الأمير: بناء نظام إقليمي أكثر توازناً

• قمة الرياض ترسّخ الشراكة الاستراتيجية الخليجية - الأميركية
• سموه أكد خلال القمة الخليجية – الأميركية ضرورة استناده إلى القانون الدولي والمصالح المشتركة
• شراكتنا مع الولايات المتحدة تخطت الأبعاد الأمنية ونتطلع إلى زيادة حجم الاستثمار معها
• الخليجيون متحدون في رفض المس بسيادة دولهم على أراضيها وجزرها ومناطقها البحرية وثرواتها
• نقترح تأسيس منتدى خليجي ـ أميركي للحوار الثقافي والتعليمي لتعزيز قيم التسامح والانفتاح
• ترامب: دول «التعاون» الأكثر استقراراً في العالم ودورها فاعل في تعزيز السلام بالمنطقة
• «على إيران وقف حروبها بالوكالة... وندعم لبنان في سعيه للتحرر من قبضة حزب الله»
• بن سلمان: نتعاون مع واشنطن لإنهاء حرب غزة وحلّ القضية الفلسطينية استناداً لمبادرة السلام العربية
• «يجب خلق بيئة مستقرة وآمنة لتحقيق التنمية المستدامة رغم حجم التحديات التي تمرّ بها المنطقة»

نشر في 15-05-2025
آخر تحديث 14-05-2025 | 20:56

ألقى سمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد كلمة في القمة الخليجية – الأميركية، التي عقدت، أمس، في الرياض، بمشاركة قادة دول مجلس التعاون والرئيس الأميركي دونالد ترامب، شدد فيها على متانة الشراكة الاستراتيجية بين دول الخليج والولايات المتحدة، وتطلع الكويت إلى زيادة الاستثمار معها، واقترح سموه تأسيس منتدى خليجي ـ أميركي للحوار الثقافي والتعليمي، كما دعا إلى حل أزمات المنطقة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، مشيداً بقرار الرئيس الأميركي رفع العقوبات عن سورية، مؤكداً ضرورة وقف التدخلات الأجنبية في الشؤون الداخلية السورية.

وإلى جانب سمو الأمير والرئيس ترامب، شارك في القمة ولي العهد السعودي رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان، وعاهل البحرين الملك حمد بن عيسى، وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد، وولي عهد أبوظبي الشيخ خالد بن محمد بن زايد ممثلاً للإمارات، ونائب رئيس الوزراء العماني أسعد بن طارق آل سعيد عن سلطنة عمان، كما شارك الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية جاسم البديوي.

صاحب السمو:

• استضافة السعودية الشقيقة لهذه القمة ترسيخ لدورها المحوري البارز إقليمياً ودولياً

• المملكة حريصة على تعزيز التوافق الخليجي - الأميركي في ظل التطورات العالمية لتوحيد الرؤى

• نثمّن الجهود المشهودة لحكومة السعودية في حسن التنظيم والإعداد

• للمملكة كل الرفعة والازدهار في ظل قيادة خادم الحرمين ومعاضدة ولي عهده

• نقدر قرار ترامب رفع العقوبات عن سورية ويجب وقف التدخلات الخارجية في شؤونها

• تعطل مسيرة السلام يستوجب التوصل إلى حل للقضية الفلسطينية

• نأمل أن يسهم وقف النار باليمن في ضمان حرية الملاحة

وتوجه سموه إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود بالشكر والتقدير على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة، معرباً عن بالغ السعادة لانعقاد القمة الخليجية - الأميركية، وعبر عن التقدير لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان آل سعود، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، للترتيبات المتميزة لعقد القمة ولقادة دول المجلس على دعمهم الكبير للجهود التي تبذلها دولة الكويت خلال فترة رئاستها الحالية لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، ولجهودهم المباركة المبذولة لتعزيز وحدة الصف الخليجي وتطوير علاقاتنا الاستراتيجية مع الولايات المتحدة.

كما توجه سمو أمير البلاد بالشكر إلى الرئيس الأميركي لـ «حرصه المتجدد واهتمامه بلقاء قادة دول مجلس التعاون لترسيخ أواصر التعاون في إطار من الشراكة المتبادلة والرؤية المشتركة لمستقبل يعمه السلام والاستقرار والتنمية».

وأشار سموه، في كلمته، إلى أنه «على مدى العقود الماضية عززت العلاقة بين مجلس التعاون لدول الخليج العربية والولايات المتحدة مكانتها كشراكة استراتيجية متينة تخطت الأبعاد الأمنية لتشمل التعاون في عدة مجالات»، مستذكراً «بالتقدير موقف الولايات المتحدة التاريخي بقيادة تحالف تحرير دولة الكويت من العدوان العراقي الغاشم عام 1990، وهو موقف يبقى حياً في وجدان الشعب الكويتي وشعوب دول الخليج العربية».

وإذ أكد أن الاقتصاد ركيزة مركزية في الشراكة الأميركية - الخليجية، عبر سموه عن التطلع إلى «إطلاق مبادرات مشتركة في الاستثمار بالبنية التحتية الذكية ودعم الابتكار وريادة الأعمال وتعزيز التجارة الحرة العادلة وتحفيز المشاريع الصغيرة والمتوسطة»، مثنياً على «التعاون بين الولايات المتحدة ودول مجلس التعاون لاسيما الكويت في مجال الاستثمار، متطلعين إلى زيادة حجم الاستثمارات معها باعتبارها حليفاً استراتيجياً».

ولفت سموه إلى أن القمة تنعقد في ظل ظروف دولية دقيقة تشهد تصاعداً في الأزمات والنزاعات وتحديات غير تقليدية تتجاوز حدود الدول، منبهاً إلى أن «دول مجلس التعاون جسّدت وحدة مواقفها في دعم أمن المنطقة واستقرارها»، وأنه «لطالما تجسّدت لحمة دول المجلس من خلال مواقفها الصلبة الثابتة في دعم أمن واستقرار المنطقة والعالم، عبر إرساء قواعد الحوار والارتقاء بمجالات التعاون، ومن خلال مواقف دول المجلس المتحدة الصارمة في رفض كل ما من شأنه زعزعة أمنها واستقرارها ونمائها والمس بسيادة دولها على كل أراضيها وجزرها ومناطقها البحرية وثرواتها».

وقال سموه إنه «من هذا المنطلق تؤكد دولة الكويت على الالتزام بالعمل في إطار مجلس التعاون لدول الخليج العربية نحو كل ما من شأنه تحقيق الأهداف المشتركة لدول المجلس والولايات المتحدة الأميركية الصديقة، من خلال تفاهمات تهدف إلى تحقيق آمال وتطلعات شعوبنا كافة».

نشهد تصاعداً في الأزمات والنزاعات وتحديات غير تقليدية تتجاوز حدود الدول

وعلى المستوى الإنساني والتنموي، جدد سمو أمير البلاد التزام الكويت الراسخ بتعزيز العمل الإغاثي والإنساني في مناطق النزاع والكوارث، داعياً إلى تنسيق المساعدات الإنمائية الخليجية - الأميركية، بما يضمن الاستجابة الفعالة والمستدامة لاحتياجات المجتمعات المنكوبة.

واقترح سموه العمل على تأسيس منتدى خليجي - أميركي للحوار الثقافي والتعليمي، بهدف دعم برامج التبادل العلمي والبحث المشترك وتمكين الشباب وتعزيز قيم التسامح والانفتاح والتفاهم الحضاري.

وعن التحديات الإقليمية، أعرب سمو الأمير عن «تطلعنا إلى أن تجسد قمتنا هذه مدخلاً لمعالجة هموم المنطقة ومشاكلها، ويأتي في مقدمتها مسيرة السلام المعطلة في الشرق الأوسط التي يستوجب معها ضرورة التوصل إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، وفقا لقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، وبما يضمن إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية».

وحث على «تعزيز جهود المجتمع الدولي لضمان أمن واستقرار سورية وصون سيادتها ووحدة أراضيها وإنهاء معاناة شعبها ووقف التدخلات الخارجية في شؤونها، معربين عن تقديرنا لإعلان فخامة الرئيس دونالد ترامب رئيس الولايات المتحدة الأميركية رفع العقوبات عن سورية».

وجدد سموه الترحيب بالجهود الدبلوماسية التي قامت بها سلطنة عمان، وأسفرت عن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين الولايات المتحدة والسلطة غير الشرعية في الجمهورية اليمنية، متمنياً أن «تسهم هذه الخطوة في ضمان حرية الملاحة وانسيابية حركة الشحن التجاري الدولي»، كما عبر عن التقدير لجهود الولايات المتحدة في حل النزاعات الدولية وإيقاف إطلاق النار بين الهند وباكستان، والعمل على إيجاد حل لإنهاء الحرب الروسية - الأوكرانية.

الأمير: نثمن جهود واشنطن في وقف النار بين الهند وباكستان والعمل على حل للحرب الروسية - الأوكرانية

وقال سموه إن «دول مجلس التعاون تؤمن بأن استقرار المنطقة مسؤولية مشتركة، وإن الشراكة مع الولايات المتحدة تمثل ركيزة في هذا المسار»، مؤكدا التطلع إلى أن تكون قمته اليوم خطوة متقدمة نحو بناء نظام إقليمي أكثر استقراراً وتوازناً وتكاملاً، يستند إلى القانون الدولي والاحترام المتبادل والمصالح المشتركة.

وفي الختام جدد سموه «الشكر والتقدير للمملكة العربية السعودية الشقيقة على كرم الضيافة، ولفخامة الرئيس دونالد ترامب على مشاركته البناءة، متمنين لمداولات قمتنا هذه النجاح والتوفيق ولشراكتنا الخليجية - الأميركية دوام القوة والاستدامة».

توّج الرئيس الأميركي دونالد ترامب زيارته التاريخية إلى السعودية بعقد قمّة مع قادة دول مجلس التعاون الخليجي، وفي مقدمتهم سمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد، بحثت ملفات بالغة الأهمية في ظل تحديات إقليمية كبيرة وأجندة حافلة بالملفات السياسية والأمنية ومساعي توسيع الشراكة الاقتصادية.

وأكد قادة دول «التعاون»، خلال القمة الخليجية - الأميركية الخامسة، الحرص على تعزيز وتحصين التعاون والشراكة الاستراتيجية مع الولايات المتحدة، مثمنين قرار ترامب رفع العقوبات عن سورية وجهود ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في مساعدة الشعب السوري، ومؤكدين أهمية قيام الدولة الفلسطينية بناء على المبادرة العربية لمستقبل يعمّه السلام والاستقرار.

وشدد بن سلمان، في كلمة افتتح بها القمة، على أهمية التعاون بين دول مجلس التعاون والولايات المتحدة في مواجهة التحديات التي تمرّ بها المنطقة، مشيرا إلى أن القمة تمثّل امتدادا للعلاقات الاستراتيجية المتجذرة بينهما.

وأكد بن سلمان متانة العلاقات التاريخية، مشيراً إلى أن الشراكة الاستراتيجية شهدت تطوراً كبيراً عبر العقود الماضية لتصبح نموذجاً للتعاون الإقليمي والدولي، وموضحاً أن انعقاد هذه القمة يجسّد حرص الجانبين على تعزيز العلاقات وتوسيع آفاق الشراكات الاستراتيجية بما يلبي تطلعات الشعوب.

ولفت ولي العهد السعودي إلى أن القمة الخليجية - الأميركية في 2017 أرست أسساً راسخة للتعاون في مجالات الأمن والدفاع ومكافحة الإرهاب، مشدداً على أهمية تعزيز القدرات العسكرية والأمنية لدول الخليج، ومواجهة التحديات الإقليمية والدولية برؤية مشتركة تحفظ الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم.

وفي الشأن الاقتصادي، أبرز بن سلمان أن الولايات المتحدة تمثل شريكاً تجارياً واستثمارياً رئيسياً لدول الخليج، إذ بلغ حجم التبادل التجاري بين الجانبين نحو 120 مليار دولار في 2024، مؤكداً التطلع إلى تعميق التعاون الاقتصادي واستثمار الفرص في مختلف المجالات لتحقيق المصالح المشتركة.

وحول القضايا الإقليمية، شدد ولي العهد السعودي على ضرورة خلق بيئة مستقرة وآمنة لتحقيق التنمية المستدامة، رغم حجم التحديات التي تمرّ بها المنطقة، مشيراً إلى أهمية التعاون مع الولايات المتحدة لإنهاء الحرب في غزة، والتوصل إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية استناداً إلى مبادرة السلام العربية والقرارات الدولية.

كما أكد استمرار جهود المملكة في دعم الحوار بين الأطراف اليمنية للوصول إلى حل سياسي شامل، ومواصلة رعاية المفاوضات بين أطراف الأزمة السودانية من خلال «منبر جدة»، وصولاً إلى وقف شامل لإطلاق النار. وأعرب عن دعم المملكة لوحدة وسلامة أراضي سورية، مشيداً بقرار ترامب رفع العقوبات عنها، واعتبره خطوة تسهم في تخفيف معاناة الشعب السوري وفتح آفاق جديدة للتنمية.

في السياق ذاته، جدد بن سلمان دعم المملكة لجهود الرئيس اللبناني جوزيف عون وحكومته في إصلاح المؤسسات وحصر السلاح بيد الدولة، مع تأكيد أهمية احترام سيادة لبنان.

وفي حين رحّب باتفاق وقف إطلاق النار بين باكستان والهند، معرباً عن أمله في أن يسهم الاتفاق في تخفيف التوتر وعودة الاستقرار، أكد ولي العهد السعودي استعداده لمواصلة مساعيه الدبلوماسية للوصول إلى حل سياسي ينهي الأزمة الروسية - الأوكرانية، مشيداً بجهود ترامب واهتمامه البالغ بوضع حد للحرب المستمرة منذ فبراير 2022.

واختتم كلمته بتأكيد أن هذه القمة تعكس التزام الطرفين بتعزيز التعاون والتنسيق تجاه القضايا الإقليمية والدولية، مع التطلع إلى أن تسهم مخرجاتها في دعم مسيرة التنمية والازدهار وتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم.

ترامب

وفي كلمته، أكد الرئيس الأميركي أن دول الخليج تتصدر قائمة الدول الأكثر استقراراً في العالم، مشيداً بدورها الفاعل في وقف التصعيد بغزة وتعزيز فرص السلام في المنطقة.

وقال ترامب: «سنعمل على مواجهة العنف والتطرف في الشرق الأوسط من خلال تعاون وثيق مع شركائنا في دول الخليج»، مشيراً إلى أنه «وجّه ضربة قوية للحوثيين لاستهدافهم السفن في البحر الأحمر».

وأضاف: «نسعى لتطبيع العلاقات مع الحكومة السورية الجديدة»، لافتا إلى أن رفع العقوبات على دمشق سيعطيها فرصة عظيمة.

واعتبر ترامب أنه يمكن للرئيس اللبناني بناء دولة بعيداً عن «حزب الله»، داعياً لبنان إلى «التحرر من قبضة الحزب» المدعوم من إيران.

وطالب، في كلمته، إيران بضرورة أن «تتوقف عن دعم الإرهاب، وتنهي الحروب الدموية التي تخوضها بالوكالة، وتوقف سعيها للحصول على أسلحة نووية».

وإذ حضّ الرئيس الأميركي كل الدول على الانضمام إليه في تطبيق عقوباته الجديدة على إيران بشكل كامل وشامل، أعرب عن أمله في التوصل إلى اتفاق بشأن برنامجها النووي. وقال لقادة دول الخليج: «أريد إبرام اتفاق مع إيران. أريد أن أفعل شيئاً، إن أمكن»، موضحاً أن هذه العقوبات الثانوية «أكثر تدميراً في بعض النواحي» من العقوبات المباشرة على إيران.

من جانبه، ثمّن العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى، في كلمته، الدور السعودي الإنساني في نزع فتيل الحروب، وأكد أن عمل دول مجلس التعاون بتنسيق وثيق مع الولايات المتحدة لتحقيق الأمن الإقليمي، مشدداً على أن علاقات الصداقة المتينة التي تربط الجانبين تزداد رسوخاً مع مرور السنين.

وقال الملك حمد إن مشاركة ترامب في القمة تؤكد عمق الشراكة الاستراتيجية وأهميتها الراسخة بين دول مجلس التعاون والولايات المتحدة، مشيداً برؤيته ونهجه الدبلوماسي الهادف إلى تعزيز السلام وحلّ النزاعات، «وهو ما يتوافق تماماً مع نهجنا وأهدافنا المشتركة، والدعوة الجماعية للسلام التي أطلقها قادة الدول العربية بقمّة البحرين، في مايو من العام الماضي».

وقال: «تمثّل هذه السياسة الحكيمة فرصة فريدة للمضي معاً نحو إحلال سلام عادل ودائم، يضمن حقوق الشعب الفلسطيني من خلال حل الدولتين، ويحفظ الأمن والاستقرار الإقليميين، ويسهم في جعل المنطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل، بما يمنع سباق التسلح».

وشكر العاهل البحريني الرئيس الأميركي على قراره رفع العقوبات الاقتصادية عن سورية، متطلعاً إلى مزيد من التعاون للوصول إلى منطقة آمنة ومستقرة ومزدهرة تشمل جميع دولها. واعتبر المباحثات الجارية بين الولايات المتحدة وإيران من شأنها أن تُسهم في تعزيز استقرار المنطقة.

وأكد حرص البحرين الدائم على تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية مع الولايات المتحدة، لزيادة الاستثمارات وحجم التبادل التجاري، انطلاقاً من الشراكة الاستراتيجية المتميزة التي تجمع بين البلدين الصديقين.

تأمين الملاحة

من ناحيته، أكد نائب رئيس الوزراء العماني، أسعد بن طارق، أهمية العلاقات «الاستراتيجية» مع الولايات المتحدة، لافتاً إلى دورها في دعم مسار السلام وعودة الملاحة البحرية الآمنة وسط التحديات، لا سيما التي يشهدها باب المندب والبحر الأحمر.

وقال بن طارق إن إقامة الدولة الفلسطينية هي حجر الزاوية لأي تسوية عادلة وشاملة في المنطقة، وأشاد بالجهود السياسية التي يبذلها ترامب، مشيراً إلى أن سياسته الدبلوماسية تسهم في تشجيع الحوار البنّاء وتخلق أجواء إيجابية على مستوى العلاقات الثنائية والإقليمية.

وأعرب بن طارق عن ترحيبه بالأجواء الإيجابية المحيطة بالحوار بين الولايات المتحدة وإيران، معتبراً ذلك فرصة ثمينة لتقليل التوترات وفتح آفاق جديدة للتفاهم الإقليمي.

شراكة متينة

بدوره، أكد الأمين العام لدول مجلس التعاون، جاسم البديوي، أن انعقاد القمة الخليجية - الأميركية في الرياض يأتي تتويجاً للشراكة الاستراتيجية المتينة بين دول مجلس التعاون والولايات المتحدة، ويعكس عمق العلاقة التاريخية.

واعتبر البديوي، في كلمته، أن اختيار ترامب المملكة ودول مجلس التعاون كأولى وجهاته الخارجية في مستهل ولايته الرئاسية الثانية يجسّد عمق هذا التحالف ويعكس رسوخ العلاقة التي تعد نموذجا يحتذى في العلاقات الدولية.

وأوضح أن الشراكة الخليجية - الأميركية تنطلق من أرضية صلبة تدعمها الأرقام والوقائع، وتشمل مجالات التجارة والاستثمار والتعليم والطاقة والدفاع، وتشرف عليها 10 مجموعات عمل تربط الجانبين، مشيراً إلى أن حجم التبادل التجاري تجاوز 120 مليار دولار عام 2024، مع تنامٍ في الاستثمارات الخليجية داخل الولايات المتحدة، وتزايد حضور رؤوس الأموال الأميركية في قطاعات التقنية والطاقة والبنية التحتية بدول المجلس.

وأشار إلى أن دول الخليج تواصل ريادتها في الطاقة التقليدية، وتمضي قُدماً في شراكاتها مع الولايات المتحدة في مجالات الطاقة النظيفة والابتكار البيئي، مؤكداً أن هذه العلاقات تتعزز بوجود عشرات الآلاف من الطلبة الخليجيين في الجامعات الأميركية وفروع أكاديمية أميركية في المنطقة، إضافة إلى علاقات دفاعية متجذرة تتجسد في صفقات نوعية وقواعد مشتركة.

وفيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، أكد أن مأساة غزة تتطلب الإسراع في إنجاح المفاوضات الجارية لإيقاف القتال والإفراج عن الرهائن واستئناف إيصال المساعدات، مشدداً على أن الحل المستدام يتمثل في تسوية عادلة تفضي إلى قيام دولة فلسطينية مستقلة وفق قرارات الأمم المتحدة ومبادرة السلام العربية.

وجدد موقف دول مجلس التعاون الثابت في نصرة الشعب الفلسطيني ودعمه على الصعد كافة، مشيراً إلى أن ذلك يفتح الطريق أمام سلام شامل وأمن واستقرار لشعوب المنطقة.

وفي الشأن السوري، أعرب الأمين العام لمجلس التعاون عن شكره لترامب على قراره رفع العقوبات، مؤكداً أن هذا القرار المهم في توقيته ومضمونه يأتي بدعم من ولي العهد السعودي، ويسهم في تحقيق تطلعات الشعب السوري نحو مستقبل مزدهر وآمن.

وفي ختام كلمته، شدد على أن دول مجلس التعاون تقف على أعتاب مرحلة جديدة من شراكة متجددة ترتكز على إرث تاريخي مشترك وثقة متبادلة ومصالح مشتركة، مؤكداً أن هذه الشراكة لم تعد خياراً، بل ضرورة استراتيجية لضمان الأمن والاستقرار والازدهار في العالم.

غزة وسورية

وبعد نهاية القمة، أعلن وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، الاتفاق مع الولايات المتحدة على ضرورة «وقف الحرب في غزة».

وقال بن فرحان: «نأمل أن يكون إطلاق الرهينة الأميركي عيدان ألكسندر قاعدة لاتفاق لوقف إطلاق النار في غزة»، مشدداً على أن السعودية أكدت ضرورة إدخال المساعدات الإنسانية دون قيد أو شرط. وتابع: «لا بُد من الوصول إلى وقف إطلاق نار بغزة في أقرب فرصة»، مشيراً إلى أن إدارة ترامب أظهرت رغبتها في اتخاذ قرارات شجاعة.

الأمير يبرق لخادم الحرمين وولي عهده

بعث سمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد ببرقية لأخيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ملك السعودية تقدم فيها بأعمق آيات الشكر وأصدق معاني الامتنان على الحفاوة الأصيلة وكرم الضيافة وحسن الوفادة التي عكست عمق الوشائج الأخوية والأواصر الحميمة. وأكد سموه أن استضافة المملكة للقمة الأميركية - الخليجية «ترسخ الدور المحوري البارز للمملكة على المستويين الإقليمي والدولي، وتجسد حرصها على تعزيز التوافق الخليجي - الأميركي في ظل التطورات العالمية التي تملي علينا جميعاً مضاعفة الجهود وتوحيد الرؤى لكل ما من شأنه تعزيز الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة».

كما بعث سموه ببرقية إلى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء في السعودية أشاد فيها «بما بذلتموه وحكومتكم الموقرة من جهود مشهودة في حسن التنظيم والإعداد المتميز لاستضافة هذه القمة».

وأعرب سموه عن أمله أن «تساهم التوصيات والمحادثات الإيجابية الصادرة عن القمة في دفع مسيرة التعاون وتوطيد أواصر الشراكة الاستراتيجية والارتقاء بها إلى أفاق أرحب بما يحقق مصالح بلداننا ويلبي تطلعات شعوبنا».


الشرع مصافحاً ترامب (أ ف ب) الشرع مصافحاً ترامب (أ ف ب)

ترامب بعد لقاء تاريخي مع الشرع: قوي ولديه فرص كثيرة

• اليحيا: رفع العقوبات عن دمشق تتويج لمساعي الرياض

• بن فرحان: سنكون سباقين بدعم الاقتصاد السوري

في دفعة قوية لسلطات دمشق الجديدة التي تكافح لتحسين الأوضاع المعيشية، واستعادة الاستقرار في بلد مزقته الحرب الأهلية والتدخلات الخارجية، التقى الرئيس الأميركي بالرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع في الرياض، بحضور ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، ومشاركة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عبر الإنترنت، حيث وصف الأول اللقاء بأنه كان عظيماً، وقال إن واشنطن تبحث إمكانية تطبيع العلاقات مع دمشق.

ونقلت «واشنطن بوست» عن ترامب قوله عقب اللقاء، أمس، إنه يعتقد أن الرئيس السوري رجل قوي ولديه الكثير من الفرص.

وغداة إعلانه المفاجئ عن رفع جميع العقوبات المفروضة على سورية رغم الشكوك الإسرائيلية الكبيرة تجاه حكومة دمشق، أفاد متحدث باسم البيت الأبيض بأن ترامب حث الشرع على تطبيع العلاقات مع الدولة العبرية، وطرد من وصفهم بأنهم «الإرهابيون الفلسطينيون».

وفي أول اجتماع من نوعه منذ 25 عاماً، طالب ترامب الرئيس السوري الانتقالي بمساعدة أميركا في منع عودة «داعش»، داعياً إياه إلى تولي مسؤولية مراكز احتجاز عناصر التنظيم، الخاضعة حالياً لإدارة القوات الكردية في شمال شرق سورية، التي تضم الآلاف من مقاتلي وأسر التنظيم الجهادي. وأشار «البيت الأبيض» إلى أن «الشرع أبلغ ترامب بأنه يدعو الشركات الأميركية للاستثمار في قطاع النفط والغاز بسورية».

الشرع والشيباني

في المقابل، قال الشرع، في بيان، إن قرار ترامب رفع العقوبات سيسهم بتحقيق الأمن والاستقرار، مضيفاً أن الخطوة ستفتح صفحة جديدة لإعادة البناء.

وأصدرت الخارجية السورية بياناً وصفت فيه اللقاء بـ«التاريخي»، موضحة أنه تناول سبل الشراكة السورية الأميركية في مجال مكافحة الإرهاب والقضاء على تأثير المجموعات غير السورية.

إشادة خليجية

في غضون ذلك، توالت ردود الفعل المرحبة برفع العقوبات الأميركية، التي فرضت على النظام السوري السابق منذ بدء الانتفاضة الشعبية في عام 2011، ووصف وزير الخارجية عبدالله اليحيا، خطوة ترامب بأنها تتويج لمساع دبلوماسية واعية ومخلصة تقودها الرياض، بهدف تعزيز الأمن والاستقرار الإقليمي.

وأعرب اليحيا عن تقدير الكويت للدور الريادي الذي اضطلعت به السعودية في دعم الجهود التي أفضت إلى رفع تلك العقوبات عن دمشق.

وثمّن عالياً زيارة الرئيس الأميركي إلى المملكة، مشيراً إلى أنها جاءت في توقيت بالغ الأهمية، وأسفرت عن نتائج إيجابية ملموسة على صعيد إعادة بناء الثقة وتعزيز الحوار السياسي لمعالجة قضايا المنطقة وفي مقدمتها الملف السوري.

كما رحّب وزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان آل سعود، برفع العقوبات، مؤكدا أن «المملكة ستكون سبّاقة في دعم الاقتصاد السوري، ولن تترك سورية وحيدة».

ورأى بن فرحان أن «الشعب السوري يستحق فرصة لمستقبل أفضل، ونأمل رفع العقوبات الأوروبية عن سورية».

إبلاغ بلا تهميش

من جانب آخر، أشار الرئيس الأميركي إلى أن واشنطن أبلغت إسرائيل حليفتها الوثيقة التي تعارض السلطة الحالية بدمشق بعزمها رفع العقوبات المفروضة على سورية، معربا عن اعتقاده بأنّ زيارته إلى الشرق الأوسط مفيدة جداً لإسرائيل ولم تهمشها رغم عدم توقفه بها خلال جولته التي تشمل الرياض والدوحة وأبوظبي.

وفي وقت تبرز تقارير عدة الخلافات بين إدارة البيت الأبيض وحكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، التي تتمسك بمواصلة الحرب في غزة وعلى عدة جبهات إقليمية، عن نقل موقع «أكسيوس» عن ترامب لدى وصوله إلى الدوحة محطته الثانية بجولته الخليجية قوله: «لولانا لما كان الأسير الإسرائيلي الأميركي المفرج عنه عيدان ألكسندر حياً، ولما كان أي من الأسرى على قيد الحياة».

وفي أنقرة، عبّر الرئيس التركي عن شكره لنظيره الأميركي على إعلانه رفع جميع العقوبات المفروضة على الحكومة السورية، معرباً عن ثقته بدعم «الصديق ترامب» جهود تركيا لإنهاء المأساة الإنسانية في غزة.


تميم مستقبلاً ترامب بالدوحة أمس تميم مستقبلاً ترامب بالدوحة أمس

ترامب في قطر: تعهدات وصفقات بـ 1.2 تريليون دولار

الدوحة ترحب بحفاوة بثاني رئيس أميركي يزورها بعد بوش في 2003

بعد زيارة حافلة للسعودية، شهدت توقيع وثيقة الشراكة الاقتصادية الاستراتيجية، وعقد صفقات اقتصادية بمليارات الدولارات، وإبرام أكبر معاهدة عسكرية في التاريخ، واختتمت بقمة غير عادية مع قادة الخليج، استقبل الرئيس الأميركي دونالد ترامب بحفاوة كبيرة من قبل أمير قطر الشيخ تميم بن حمد فور وصوله إلى الدوحة محطته الثانية من زيارته الخارجية الرسمية الأولى التي تشمل أيضاً الإمارات.

واستقبل ترامب في الدوحة بالأهازيج التقليدية خلال توجهه إلى الديوان الأميري، حيث عقد مباحثات مع الأمير تميم، تناولت خصوصاً جهود التوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة، وإطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين.

وقبل عقدهما مشاورات مغلقة بعد مراسم الاستقبال الرسمية، قال أمير دولة قطر، للرئيس الأميركي، «جميعنا يريد إحلال السلام في المنطقة، ونأمل أن يتحقق ذلك هذه المرة، وأعلم أنك رجل سلام وتريد إحلال السلام في المنطقة»، مشيراً إلى أنه بإمكان الدوحة وواشنطن مواصلة العمل معاً لإحلال السلام في المنطقة أو في مناطق أخرى، كالسلام بين روسيا وأوكرانيا.

وأعرب أمير قطر عن حماسته للمباحثات القطرية الأميركية، التي ستشمل إحلال السلام في المنطقة وقضايا الاستثمار والطاقة، مؤكداً أن بلاده ستشارك تجربتها في تنظيم كأس العالم 2022 مع الطواقم المنظمة لكأس العالم 2026 في أميركا.

من جانبه، قال ترامب لتميم: «أحببنا بعضنا البعض، وعملنا معاً على أعلى المستويات لإحلال السلام في هذه المنطقة وعبر العالم»، مضيفاً: «أنتم تساعدوننا بإحلال السلام في مناطق عدة، مثل روسيا وأوكرانيا، وسنرى تطوراً في هذا الملف»، وفق وصفه.

في السياق، أعلن البيت الأبيض أن ترامب‬⁩ وقع اتفاقيات وتعهدات استثمارية مع ⁧‫قطر‬⁩ بقيمة لا تقل عن 1.2 تريليون دولار، بما في ذلك صفقات بقيمة تتجاوز 243.5 مليار دولار لبيع طائرات ⁧‫بوينغ‬⁩ ومحركات لشركة الخطوط الجوية القطرية.

وذكرت وكالة الأنباء القطرية (قنا) أن زيارة ترامب تعد ثاني زيارة يقوم بها رئيس أميركي لدولة قطر، بعد الرئيس الأسبق جورج دبليو بوش عام 2003، مضيفة أن الزيارة تعكس الأهمية الكبيرة، والمكانة البارزة التي تحظى بها دولة قطر كشريك استراتيجي للولايات المتحدة، ووسيط موثوق في الدبلوماسية الإقليمية، لاسيما في ظل التحديات والظروف بالغة الدقة التي تمر بها المنطقة والعالم.

وفي طريقه من السعودية إلى قطر، التي سيقضي فيها يوماً كاملاً قبل أن يتوجه اليوم إلى الإمارات، آخر محطة في جولته الخليجية، أشار ترامب إلى احتمال أن يزور تركيا في حال توجه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إليها لإجراء محادثات مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.

وقال الرئيس الأميركي، لصحافيين في الطائرة الرئاسية، «لا أعلم إن كان (بوتين) سيحضر إن لم أكن هناك، لكنني أعلم أنه يرغب في وجودي هناك، وهذا احتمال وارد. إذا كان بإمكاننا إنهاء الحرب، فسأفكر في ذلك»، مضيفاً أنه من المقرر بالفعل أن يزور الإمارات اليوم الخميس في المحطة الثالثة الأخيرة من جولته الخليجية. ولكن عندما سُئل عن زيارة تركيا، أشار إلى أن «هذا لا يعني أنني لن أفعل ذلك لإنقاذ أرواح كثيرة».

ومن المقرر أن يتوجه وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو إلى إسطنبول الجمعة. وقال ترامب إن «ماركو سيذهب، وقد كان فعالاً جداً».

وحض الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بوتين على الحضور إلى تركيا هذا الأسبوع لعقد اجتماع مباشر، محذراً من أن عدم الحضور سيشير إلى عدم رغبة موسكو في السعي إلى السلام.

ودعا بوتين نفسه إلى المفاوضات، لكن روسيا رفضت تأكيد مشاركته. وتعهد ترامب بإنهاء الحرب في أوكرانيا فور توليه منصبه، وضغط بشدة على زيلينسكي، لكنه أعرب مؤخراً عن إحباطه بعد رفض روسيا عرضاً بوقف إطلاق نار مبدئي لمدة 30 يوماً.

وبعد المشاورات المغلقة، التي دامت أكثر من ساعتين، شهد أمير قطر والرئيس الأميركي التوقيع على عدد من الاتفاقيات الثنائية، أبرزها توقيع أكبر صفقة طيران.

وقال ترامب: «توصلنا لاتفاقات بأكثر من 200 مليار دولار، وشركة بوينغ حصلت على أكبر طلب في تاريخها بطلب قطر 160 طائرة منها».

وأعرب ترامب عن أمله في نجاح مساعيه الدبلوماسية للتوصل إلى اتفاق نووي مع إيران. وقال خلال مؤتمر صحافي مشترك مع أمير قطر: «لديّ شعور بأن الأمر سينجح».

back to top