هل جوش هاولي جمهوري فعلاً؟

نشر في 21-05-2025
آخر تحديث 20-05-2025 | 18:30
 وول ستريت جورنال

مع اقتراب الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري في 2028، بدأت وجوه جديدة داخل الحزب في التنافس على استقطاب أنصار ترامب، لكن المواقف اليسارية التي يتبناها السيناتور جوش هاولي من ميزوري تثير تساؤلات: هل يترشح في الحزب الخطأ؟

هاولي، البالغ 45 عاماً، يقدّم نفسه على أنه نصير الطبقة العاملة، رغم خلفيته النخبوية - فهو خريج مدارس خاصة، ودرس في جامعتي ستانفورد وييل. وقد كتب مؤخراً مقالاً في «نيويورك تايمز» هاجم فيه ما سماه «الجناح الوول ستريتي» في الحزب الجمهوري، واتهمه بالسعي إلى تقليص تغطية التأمين الصحي للفقراء.

ويعارض هاولي بنداً في مشروع قانون الضرائب الجمهوري، يتطلب من الولايات فرض رسوم رمزية على البالغين القادرين الذين يحصلون على ميديكيد من خلال أوباماكير، واصفاً ذلك بأنه «ضريبة خفية على الفقراء العاملين»، وقال على قناة CNN إن الجمهوريين لا يمكنهم أن يكونوا «حزب الطبقة العاملة» إذا استمروا في هذا النهج.

لكن اعتراضه هذا يتجاهل أن هذه التكاليف الرمزية تقابلها مزايا ضريبية أوسع للطبقة العاملة - كزيادة خصم الضريبة القياسي وتوسيع الائتمان الضريبي للأطفال، وإعفاءات ضريبية على الإكراميات وساعات العمل الإضافية، كما أن مشروع القانون لا يمس الأطفال أو ذوي الاحتياجات الخاصة الذين يحصلون على ميديكيد أو تغطية من برنامج التأمين الصحي للأطفال الفدرالي.

تناقضاته لا تتوقف هنا. فخلال حملته لعضوية مجلس الشيوخ في 2018، كان من أشد المعارضين لأوباماكير، وشارك في دعوى قضائية لإسقاطه، كما كتب في صحيفة سبرينغفيلد نيوز ليدر منتقداً خصمته الديموقراطية كلير مكاسكيل، لدعمها لما وصفه بـ«تحالف التأمينات الكبرى والحكومة الكبيرة».

وآنذاك، نال إعجاب ممولي الحزب الجمهوري التقليديين، مثل مدير صناديق التحوط بول سينغر، وحضر لقاءات فاخرة مع متبرعين في نيويورك، وفقاً لتقارير «بوليتيكو».

فما الذي تغيّر؟ الواقع أن توسعة ميديكيد في عهد أوباما أفادت كبرى شركات التأمين والمستشفيات الكبرى. على سبيل المثال، حققت شركة مولينا، التي يأتي 88% من دخلها من ميديكيد، أرباحاً زادت بأكثر من 2000% منذ تطبيق التوسعة. ومع ذلك، فإن هاولي اليوم يعارض إصلاحات معقولة لتقليص هذه التكاليف.

ربما يظن أن التودد للناخبين الترامبيين يتطلب تبني خطاب «منحاز للفقراء»، لكنه في الواقع يتبنى سياسات اقتصادية أقرب إلى اليسار التقدمي، فقد شارك بيرني ساندرز في مشروع قانون يضع حداً أقصى للفوائد على بطاقات الائتمان، وتعاون مع السيناتور الديموقراطي بلومنتال في تنظيم الذكاء الاصطناعي، ومع إليزابيث وورن في مقترح لتفكيك شركات التأمين الصحي.

كل هذه التدخلات الحكومية التي يدعمها هاولي، رغم نواياها المعلنة، من شأنها الإضرار بالطبقة العاملة عبر زيادة التكاليف وتقليص الخيارات.

يبدو أن هاولي يستلهم شخصية الرئيس ثيودور روزفلت، الذي كتب عنه كتاباً عام 2008، أشاد فيه بـ«سياسة الفضيلة» و«الجمهورية المحاربة». وتماماً كما ساعد روزفلت في فوز الديموقراطيين عام 1912 بتأسيسه حزباً تقدمياً، فإن هاولي يخاطر بتكرار التاريخ من خلال اتهام الجمهوريين بخدمة الأثرياء على حساب العامة.

سابقاً، حاول السيناتور تيد كروز استخدام أسلوب مشابه قبيل ترشحه للرئاسة عام 2016، لكنه لم يتمكن من إقناع القاعدة الجمهورية، التي فضّلت دونالد ترامب، رغم كل جدله، على «نسخ مزيفة» من الشعبوية.

الناخبون الجمهوريون اليوم أكثر وعياً مما يعتقد هاولي، وإذا استمر في هذا النهج فقد يجد نفسه أقرب إلى الحزب الديموقراطي منه إلى قاعدة ترامب المحافظة.

أليسيا فينلي

back to top