في المرمى: نكتة الموسم... بلائحة رسمية!

نشر في 18-05-2025
آخر تحديث 17-05-2025 | 18:58
 عبدالكريم الشمالي

في كرة القدم هناك شيء اسمه «اللعب النظيف»، لكن يبدو أننا في الكويت اخترعنا مصطلحاً جديداً وهو «الانضباط المؤجل»! نعم، هذا ما فعله الاتحاد الكويتي لكرة القدم حين أعلن بكل فخر ووقار قرارات لجنة الانضباط، بعد الأحداث المؤسفة في ختام الدوري بين الكويت والعربي، والتي تحولت فيها أرضية الملعب إلى مسرح صاخب أو حلبة فنون قتالية بين لاعبين وجماهير ومسؤولين، إلا أن القرار الذي انتظره الشارع الكروي جاء أشبه بـ «نكتة سمجة»، اختلط فيها القانون بالمجاملة، والانضباط بتأجيل العقوبة حتى إشعار آخر.

والسبب؟ بسيط جداً، وهو حجة أن اللائحة لا تسمح بتطبيق العقوبات إلا في «نفس المسابقة»، مما يعني أن نهائي كأس سمو ولي العهد المقرر غداً سيُقام بكل مَن شارك في المشهد الفوضوي السابق، لأننا – كما يبدو – لا نحب أن نعكّر صفو النهائيات بـ «العدالة» أو «الردع»، الأفضل أن نترك الأمور تمشي، ثم نفتح ملف الانضباط في الموسم المقبل، وقت ما يكون الجمهور نسي، واللاعبون انشغلوا بعقود الصيف، أما هنا فالعقوبة تؤجل.

يا سادة، في الدوريات المحترمة، يكون الإعلان الأول بعد أي شغب يعني «العقوبة فورية»، فالعقوبات تصدر اليوم وتُنفّذ قبل أن تبرد، أما عندنا فالعقوبة لها جدول انتظار ولا بأس أن تؤجل، وربما تأخذ رقماً مثل المراجعين في المستوصف لأن الختام لا يليق أن يُعكر.

الطريف أو المحزن «لا فرق في الكويت فقد اختلط الحابل بالنابل وصارت الطرافة شيئاً من الحزن» أن أحد أعضاء اللجنة المحترمين لم يجد وسيلة للدفاع عن هذا التفسير الغريب إلا أن يظهر في مساحة صوتية على منصة (X) ليشرح للناس «وجهة نظره القانونية»، ونسي هذا «الناطق القانوني المحترم» أن مناقشات اللجنة يفترض أن تكون سرية، وأن التفسير والتبرير «إذا لزم» يجب أن يصدر من مجلس إدارة الاتحاد أو الناطق الرسمي باسمه لا من عضو لجنة قرر أن يلعب دور «المتحدث باسم الانضباط» كأننا في مؤتمر شعبي!

بنلتي

إذا كان القادسية خسر بسبعة أمام الفحيحيل في فضيحة تاريخية بلا صوت ولا موقف، فإن «الاتحاد» خسر هيبته بنفس النتيجة، ولكن في ملعب القرارات، فكل طرف يلعب بطريقته، لكن جمهور الكرة هو الوحيد اللي يتفرج ويقول: «هذي نهاية مسلسل الانضباط... بس ما أحد قال لنا إنه دراما رمضانية تُعرض الموسم المقبل!» يا جماعة الخير، لا نحتاج لجنة انضباط... بل لجنة إنقاذ!

back to top