رجال لا تنسى... الفريق ركن م/ مشاري خالد العميري

نشر في 23-05-2025
آخر تحديث 22-05-2025 | 18:54
 مساعد الحمدان

الصداقة تحمل الكثير من المعاني النبيلة، وهي كالمظلة كلما اشتد المطر ازدادت الحاجة لها، يقول الروائي والأديب العربي نجيب محفوظ: «الأصدقاء وطن، إن غابوا عنا شعرنا بالغربة»، ولكن صداقة العمل تظهر المعدن الحقيقي للرجال.

وحديثنا اليوم عن الفريق ركن متقاعد/ مشاري خالد العميري «أبو عبدالعزيز»، الرجل الذي اجتمعت فيه الخصال الحميدة والصفات الفريدة، الأجزل عطاءً والأرق قلباً والأندى كفاً، من أي الأقطار أتيته قابلك بكرم فعّال.

عرفته وهو طالب في كلية علي الصباح العسكرية عام 1995، ضمن الدفعة 26 مُتّصِفاً بأحسن الصفات وأجملها، وكان شديد الإدراك وبصماته واضحة في كل الأحداث والمتغيرات.

صقلت موهبته القيادية منذ ريعان شبابه، وكيف لا! وهو ابن اللواء الركن/ خالد العميري، القيادي الملهم صاحب الاسم العفيف والصيت الشريف، ومن شابه أباه فما ظلم.

تقلد العميري العديد من المناصب المشرّفة، حيث سطع نجمه بالحرس الأميري «في الحرس الخاص والأمن الخاص»، وكان معلماً بارزاً في كلية علي الصباح العسكرية، وتقلد أجمل المناصب في هيئة الاستخبارات والأمن حتى وصل رئيساً للتفتيش العسكري الذي ظهرت فيه براعته القيادية ومهاراته الشخصية، فأرسى قواعدها بنقلة نوعية ونادراً ما تتحقق في رجل.

اتصف أسلوبه بقوة الطرح والقدرة على التحليل والفصل بين الانتقادات والخلافات بطريقة خلابة بما يضمن الإقناع وحسن الاستيعاب، وذلك لتعزيز المطلب الوطني، وهو أحد أسس الاستراتيجية الوطنية، وهذا ما شهدت له كلية القيادة والأركان في المملكة الأردنية الهاشمية وأكاديمية ناصر العسكرية في جمهورية مصر العربية عندما كان دارساً.

ويعتبر «الفريق» من الرجال الذين سطروا أسماءهم بأحرف من نور في قواتنا المسلحة، من خلال مواقفه المشرّفة، ومثالاً يحتذى به ومن جالسه، فقد اجتمعت به الحذاقة الدبلوماسية الفائقة مع العبقرية العسكرية السامية والمهارة العربية الرائعة، «إذا حضر معدود وإذا غاب مفقود».

وفي يوم الأربعاء الموافق 3 أبريل 2025 ودّع صاحب الخلق الرفيع والأدب الجم الفريق ركن/ مشاري خالد العميري القوات المسلحة، التي ساهم في رفع أدائها، وترك لنا إرثاً استراتيجياً غنياً بالطموحات والأفكار، ولا نزال نستذكر كلمته الشهيرة التي دائماً يرددها «إن تقييم نجاح الاستراتيجية ليس بوجهات النظر ولكن ما تحققه من أثر».

والحديث عن سعادة «الفريق» يطول، ومهما تكلمنا فإن الأقلام ليجف حبرها في الحديث عن رجل اتفقت القلوب على محبته والنفوس على تقديره، فترك لنا بصمة كبيرة وأثراً لا ينسى... ودمتم ودام الوطن.

* باحث في إدارة الأزمات والأمن الوطني

back to top