برلمان إيران لتحديث النظام... والمعارضة تلملم صفوفها

عبداللهيان يطالب مسقط بالوساطة مع واشنطن والرياض ويقبل شروط إحياء الاتفاق النووي

نشر في 02-01-2023
آخر تحديث 01-01-2023 | 19:51
إيرانيون خلال قداس رأس السنة الميلادية في كنيسة بطهران أمس (أ ف ب)
إيرانيون خلال قداس رأس السنة الميلادية في كنيسة بطهران أمس (أ ف ب)
مع تواصل الاحتجاجات المنددة بتردي الأوضاع المعيشية منذ 4 أشهر، ومساعي المعارضة إلى توحيد صفوفها، طالب رئيس البرلمان الإيراني محمد قاليباف بتحديث النظام في شتى المجالات.

في خطوة تمثل نصف قبول بمطالب الاحتجاجات الشعبية المطالبة بتغيير النظام والمنددة بتردي الأوضاع منذ منتصف سبتمبر الماضي، شدد رئيس البرلمان الإيراني محمد باقر قاليباف، أمس، على «ضرورة تحديث نظام الحكم في جميع المجالات»، داعياً إلى «أخذ هذا الموضوع بعين الاعتبار، وإيلاء الأولوية للقضايا الاقتصادية».

ونقلت وكالة أنباء فارس، عن قاليباف دعوته في جلسة علنية بالبرلمان إلى «الإيفاء بالدين للشعب، من خلال حل مشاكله، واتخاذ القرار في الوقت المناسب».

وجاء تصريح قاليباف عقب ساعات من اجتماعه مع الرئيس إبراهيم رئيسي، ورئيس السُّلطة القضائية غلام ايجئي، لبحث مسائل متعددة، من بينها احتواء التضخم، والسيطرة على «الدوافع الاقتصادية». وأكد رؤساء السُّلطات الثلاث، خلال اجتماعهم، على «ضرورة حفظ الاستقرار الاقتصادي والاستثماري، والإسراع في تلبية احتياجات البلاد من العملة الصعبة».

في غضون ذلك، قُتل أحد عناصر قوات التعبئة «الباسيج» برصاص مسلحين مجهولين في مدينة سميرم بمحافظة أصفهان وسط البلاد، ليل السبت الأحد، على هامش الاحتجاجات التي تشهدها الجمهورية الإسلامية منذ أشهر، على خلفية وفاة الشابة مهسا أميني، بعد توقيفها من قبل الشرطة، بسبب مخالفتها لقواعد ارتداء الحجاب الإلزامي.

وردد عدد من الإيرانيين هتافات مناهضة للنظام في طهران ومشهد. وشهدت 4 مدن، هي: جوانرود وسنندج وسميرم وأصفهان، تظاهرات في الشوارع ضد حكومة الرئيس إبراهيم رئيسي. وفي مدينة جوانرود بمحافظة كرمانشاه، قامت قوات الأمن، بمنع مراسم الأربعين ل 7 من قتلى الاحتجاجات، وقتل شاب اسمه برهان الياسي برصاص مباشر.

حادثة قم

وفي حادث يُعد الأول من نوعه منذ الثورة الإسلامية، أمر قائد شرطة مدينة قم بفتح تحقيق في ظروف قيام عناصر من الأمن باعتقال رجل دين أوقف سيدة لم تكن ملتزمة بالحجاب، وحاول فرضه عليها بالقوة.

ووفق رواية انتشرت على مواقع التواصل، فإن رجل الدين الذي تم اعتقاله، أوقف سيدة لم تكن ملتزمة بالحجاب في قم، وعندما طلب منها الالتزام بالحجاب قامت بالرد عليه وأهانته، وهو ما دفعه إلى طلب الشرطة، لكن عندما وصلت قوات الأمن قال له الضابط إنه لا يعتبر السيدة غير ملتزمة بالقانون، واتهمه بالتحرش، بعد أن اشتبك مع السيدة، وقام باعتقاله واصطحابه إلى المخفر، الأمر الذي أصابه بنوبة قلبية نُقل على إثرها للمشفى.

وجاء الحادث في وقت أكد مصدر بمكتب الرئيس الإيراني ل «الجريدة»، أن نائب الرئيس محمد مخبر ووزير الاقتصاد إحسان خاندوزي أرسلا رسائل إلى مراجع التقليد الشيعة وكبار علماء الدين في مدينة قم يطلبان التنسيق لإجراء لقاءات وشرح السياسات الاقتصادية، لكن معظم المراجع رفضوا استقبال أي فريق حكومي قبل حل مشاكل عامة الناس.

الجيش يعلن إبعاد طائرة استطلاع أميركية مأهولة قرب مناوراته بالخليج

ووصف المصدر تنصل معظم علماء الدين في قم من مساندة الرئيس الأصولي المتشدد ب «الدبلوماسي». إلا أن رد بعض مراجع التقليد، مثل: آية الله جوادي عاملي، وآية الله مكارم شيرازي، جاء صريحاً ولاذعاً. ووصل الأمر إلى حد رفض مراجع مجرد فتح أبواب منازلهم لاستقبال وزير الاقتصاد الخميس الماضي.

في المقابل، سعت مجموعة من المعارضين الإيرانيين إلى توحيد الصفوف ولملمة شتاتها عبر رسالة مشتركة أصدرتها شخصيات سياسية بمناسبة رأس السنة الميلادية.

وشارك الأمير رضا بهلوي، نجل الشاه المعزول، في الرسالة التي حظيت بتأييد الناشطة النسائية مسيح علينجاد، والممثلة نازنين بنيادي، والممثلة كلشيفته فراهاني، والرياضي علي كريمي، والناشط الاجتماعي حامد اسماعيلون.

قبول وإبعاد

إلى ذلك، أكد مصدر رفيع في «الخارجية» الإيرانية أن الوزير حسين أمير عبداللهيان نقل خلال زيارته التي أجراها لسلطنة عمان، الأسبوع الماضي، موافقة المرشد علي خامنئي على مطالب أوروبية وأميركية طرحها منسق الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل خلال اجتماع على هامش قمة «بغداد 2».

ووفق المصدر، فإن عبداللهيان طلب من مسقط بدء وساطة على محورين، أحدهما مع السعودية للتعاون لحل الأزمة اليمنية والتحضير للجولة السادسة من الحوار بين الرياض وطهران في بغداد، والثاني بين الجمهورية الإسلامية وأميركا يمهد للقاء ثنائي مباشر، بعيداً عن الأعين، تحضيراً للقاء مرتقب في فيينا لوضع اللمسات الأخيرة على مسودة تفاهم لإحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015 ورفع العقوبات الغربية المفروضة على إيران.

وأشار إلى قيام طهران بالتنسيق مع الجانب الأوروبي لترتيب زيارة يجريها مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي لإيران، بهدف حل الخلافات بصيغة مشتركة.

في السياق، ذكر الجيش الإيراني، أمس، أنه أطلق طائرة مسيّرة لتحذير وإبعاد طائرة استطلاع مأهولة من طراز «B8»، يعتقد أنها أميركية، كانت تحاول الاقتراب من مناورات عسكرية يجريها قرب مضيق هرمز بالخليج.

back to top