«قمة بغداد» تدعو لوقف إراقة الدماء في غزة

• تمثيل خليجي وعربي منخفض بسبب «ملاحظات سياسية وأمنية»
• دعم وحدة سورية ورفض التدخل بشؤونها... وتنظيم مؤتمر وطني سوري
• تطبيق الترتيبات الخاصة بوقف الأعمال العدائية في لبنان
• ترحيب بالمفاوضات النووية بين واشنطن وإيران
• حلول سياسية للسودان واليمن

نشر في 18-05-2025
آخر تحديث 17-05-2025 | 21:53
الزعماء العرب في لقطة تذكارية بالقمة العربية في بغداء أمس (رويترز)
الزعماء العرب في لقطة تذكارية بالقمة العربية في بغداء أمس (رويترز)

استضاف العراق، أمس، أول قمة عربية منذ عام 2012، والثانية منذ الحرب الأميركية في العراق عام 2003، والتي هيمنت عليها القضية الفلسطينية والعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وطغى عليها الغياب الواسع والملحوظ للقادة.

وغاب العديد من القادة عن القمة، في مقدمتهم سمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد، حيث تمثلت الكويت بوزير الخارجية عبدالله اليحيا، والسعودية بوزير الدولة للشؤون الخارجية عادل الجبير، والبحرين بوزير الخارجية عبداللطيف الزياني، وسلطنة عمان بنائب رئيس الوزراء لشؤون الدفاع شهاب بن طارق آل سعيد، في وقت حضرها أمير قطر الشيخ تميم بن حمد، ونائب رئيس الإمارات الشيخ منصور بن زايد.

كما غاب رؤساء وملوك عرب، في مقدمتهم العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، وعاهل المغرب الملك محمد السادس، والرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون، والرئيس اللبناني جوزيف عون، فضلاً عن الرئيس السوري المؤقت أحمد الشرع.

وكانت التقارير أشارت إلى أن أسباباً أمنية وسياسية وراء قرار الكثير من الدول العربية تخفيض تمثيلها في القمة. ويبدو أن محاولات بغداد لحل خلافاتها مع بعض الدول وإعلان خطة أمنية مشددة لم ينجحا في طمأنة الدول المتحفظة.

وأكد البيان الختامي للقمة «مركزية القضية الفلسطينية»، وطالب بـ «وقف فوري للحرب في غزة»، حاثّاً المجتمع الدولي على الضغط «من أجل وقف إراقة الدماء، وضمان إدخال المساعدات الإنسانية العاجلة دون عوائق إلى جميع المناطق المحتاجة في القطاع».

وجدد البيان التأكيد على رفض «أي شكل من أشكال التهجير تحت أي مسمى أو ظرف أو مبرر»، مديناً «سياسات التجويع والأرض المحروقة الهادفة إلى إجبار الشعب الفلسطيني على الرحيل من أرضه».

ودعا الفصائل الفلسطينية كافة إلى «التوافق على مشروع وطني جامع، ودعم جهود الحكومة الفلسطينية الشرعية في هذا السياق»، في وقت جدد الدعوة إلى «تسوية سلمية عادلة وشاملة للقضية الفلسطينية، مؤيداً دعوة رئيس دولة فلسطين محمود عباس لعقد مؤتمر دولي للسلام، واتخاذ خطوات لا رجعة فيها لتنفيذ حل الدولتين، وفق مبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية».

كما طالب بـ «نشر قوات حماية وحفظ سلام دولية تابعة للأمم المتحدة في الأرض الفلسطينية المحتلة إلى حين تنفيذ حل الدولتين».

وعن سورية، أكد البيان «احترام خيارات الشعب السوري بكل مكوناته وأطيافه، والحرص على أمن واستقرار سورية، ودعم وحدة أراضيها، ورفض جميع التدخلات في الشأن السوري، وإدانة الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة على أراضيها وانتهاك سيادتها، ومحاولة تقويض وتدمير مقدّراتها»، مشدداً على ضرورة «المُضي بعملية سياسية انتقالية شاملة تحفظ التنوع والسلم المجتمعي، مع أهمية احترام معتقدات ومقدسات فئات ومكونات الشعب السوري كافة».

وإذ قدّم الشكر لرئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب لرفع العقوبات عن سورية، وللسعودية على الجهود المبذولة لدعم الموقف السوري في هذا الشأن، بما يفتح الطريق أمام تسريع وتيرة التعافي وإعادة الإعمار، ويساهم في توفير الظروف اللازمة للعودة الطوعية والكريمة والآمنة للاجئين السوريين، دعا البيان إلى «تبنّي مؤتمر حوار وطني شامل يضم مكونات الشعب السوري في سبيل ضمان تحقيق المصلحة الوطنية السورية، ويضمن مشاركة فعالة، ويُعزّز التعايش المجتمعي في سورية».

وقدّم البيان الدعم للبنان في «مواجهة التحديات والحفاظ على أمنه واستقراره ووحدة أراضيه، وحماية حدوده المعترف بها دولياً بوجه أي اعتداءات عليه وعلى سيادته، مشجّعاً جميع الكيانات السياسية على التفاهم والابتعاد عن لغة الإقصاء، وتنفيذ الإصلاحات الاقتصادية الضرورية».

وأكد «ضرورة تطبيق الترتيبات الخاصة بوقف الأعمال العدائية بجميع بنوده، والالتزام بقرار مجلس الأمن رقم 1701 بكامل مندرجاته، وإدانة الخروقات الإسرائيلية لهما».

ودعا الأطراف في السودان إلى «الانخراط في مبادرات تسوية الأزمة، مثل مبادرة إعلان جدة وغيرها»، مجدداً الدعوة إلى حل سياسي في اليمن.

وجدد البيان تأكيد «سيادة دولة الإمارات على جزرها الثلاث، طنب الكبرى وطنب الصغرى، وأبو موسى»، داعياً إيران إلى «التجاوب مع مبادرة الإمارات لإيجاد حل سلمي لهذه القضية من خلال المفاوضات المباشرة، أو اللجوء إلى محكمة العدل الدولية، وفقاً لقواعد القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، بما يساهم في بناء الثقة وتعزيز الأمن والاستقرار في منطقة الخليج العربي».

وأكد دعم «محادثات إيران والولايات المتحدة للتوصل إلى نتائج إيجابية لاستخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية، وضمان عدم رفع مستويات تخصيب اليورانيوم لأكثر من الحاجة المطلوبة للأغراض السلمية»، مثمّناً دور سلطنة عُمان في هذه المحادثات.

وخلال القمة، أعلن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني طرح 18 مبادرة طموحة لتنشيط العمل العربي المشترك، في مقدمتها تأسيس الصندوق العربي لدعم جهود التعافي وإعادة الإعمار ما بعد الأزمات والصراعات والحروب، ومساهمة العراق بـ 20 مليون دولار لإعمار غزة، ومثلها لإعمار لبنان.

من ناحيته، دعا الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي نظيره الأميركي دونالد ترامب إلى «بذل كل ما يلزم من جهود وضغوط لوقف إطلاق النار في غزة، وإطلاق عملية سياسية جادة يكون فيها وسيطاً وراعياً»، على غرار دور الولايات المتحدة في إبرام معاهدة كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل.

من جانبه، حث الرئيس الفلسطيني محمود عباس على «تبنّي خطة عربية موحدة لوقف العدوان الإسرائيلي، وإلزام حركة حماس وكل الفصائل بتسليم السلاح للسلطة».

وفي كلمته غير المسبوقة، أكد وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، إيمان القيادة برئاسة الشرع بعمقها العربي، شاكراً السعودية على جهودها لرفع العقوبات.

وتعهد الشيباني بعدم تهميش أو إقصاء أي مكوّن في سورية، مع كتابة دستور يؤسس لدولة القانون، وانتخاب برلمان يمثّل كل السوريين مع حكومة شاملة تعكس تطلعاتهم. وحذّر من محاولات لزرع الفتن، مشيراً إلى أن «عصابات داعش لا تزال تنتهك سيادة سورية وتهدد أمنها الداخلي».

وقال: «نطالب العرب بحماية وحدة سورية، ورفض التقسيم وإدانة الخروقات الإسرائيلية التي تهدد الأمن الإقليمي»، مشيراً إلى أن «سورية لن تقبل الوصاية، أو أن تكون ساحة لصراعات الآخرين».

وفي تفاصيل الخبر:

استضاف العراق، أمس، أول قمة عربية منذ عام 2012، والثانية منذ الحرب الأميركية في 2003، هيمنت عليها القضية الفلسطينية والعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وطغى عليها الغياب الواسع والملحوظ للقادة.

وغاب العديد من القادة عن القمة، في مقدمهم سمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد، حيث تمثلت الكويت بوزير الخارجية عبدالله اليحيا، والسعودية بوزير الدولة للشؤون الخارجية عادل الجبير، والبحرين بوزير الخارجية عبداللطيف الزياني، وسلطنة عمان بنائب رئيس الوزراء لشؤون الدفاع شهاب بن طارق آل سعيد، وحضر القمة أمير قطر الشيخ تميم بن حمد، ونائب رئيس الإمارات الشيخ منصور بن زايد.

كما غاب رؤوساء وملوك عرب عن القمة، في مقدمهم العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، وعاهل المغرب الملك محمد السادس، والرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون، والرئيس اللبناني جوزيف عون، فضلاً عن الرئيس السوري المؤقت أحمد الشرع.

وكانت التقارير أشارت الى أسباب أمنية وسياسية وراء قرار الكثير من الدول العربية تخفيض تمثيلها في القمة. ويبدو أن محاولات بغداد لحل خلافاتها مع بعض الدول والإعلان عن خطة أمنية مشددة لم تنجح في طمأنة الدول المتحفظة.

ومع تسلمه رئاسة الدورة الـ 34 من رئيس وفد البحرين عبداللطيف الزياني، قال الرئيس العراقي عبداللطيف رشيد، في افتتاح القمة «منطقتنا تمرّ بظروف بالغة التعقيد وتحديات خطيرة تهدد أمن بلادنا ومصير شعوبنا، وهدفنا توحيد مواقفنا إيمانا بأهمية العمل المشترك، وتغليب المصالح الوطنية العليا على مصالح أخرى».

وإذ اعتبر أن الغياب الدولي أسهم في تفاقم ما يحدث في غزة والضفة الغربية، أعلن رئيس الوزراء العراقي محمد السوداني طرح 18 مبادرة طموحة لتنشيط العمل العربي المشترك، في مقدمتها تأسيس الصندوق العربي لدعم جهود التعافي وإعادة الإعمار ما بعد الأزمات والصراعات والحروب، ومساهمة العراق بـ 20 مليون دولار لإعمار غزة، ومثلها لإعمار لبنان.

السيسي يدعو إلى عملية سياسية للسلام يكون فيها ترامب راعياً ووسيطاً

السيسي

من ناحيته، شدد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي على أن إسرائيل لو نجحت في تطبيعها مع الدول العربية، فإن السلام العادل سيظل بعيد المنال، ولن يتحقق إلا بوجود دولة فلسطينية، داعياً نظيره الأميركي دونالد ترامب إلى «بذل كل ما يلزم من جهود وضغوط لوقف إطلاق النار في غزة، وإطلاق عملية سياسية جادة يكون فيها وسيطاً وراعياً»، على غرار دور الولايات المتحدة في إبرام معاهدة كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل.

وحول سورية، شدد على «ضرورة استثمار رفع العقوبات الأميركية لمصلحة الشعب السوري، وضمان أن تكون المرحلة الانتقالية شاملة بلا إقصاء أو تهميش».

أما عن ليبيا، فأكد الرئيس المصري دعم الجهود للتوصل إلى مصالحة شاملة، وشدد على خروج القوات والميليشيات الأجنبية كافة.

وشدد السيسي على ضرورة إنهاء أمد الصراع اليمني عبر تسوية شاملة، لافتاً إلى ضرورة عودة الملاحة إلى طبيعتها في مضيق باب المندب والبحر الأحمر.

عباس يدعو إلى إلزام «حماس» والفصائل بتسليم السلاح للسلطة

عباس وسلاح «حماس»

من جانبه، وصف الرئيس الفلسطيني محمود عباس ما يحصل في غزة بأنه «تقويض لجهود إقامة الدولة الفلسطينية»، داعياً إلى «تبنّي خطة عربية موحدة لوقف العدوان الإسرائيلي، وإلزام حركة حماس وكل الفصائل بتسليم السلاح للسلطة».

وأبدى استعداده لإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية فور توافر الظروف الملائمة مع استمرار مساعيه لتوحيد الصف الفلسطيني.

الجبير

من جهته، جدد رئيس الوفد السعودي عادل الجبير رفض المملكة أي محاولات لتهجير الشعب الفلسطيني تحت أي ظرف، مشيراً إلى أن «العدوان الإسرائيلي يمثّل انتهاكاً صارخاً للمواثيق الدولية».

وأكد الجبير «رفض الاعتداءات الإسرائيلية على سورية»، وأشاد بقرار ترامب رفع العقوبات عنها، مؤكدا أهمية دعم حكومتها الجديدة في مواجهة التحديات التي تواجهها.

الشيباني: سورية لن تكون تحت أي وصاية أو ساحة للصراعات

وأعلن دعم السعودية لجهود لبنان في حصر السلاح بيد الدولة، ومواصلة جهودها لدفع فرقاء السودان لإنهاء النزاع ووقف النار بشكل. كما طالب بتحقيق الاستقرار في اليمن، وحماية أمن الممرات البحرية وتعزيز العمل العربي المشترك وتحقيق مصالح شعوبها.

وفي كلمته غير المسبوقة، أكد وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، إيمان القيادة برئاسة الشرع بعمقها العربي، وشكر السعودية على جهودها لرفع العقوبات، متعهداً بعدم تهميش أو إقصاء أي مكوّن وكتابة دستور يؤسس لدولة القانون، وانتخاب برلمان يمثّل كل السوريين مع حكومة شاملة تعكس تطلعاتهم.

وحذّر الشيباني من محاولات لزرع الفتن، مشيراً إلى أن «عصابات داعش لا تزال تنتهك سيادة سورية وتهدد أمنها الداخلي».

وقال: «نطالب العرب بحماية وحدة سورية، ورفض التقسيم وإدانة الخروقات الاسرائيلية التي تهدد الأمن الإقليمي»، مشيراً إلى أن «سورية لن تقبل الوصاية أو أن تكون ساحة لصراعات الآخرين».

وإلى جانب المسؤولين العرب، حضر الاجتماع رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز الذي أكّد ضرورة «مضاعفة الضغط» على إسرائيل، وكذلك الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الذي دعا إلى «وقف دائم لإطلاق النار» في غزة.

ولفت سانشيز الذي اعترفت بلاده العام الماضي بالدولة الفلسطينية ويُعد من أكثر القادة الأوروبيين انتقاداً لإسرائيل، إلى أن مدريد ستقدّم مشروع قرار في الأمم المتحدة يطلب من محكمة العدل الدولية «الحكم على مدى امتثال إسرائيل لالتزاماتها الدولية»، ومشروع قرار يطالب إسرائيل «بإنهاء الحصار المفروض على غزة».

من جهته، قال غوتيريش: «أشعر بالجزع إزاء التقارير التي تفيد باعتزام إسرائيل توسيع نطاق العمليات البرية وأكثر من ذلك»، داعياً إلى «وقف دائم لإطلاق النار الآن».

القضية الفلسطينية

وأكد البيان الختامي «مركزية القضية الفلسطينية بكونها قضية الأمة وعصب الاستقرار في المنطقة»، وطالب بـ «وقف فوري للحرب في غزة»، وحثّ المجتمع الدولي على الضغط «من أجل وقف إراقة الدماء، وضمان إدخال المساعدات الإنسانية العاجلة دون عوائق إلى جميع المناطق المحتاجة في غزة».

وجدد تأكيد «مواقفنا السابقة بالرفض القاطع لأي شكل من أشكال التهجير والنزوح للشعب الفلسطيني من أرضه، وتحت أي مسمى أو ظرف أو مبرر»، و«إدانة سياسات التجويع والأرض المحروقة الهادفة لإجبار الشعب الفلسطيني على الرحيل من أرضه».

ودعا الفصائل الفلسطينية كافة الى «التوافق على مشروع وطني جامع ورؤية استراتيجية موحدة لتكريس الجهود لتحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني لنيل حقوقه المشروعة، وإقامة دولته الوطنية المستقلة على ترابه الوطني على أساس حل الدولتين ووفق قرارات الشرعية الدولية والمرجعيات المعتمد، ودعم جهود الحكومة الفلسطينية الشرعية بهذا السياق».

كما جدد الدعوة إلى «تسوية سلمية عادلة وشاملة للقضية الفلسطينية، وأيد دعوة رئيس دولة فلسطين، محمود عباس، لعقد مؤتمر دولي للسلام، واتخاذ خطوات لا رجعة فيها لتنفيذ حل الدولتين، وفق مبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية»، كما طالب بـ «نشر قوات حماية وحفظ سلام دولية تابعة للأمم المتحدة في الأرض الفلسطينية المحتلة إلى حين تنفيذ حل الدولتين»، وطالب مجلس الأمن الدولي لاتخاذ الإجراءات اللازمة واضحة لتنفيذ حل الدولتين، ضمن نطاق المسؤوليات التي تقع على عاتقه في مجال حفظ الأمن والسلم الدوليين، وشدد على ضرورة وضع سقف زمني لهذه العملية.

مؤتمر وطني في سورية

وأكد البيان «احترام خيارات الشعب السوري بكل مكوناته وأطيافه، والحرص على أمن واستقرار سورية، ودعم وحدة الأراضي السورية، ورفض جميع التدخلات في الشأن السوري، وإدانة الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة على الأراضي السورية وانتهاك سيادتها، ومحاولة تقويض وتدمير مقدّراتها»، وشدد على ضرورة «المُضيّ بعملية سياسية انتقالية شاملة تحفظ التنوع والسلم المجتمعي، مع أهمية احترام معتقدات ومقدسات فئات ومكونات الشعب السوري كافة».

وإذ قدّم البيان الشكر بإعلان رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب رفع العقوبات عن سورية، وللسعودية على الجهود المبذولة لدعم الموقف السوري في هذا الشأن، بما يفتح الطريق أمام تسريع وتيرة التعافي وإعادة الاعمار، ويسهم في توفير الظروف اللازمة للعودة الطوعية والكريمة والآمنة لللاجئين السوريين، دعا الى «تبنّي مؤتمر حوار وطني شامل يضم مكونات الشعب السوري في سبيل ضمان تحقيق المصلحة الوطنية السورية، ويضمن مشاركةً فعالةً، ويُعزّز التعايش المجتمعي في سورية».

كما قدّم البيان الدعم للبنان في «مواجهة التحديات والحفاظ على أمنه واستقراره ووحدة أراضيه، وحماية حدوده المعترف بها دوليا بوجه أي اعتداءات عليه وعلى سيادته، ورحب بالانتخابات البلدية، مشجّعاً جميع الكيانات السياسية على التفاهم والابتعاد عن لغة الاقصاء، وتنفيذ الإصلاحات الاقتصادية الضرورية».

وأكد «ضرورة تطبيق الترتيبات الخاصة بوقف الأعمال العدائية بجميع بنوده، والالتزام بقرار مجلس الأمن رقم 1701 بكامل مندرجاتهِ، وإدانة الخروقات الإسرائيلية لهما، ومطالبة إسرائيل بالانسحاب الكامل والفوري وغير المشروط من لبنان الى الحدود المعترف بها دولياً».

ودعا الأطراف في السودان الى «الانخراط في مبادرات تسوية الأزمة، مثل مبادرة إعلان جدة وغيرها من المبادرات»، وجدد تأكيد «سيادة دولة الإمارات على جزرها الثلاث طنب الكبرى وطنب الصغرى، وأبو موسى، وندعو إيران إلى التجاوب مع مبادرة الإمارات لإيجاد حل سلمي لهذه القضية من خلال المفاوضات المباشرة، أو اللجوء إلى محكمة العدل الدولية، وفقا لقواعد القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، بما يسهم في بناء الثقة وتعزيز الأمن والاستقرار في منطقة الخليج العربي».

مفاوضات إيران

وأكد البيان أن «التوترات المتصاعدة على الساحة الدولية تسلّط الضوء على تراجع الدبلوماسية مقابل استخدام القوة في تسوية الخلافات والنزاعات، والذي ينذر بخطر انعدام الحلول العادلة والمنصفة، مؤكدا الحاجة الملحّة لحلول مستدامة في المنطقة عبر الحوار والدبلوماسية، وعبر جهود المساعي الحميدة». وأضاف: «وبهذا الصدد نُعرب عن دعمنا لمحادثات إيران والولايات المتحدة للتوصل الى نتائج إيجابية لاستخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية، وضمان عدم رفع مستويات تخصيب اليورانيوم لأكثر من الحاجة المطلوبة للأغراض السلمية، ونثمّن دور سلطنة عُمان الشقيقة في هذه المحادثات».

مبادرات عراقية في القمة التنموية الخامسة

تسلّم العراق، أمس، رئاسة القمة التنموية الاقتصادية والاجتماعية العربية في دورتها الخامسة من لبنان، رئيس الدورة التنموية السابقة.

وقال رئيس الوزراء العراقي محمد السوداني، في كلمة بعد توليه الرئاسة، إن القمة التنموية تشكّل فرصة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة وتعزيز تكامل الاستثمار في الإنسان بوصفه حجر الزاوية في أي مشروع نهضوي، مؤكدا أن العمل العربي المشترك هو مسار ارتقاء بما يليق بالمكانة الحضارية والتاريخية للدول العربية.

وطرح السوداني عددا من المبادرات، منها المبادرة العربية لتحقيق الأمن الغذائي من الحبوب، ومبادرة بغداد لتعزيز التعاون العربي في مواجهة التحديات البيئية والتغيير المناخي، والمبادرة العربية لتوفير ملاذ آمن للمتضررين من الكوارث وتعزيز أمن الإسكان العربي، ومبادرة شاملة بشأن دعم الدول العربية لمجموعة العمل المالي لمناطق الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ومجموعة وحدة الاستخبارات المالية، وكذلك تأسيس المركز العربي لحماية البيئة من المخلفات الحربية، ومبادرة إنشاء المركز العربي للذكاء الاصطناعي في بغداد، ومبادرة إنشاء المجلس العربي للتواصل الشعبي والثقافي بين الدول العربية.

وأشار إلى أن بلاده قدمت كذلك مقترحا بإنشاء مجلس وزراء التجارة العرب، ليكون الجهاز التنسيقي والتنفيذي المعني بمتابعة ملف التجارة العربية، وتحقيق الاستجابة العربية المشتركة لمواجهة التحديات الإقليمية والدولية.

اليحيا وحسين يبحثان تعزيز العلاقات الكويتية ــ العراقية

التقى وزير الخارجية عبدالله اليحيا أمس نظيره العراقي فؤاد حسين، على هامش أعمال القمة العربية الـ34 والقمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية المنعقدتين في بغداد.



وجرى خلال اللقاء بحث العلاقات الثنائية الوثيقة بين الكويت والعراق، وسبل تعزيزها في مختلف المجالات بما يخدم مصالح البلدين والشعبين الشقيقين.

وناقش الجانبان أبرز المستجدات الإقليمية والدولية والتطورات التي تشهدها المنطقة، مؤكدين أهمية مواصلة التنسيق المشترك حيال القضايا ذات الاهتمام المتبادل.

back to top