اشتباكات عنيفة بين فصائل متنافسة في العاصمة الليبية

نشر في 14-05-2025
آخر تحديث 14-05-2025 | 19:12
مقاتلون من الكتيبة 444 في منطقة أبوسليم بطرابلس (رويترز)
مقاتلون من الكتيبة 444 في منطقة أبوسليم بطرابلس (رويترز)

اندلعت، اليوم، اشتباكات عنيفة بين تشكيلات مسلحة متنافسة وسط العاصمة الليبية طرابلس، التي تشهد منذ الاثنين الماضي توتراً أمنياً، في أعقاب مقتل عبدالغني الككلي، المعروف بـاسم «غنيوة»، الذي يرأس جهاز دعم الاستقرار التابع للمجلس الرئاسي.

وقالت وسائل إعلام ليبية محلية: «إن هذه الاشتباكات العنيفة استُخدمت فيها الأسلحة الخفيفة والمتوسطة، وكذلك أيضاً الثقيلة على طول طريق الغيران السياحي في العاصمة طرابلس».

وتداول ناشطون ليبيون على مواقع التواصل مقاطع فيديو تُظهر سقوط قذائف عشوائية على منازل المواطنين بالمنطقة، وأخرى تُشير إلى تحرُّك قوة مشتركة من إدارة إنفاذ القانون التابعة للإدارة العامة للعمليات الأمنية، مدعومة بدوريات شرطة النجدة، إلى نقاط التماس داخل العاصمة طرابلس، في مسعى لتثبيت وقف إطلاق النار، ومحاولة فرض التهدئة ميدانياً.

وتزامن ذلك مع إعلان وزارة الدفاع التابعة لحكومة الوحدة الوطنية، برئاسة عبدالحميد الدبيبة، بدء تنفيذ خطة لوقف إطلاق النار في جميع محاور التوتر داخل العاصمة طرابلس، تندرج في إطار الحرص على حماية المدنيين والحفاظ على مؤسسات الدولة، وتجنيب العاصمة مزيداً من التصعيد.

ودعت وزارة الدفاع، في بيان نشرته اليوم وكالة الأنباء الليبية (وال)، جميع الأطراف إلى «الالتزام بوقف إطلاق النار، والابتعاد عن التصريحات التحريضية أو أي تحركات ميدانية من شأنها إعادة التوتر».

وأكدت أن القوات النظامية «باشرت بالتنسيق مع الجهات الأمنية المختصة باتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان التهدئة، بما في ذلك نشر وحدات محايدة في عدد من نقاط التماس لضمان استقرار الوضع ومنع أي احتكاك ميداني».

وشددت على أن «وحدة الصف وتعزيز سلطة القانون وتفكيك مظاهر التسلح العشوائي ستظل أولوية ثابتة، ولن يُسمح بفرض أي واقع بقوة السلاح أو خارج الأطر الرسمية».

ولم تذكر المصادر الليبية الأطراف المشاركة في هذه الاشتباكات، علماً أن العاصمة الليبية شهدت مساء أمس مناوشات مسلحة بين قوات «اللواء 444 قتال»، التابع لحكومة الدبيبة، وقوات «جهاز الردع»، الذي يتخذ من قاعدة معيتيقة الجوية مقراً له. ويقود قوات اللواء 444، محمود حمزة، بينما يقود قوات جهاز الردع عبدالرؤوف كارة.

وشملت تلك المناوشات البوابة الشرقية للعاصمة طرابلس على مستوى منطقة السبعة، إضافة إلى البوابة الغربية التي تشمل المنطقة السياحية، إلى جانب أحياء عين زارة جنوباً.

وبدأ توتر الوضع الأمني في العاصمة يوم الاثنين الماضي، في أعقاب مقتل رئيس جهاز دعم الاستقرار، غنيوة، واقتحام عدد من مقاره والسيطرة عليها من قبل اللواء 444 مسنوداً بـ «الكتيبة 111»، التي يقودها وكيل وزارة الدفاع بحكومة الدبيبة، عبدالسلام الزوبي.

ثم ساد بعد ذلك هدوء حذر وسط العاصمة طرابلس، لكنّه لم يصمد طويلاً، حيث انفجر الوضع الأمني من جديد في أعقاب صدور قرار من حكومة الدبيبة بـ «حل جهاز الردع لمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة».

يُشار إلى أن هذه التطورات تأتي بعد اشتباكات متفرقة شهدتها عدة مدن في الغرب الليبي، منها الخمس والزاوية، اللتان شهدتا اشتباكات عنيفة بين «القوة المشتركة مصراتة» و«جهاز دعم الاستقرار»، أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف المدنيين، إضافة إلى تدمير ممتلكات عامة وخاصة.

وأعربت جامعة الدول العربية ومصر عن بالغ القلق إزاء الاشتباكات المسلحة في العاصمة الليبية، ودعتا إلى وقف التصعيد والاحتكام للحوار.

back to top