الأقصر تبوح بأسرار جديدة قبل افتتاح المتحف الكبير
فيما يُعد بوحاً بأسرار فرعونية جديدة، أعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية اكتشافا أثريا مهما في منطقة «ذراع أبو النجا» بمدينة الأقصر (أقصى جنوب البلاد)، حيث تم العثور على ثلاث مقابر تعود إلى عصر الدولة الحديثة، ما يُضيف بعدا جديدا للخريطة الأثرية المصرية، ويعزز مكانتها كوجهة عالمية للسياحة الثقافية، بالتزامن مع قرب افتتاح المتحف المصري الكبير في 3 يوليو المقبل.
وزير السياحة والآثار، شريف فتحي، وصف الاكتشاف بأنه «إنجاز علمي وأثري يُبرز عراقة الحضارة المصرية وقدرتها على جذب العالم»، مؤكدا أن هذه المقابر ستكون نقطة جذب رئيسية لعشاق الآثار.
من جانبه، أوضح الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار محمد إسماعيل أن المقابر المكتشفة تعود لعصر الدولة الحديثة، وتم تحديد هويات أصحابها من خلال النقوش والكتابات الموجودة داخلها، لافتا إلى أن البعثة الأثرية المصرية سوف تستكمل أعمال التنظيف والدراسة للنقوش المتبقية بالمقابر، للتعرف على أصحابها بشكل أعمق، ونشر النتائج علميا.
فيما كشف رئيس قطاع الآثار المصرية محمد عبدالبديع أن إحدى المقابر تعود لشخص يُدعى «آمون-إم-إبت»، الذي كان يعمل في معبد أو ضيعة آمون خلال عصر الرعامسة، وتحتوي على مناظر تقديم القرابين وحملة الأثاث الجنائزي، بينما تعود المقبرة الثانية لشخص اسمه «باكي»، المشرف على صومعة الغلال، في حين تعود الثالثة لـ«إس»، المشرف على معبد آمون بالواحات وعمدة الواحات الشمالية.
وأشار المدير العام لآثار الأقصر ورئيس البعثة عبدالغفار وجدي إلى أن تخطيط المقابر يختلف من حيث التصميم، حيث يتميز كل منها بسمات معمارية فريدة، تعكس مكانة أصحابها الاجتماعية والدينية.
ويأتي هذا الاكتشاف في توقيت استراتيجي، حيث تستعد مصر لافتتاح المتحف المصري الكبير، الذي يُتوقع أن يكون أكبر متحف للآثار في العالم، ويسهم الكشف الجديد في تعزيز مسار الزيارة بالأقصر، التي تعد متحفا مفتوحا للتاريخ، ما يزيد من جاذبيتها كوجهة سياحية عالمية.