إسرائيل تبدأ عملية برية واسعة في غزة

• نتنياهو منفتح على إنهاء الحرب بشروط وسط اتساع الهوة مع ترامب

نشر في 18-05-2025 | 11:52
آخر تحديث 18-05-2025 | 21:07
احتجاجات حاشدة أمام مقر الحكومة الهولندية في لاهاي للتنديد بالحرب الإسرائيلية على غزة  (أ ف ب)
احتجاجات حاشدة أمام مقر الحكومة الهولندية في لاهاي للتنديد بالحرب الإسرائيلية على غزة (أ ف ب)
كشف مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي أن فريقه المفاوض في الدوحة يدرس اتفاقاً لإنهاء الحرب وإطلاق سراح جميع المحتجزين بغزة، بشرط نزع سلاح القطاع وإقصاء «حماس»، في حين تسرّب المزيد من التقارير عن توتر العلاقات بين الرئيس الأميركي ترامب ونتنياهو، مع منع الأول نائبه من زيارة الدولة العبرية.

غداة إطلاقه عملية «عربات جدعون» العسكرية ضد قطاع غزة، أعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم، بدء عملية برية واسعة في شمال وجنوب القطاع.

وأفادت وسائل إعلام فلسطينية بأن دبابات الاحتلال تتقدم في محورين، باتجاه مخيم جباليا شمالي القطاع، وباتجاه بلدتي خزاعة والفخاري شرق خان يونس جنوب القطاع، بالتزامن مع قصف مدفعي مكثف وغارات جوية. وأظهرت مقاطع مصورة نزوح عائلات فلسطينية من مخيم جباليا وبيت لاهيا وتل الزعتر في شمال القطاع مع اشتداد القصف الإسرائيلي. كما ذكر الجيش الإسرائيلي أنه اعترض صاروخاً أطلق من شمال القطاع باتجاه مستوطنات غلاف غزة، في حين سقط آخر في منطقة مفتوحة.

ومع تصعيد آلة الحرب الإسرائيلية وتيرة حصدها للأرواح بغزة، حيث قتل أكثر من 132 فلسطينيا بغارات جوية وقصف مدفعي بثاني أيام العملية التي أطلقت عليها «عربات جدعون»، ألمح رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى أنه مستعد لـ «إنهاء القتال» كجزء من اتفاق لوقف إطلاق النار في القطاع المنكوب، بشرط أن يشمل إقصاء «حماس» وجعل المنطقة الفلسطينية منزوعة السلاح.

وجاء في بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي اليوم: «في هذه اللحظة، يعمل فريق التفاوض في الدوحة لاستنفاد كل فرصة من أجل التوصل إلى اتفاق، سواء وفقا لخطة المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف، أو كجزء من إنهاء القتال»، مشدداً على أن الاتفاق يجب أن يشمل الإفراج عن كل المحتجزين الإسرائيليين وإقصاء الحركة الفلسطينية، ونفي مقاتليها من القطاع، وجعل غزة منطقة منزوعة السلاح.

132 قتيلاً ومقترح مصري جديد لوقف النار

في غضون ذلك، كشفت مصادر أن القاهرة قدمت مقترحاً جديداً لوقف إطلاق النار، ضمن المفاوضات غير المباشرة التي انطلقت بين «حماس» وإسرائيل في الدوحة أمس.

ويتضمن المقترح المصري إطلاق سراح ما بين 8 و10 من الأسرى الإسرائيليين لدى «حماس»، مقابل 200 سجين فلسطيني، إضافة إلى وقف إطلاق نار لمدة تتراوح بين 45 و60 يوماً، كما ستُستأنف عمليات إيصال المساعدات الأساسية إلى القطاع.

وقال مسؤول فلسطيني مقرّب من المحادثات إن «حماس مرنة بشأن عدد الرهائن الذين يمكنها إطلاق سراحهم، لكن المشكلة كانت دائماً تتعلق بالتزام إسرائيل بإنهاء الحرب».

ونقلت «سكاي نيوز عربية»، عن مصدر فلسطيني مطلع، أن «حماس» طالبت بخروج آمن لبعض قياداتها وعائلاتهم، مع تعهّد أميركي بعدم ملاحقتهم إسرائيلياً، وأبدت استعدادها لطرح سلاحها للبحث خلال مفاوضات إنهاء الحرب، بعد موافقتها على التخلي عن حكم القطاع، لكنها شككت في الوقت نفسه بقدرة البيت الأبيض على إلزام نتنياهو بوقف الحرب إذا ما قبلت باتفاق جزئي وهدنة مؤقتة تشمل إطلاق نصف المحتجزين الإسرائيليين.

وفي وقت تتواصل المفاوضات الصعبة بمشاركة الوسطاء من قطر ومصر والولايات المتحدة، مع مناقشة «اتفاق حزمة واحدة» في ورقة قدّمها المبعوث الأميركي، أكدت إدارة الرئيس دونالد ترامب - على لسان وزير خارجيتها ماركو روبيو - أنها تبحث خيارات إنهاء الحرب المستمرة منذ أكتوبر 2023، والعمل على إخراج المزيد من المحتجزين الإسرائيليين في غزة، عبر آلية لوقف إطلاق النار في القطاع.

نزوح وجنون

وبينما أجبر القصف الإسرائيلي المكثف عشرات الآلاف على النزوح من مناطقهم بشمال القطاع ووسطه، ذكر وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، أنه يعتقد أن القائد الميداني لـ «حماس» محمد السنوار قُتل في غارة إسرائيلية، الأسبوع الماضي بعد إفلاته من نحو 7 عمليات لاغتياله إحداها عام 2006.

في موازاة ذلك، أكد مسعفون أن زكريا السنوار، شقيق زعيم «حماس» الراحل الذي قتلته إسرائيل في أكتوبر الماضي، و3 من أطفاله قُتلوا في غارة جوية إسرائيلية على خيمتهم وسط القطاع، حيث وصفت «حماس» الهجوم على خيام النازحين المدنيين بأنه «تصعيد جنوني وجريمة وحشية تتحمل الإدارة الأميركية مسؤوليتها السياسية والعسكرية».

وفي ظل تمسّك سلطات الاحتلال بمنع دخول أي مساعدات إنسانية للقطاع منذ استئناف القتال مطلع مارس الماضي، نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مصادر، أن وزير الدفاع أعلن أن بلاده وقّعت عقداً مع شركة أميركية يمكنها بدء توزيع المساعدات الإنسانية اعتباراً من السبت المقبل.

من جانب آخر، كشف تقرير عبري أن الجيش الإسرائيلي اضطر إلى استدعاء جنود من الاحتياطي، رغم معاناتهم من أمراض نفسية، في ظل النقص الحاد بعدد الجنود.

من جهة ثانية، أعلنت جماعة «أنصار الله» اليمنية المتمردة استهداف مطار بن غوريون بصاروخين باليستيين، أحدهما فرط صوتي ضمن هجماتها المساندة لغزة، فيما أكد الجيش الإسرائيلي اعتراض الصاروخين دون إعلان عن خسائر.

تغيّر ونسف

إلى ذلك، ذكرت «نيويورك تايمز» أن الرئيس ترامب تجاهل خلال زيارته لدول الخليج الأسبوع الماضى إسرائيل، ونتنياهو على وجه التحديد، وأعاد تشكيل عقود السياسة الخارجية الأميركية التي استمرت عقوداً.

ورأت الصحيفة الأميركية أنه رغم عدم وجود مؤشرات على أن واشنطن تتخلى عن روابطها التاريخية مع إسرائيل، أو توقف دعمها العسكرى والاقتصادى للدولة العبرية، فإن جولة ترامب فى الشرق الأوسط الأسبوع الماضى سلّطت الضوء على ديناميكية جديدة، أصبحت فيها إسرائيل، وتحديداً نتنياهو، «مجرد فكرة لاحقة». فخلال زياراته للسعودية وقطر والإمارات، سعى ترامب للتفاوض على اتفاقات سلام في إيران واليمن، وأبرم صفقات تجارية بآلاف المليارات من الدولارات، لكنّه لم يقم بزيارة تل أبيب.

وفي حين قدّرت أوساط عبرية أن ترامب فقد جزءا كبيرا من اهتمامه بالعمل مع نتنياهو لحل أزمة الحرب بغزة، بسبب إحساسه بعدم وجود هدف واضح، ووسط جمود بموقف طرفيها، ذكرت تقارير أخرى أن البيت الأبيض قرر منع نائب الرئيس جي دي فانس من إجراء زيارة كانت مقررة إلى إسرائيل غداً الثلاثاء، بعد فشل تنسيق الاجتماعات، وفي ظل تحذيرات من قرب تحوّل التوتر المكتوم بين رئيس الوزراء الملقب بـ «بيبي» والرئيس الأميركي إلى صِدام علني.

وأتى ذلك في وقت نشرت «وول ستريت جورنال» بروتوكول اجتماع بين كبار مسؤولي «حماس»، ناقشوا خلاله تنفيذ هجوم السابع من أكتوبر، حيث أفادت بأن يحيى السنوار حذّر خلاله من أن اتفاق التطبيع الذي كانت تعمل واشنطن على تأمينه بين إسرائيل والسعودية سيهمّش القضية الفلسطينية.

وبحسب تقرير الصحيفة الأميركية الذي استند إلى محضر الاجتماع الذي عُثر عليه داخل أحد الأنفاق، فإن قادة الحركة قرروا شن الهجوم لنسف مفاوضات التطبيع وإحداث نقلة نوعية أو تغيير استراتيجي في المنطقة فيما يتعلّق بالقضية الفلسطينية.

back to top