الولايات العربية المتحدة
منذ فجر التاريخ والعرب يتغنون بزهوٍ وفخرٍ واعتزازٍ بعروبتهم وانتمائهم العربي، ويتخذون من الشجاعة والكرم والفصاحة، وغير ذلك من السجايا الحميدة، ما جعلهم يسطرون تاريخ شجاعات معاركهم وفرسانها، ويرددون قصص كرم كرمائهم، والحديث بلا حرج عن فصاحة شعرائهم، وأدبائهم، بل وفلاسفتهم، وينسبون كل ذلك لأنفسهم كعرب.
***
لماذا هذه المقدمة؟!
فأنا مُذ كنت شاباً، وقد تجاوزت - الآن - الثمانين، وسأبقى السنوات القليلة الباقية لي من العمر واحداً ممن يحلمون بوحدة العرب، وأجد أن الزمن الراهن لتحقيق هذا الهدف هو الأكثر مواءمة إذا استفدنا من أخطاء التجارب السابقة.
***
فأكثر أوطاننا قداسةً مكة المكرمة والمدينة المنورة، وإذا انطلقت دعوة من أرض القداسة للعرب كي يتوحدوا على أسس مدروسة باتحادات على غرار الولايات المتحدة، أو ماليزيا، أو أي صيغة تجمع بين العرب بحكومة مركزية مع الحفاظ على خصائص وشخصية كل دولة، فإن ذلك سيجعل الأجيال العربية القادمة أكثر تقارباً وتفاهماً مما عانيناه نحن.
***
أما لماذا أقترح أن تنطلق الدعوة من الأرض المقدسة؟ فلأن الرياض الآن تعيش نقلة نوعية، جعلتها تحتل مركزاً مرموقاً في العالم أجمع على مختلف الصعد السياسية والاقتصادية والاجتماعية، كما أن المملكة تحظى باحترام الجميع، فضلاً عن ملياري مسلم يتجهون إليها كقبلة لهم.
