سورية: غليان في السويداء وأردوغان يضغط على الشرع

• «حميميم الروسية» في قلب التصعيد «الأجنبي» وبيدرسن يحذّر من مخاطر حقيقية لتجدد الصراع

نشر في 23-05-2025
آخر تحديث 22-05-2025 | 19:43
البشير وبيرقدار في دمشق (أ ف ب)
البشير وبيرقدار في دمشق (أ ف ب)

غداة إقدام مجموعة درزية مسلحة على احتجاز محافظ السويداء مصطفى البكور رهينة لفترة وجيزة في مكتبه مطالبة بالإفراج عن سجين، شهدت المحافظة ذات الأغلبية الدرزية أمس، انتشاراً أمنياً كبيراً أمام الدوائر الحكومية في المحافظة.

وأعلنت الفصائل المحلية أنها استقدمت تعزيزات أمام فرع الأمن الجنائي تمهيداً لنشرها أمام مختلف المؤسسات الحكومية، بهدف دعم تفعيل الضابطة العدلية.

وأفادت شبكة «السويداء 24» بأن «الفصائل أوضحت أن الانتشار يأتي استجابة لنداء مشيخة العقل ومرجعيات المحافظة، أمس الأول، بدعم دور الضابطة العدلية والمؤسسات الشرطية، تطبيقاً لاتفاق الموقع أول مايو مع الحكومة، بتفعيل الشرطة من أبناء المحافظة لضبط القانون.

ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن سكان أن أغلبية عناصر الفصائل يتبعون حركة «رجال الكرامة» القوية بقيادة الشيخ ليث البلعوس الموالي لحكومة الرئيس أحمد الشرع.

وقبل ساعات اقتحمت مجموعة مبنى محافظة السويداء تحت تهديد السلاح وأغلقوا أبوابه واحتجزوا البكور مع موظفين ورجال أمن لفترة ما اضطر السلطات لإطلاق سراح سجين سبقت إدانته بسرقة عدد من المركبات، حفاظاً على سلامة الرهائن.

وأكد البكور أن فصائل السويداء الوطنية وعلى رأسها «لواء الجبل» تمكن من طرد المجموعة الخارجة عن القانون، فيما تكفّلت «رجال الكرامة»، بتأمين طريق خروج له من المكان بسلام، بعد احتدام الموقف.

وشدد البكور على أن «فرض القانون وحماية الأمن في السويداء هو خيار لا رجعة عنه».

وأضاف أن الدولة «ستعمل يداً بيد مع كل الوطنيين من أبنائها لضمان استقرارها، ولن تتهاون في مواجهة أي محاولة لزعزعة الأمن أو المساس بمؤسسات الدولة، كما لن تسمحَ لأي كان أن يشرعن الفوضى تحت أي ذريعة».

وقال شيخ عقل طائفة الموحدين يوسف جربوع، إن «ما جرى نفّذه خارجون عن القانون والاعتداء على المحافظ أمر مستنكر من الجميع».

قاعدة حميميم

وفي تصعيد يهدد باندلاع مواجهة بين حكومة الشرع والروس، تعرضت قاعدة حميميم الجوية لهجوم غير مسبوق أسفر عن مقتل جنديين روسيين. وأوضح مسؤول سوري أن مسلحين اثنين نفذا منفردين الهجوم وقتلا فيه أيضاً.

وأفادت تقارير بأن الفصائل الأجنبية الموالية لوزارة الدفاع، التي نفذت الهجوم على حميميم وقامت بقصفه، تحتشد بقرية الشراشير لشن هجوم جديد على القاعدة الروسية، كما تحدثت عن توترات بمناطق أخرى بينها تعليق ملصقات على الكنائس المارونية في طرطوس ومطالبتها بدفع الجزية.

وحذر مبعوث الأمم المتحدة غير بيدرسن، أمام مجلس الأمن أمس الأول، من «المخاطر الحقيقية لتجدد الصراع وتعميق المواجهة» في سورية، لكنه أمل في حياة أفضل للشعب بعد قرارات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي برفع العقوبات.

وشدد بيدرسن على الهشاشة و«الحاجة الملحة لمعالجة الاستقطاب المتزايد»، مشيراً إلى أعمال العنف ضد الأقلية الدرزية في أواخر أبريل في أعقاب أعمال القتل التي وقعت في مناطق الأقلية العلوية في مارس.

أردوغان والشرع

وفي حين أعرب الشرع عن شكره لرئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا والدول الأعضاء في الاتحاد على خطوتهم التاريخية برفع العقوبات الاقتصادية، اعتبر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمس، أنه يتعين على دمشق التركيز على اتفاقها مع قوات سورية الديموقراطية (قسد) الكردية المدعومة من الولايات المتحدة، الذي ينص على اندماجها في الجيش السورية، وحثها على تنفيذه.

وفي حديثه على متن طائرة من بودابست، قال أردوغان: «نتابع عن كثب قضية وحدات حماية الشعب الكردية بشكل خاص. من المهم ألا تصرف إدارة دمشق اهتمامها عن تلك المسألة».

وأضاف أردوغان أن تركيا وسورية والعراق والولايات المتحدة شكت لجنة لمناقشة مصير مقاتلي تنظيم داعش في معسكرات الاعتقال، التي تشرف عليها «قسد» منذ سنوات، مبيناً أن على العراق التركيز على مسألة المخيمات لأن معظم النساء والأطفال في مخيم الهول من السوريين والعراقيين ويجب إعادتهم.

وشدد أردوغان على أن قرار حزب العمال الكردستاني حل نفسه يشمل جماعاته في سورية أيضاً، مشيراً إلى ان الأيام المقبلة «حاسمة».

200 مليون دولار تكلفة برج ترامب في دمشق وبناؤه يستغرق ٣ سنوات

الربط الكهربائي

إلى ذلك، وقع وزير الطاقة السوري محمد البشير ونظيره التركي ألب أرسلان بيرقدار، في دمشق أمس، اتفاقية لتطوير وتعزيز التعاون المشترك.

وتوقع البشير، خلال استضافته بيرقدار، تشغيل الربط الكهربائي بين سورية وتركيا نهاية العام، كاشفاً عن العمل على استكمال إجراءات ربط خط 400 كيلو فولت الذي سيصل تركيا بسورية.

بدوره، أعلن بيرقدار تزويد سورية بستة ملايين متر مكعب من الغاز يومياً، وتوفير ألف ميغاوات من الكهرباء لها، مشيراً إلى أن سوريا تعمل منذ ديسمبر على إعادة البناء في كل المجالات وتركز الجهود على قطاع الطاقة.

وأعلن بيرقدار أن شركات خاصة وعامة تركية مهتمة بالاستثمار في سورية، وتستكشف الموارد الطبيعية لدعم جهود إعادة الإعمار.

في غضون ذلك، كشف رئيس مجموعة «تايغر» وليد الزعبي عن اعتزامه تطوير فكرة بناء برج الرئيس الأميركي دونالد ترامب في دمشق بتكلفة قد تصل إلى 200 مليون دولار، موضحاً أنه سيتوجه خلال أيام لتقديم طلب رسمي للحصول على تصاريح بناء للمبنى الشاهق بارتفاع 45 طابقاً قابلة للزيادة أو النقصان.

ونقلت صحيفة الغارديان عن رجل الأعمال السوري أن العملية ستستغرق نحو 3 سنوات بمجرد حصوله على الموافقات القانونية من الحكومة السورية ومنظمة ترامب التجارية.

back to top