إعادة الريادة للغة العربية عالمياً
يقع على عاتق كل عربي وكل مسلم «فرض عين»، أن يولي اللغة العربية اهتماماً بالغاً تعلُّماً وتعليماً ونشراً وصوناً وحماية، وقبل ذلك وبعده الحرص على أن تكون لغة العلم والتعامل والتخاطب عالمياً، كما كانت وكما سادت سابقاً، وما زالت تكمن فيها إمكانية ذلك وتسيّدها عالمياً.
واللغة العربية لها أربع مراتب عالية يجب أن ندركها ونحرص على صونها وتعزيزها:
1- فهي لغة القرآن، الذي يعني بالضرورة أن «فرض العين» لحفظه وحمايته والذود عنه هو صنو الحفاظ على اللغة العربية ونشرها، فحُسن قراءة القرآن يستلزم أن يكون الشخص متمكناً من اللغة العربية، وفهم القرآن يستوجب الإحاطة بها، وتدبره يتلازم مع معرفتها، ولن يتمكن أي شخص من فهم الدين الإسلامي والتبصر به إنْ لم يكن متمكّناً من اللغة العربية.
2- واللغة العربية هي جوهر الهوية الفكرية والثقافية والحياتية للإنسان العربي والمسلم، فهي وسيلته لفهم القرآن فهماً صحيحاً، وهي منبع ارتباطه مع حضارته العميقة والعريقة، وهي همزة تواصله مع ما يزيد على 350 مليون عربي وأكثر من 1.5 مليار مسلم، وربطه وارتباطه معهم وبتاريخهم العريق، وتراثه العلمي والأدبي والشعري والفكري والثقافي بكل تنوعاته وإبداعاته وتجديداته.
3- اللغة العربية هي وعاء الثقافة والعلم وصقل الشخصية وحسن تكوينها وتعبيرها، بها تبرز مكنونات النفس وتجلياتها التعبيرية، ومن خلالها تتراكم المعرفة وتتفتق الإبداعات الفكرية وينابيعها البيانية ورسومها التركيبية وبحورها البلاغية. ومَن فَقَدَ ذلك فَقدْ انتقص من شخصيته ركن الثقافة والعلم المتين والرصين، فيغدو ضعيف التعبير مهزوز الثقة بالبيان خاوي الوفاض الفكري منقطع الصلة بتاريخه وحضارته وعلومها وثقافتها النفيسة، التي كانت وما زالت مصدر تعلّم الآخرين وحضاراتهم ومنهل استمرار تفوقهم وتطوراتهم.
4- اللغة هي مكنون التطور العلمي والحضاري، والتي بها نتفوق، ومن خلالها نجني فضل السبق والتقدم على الأمم، وأي أمة انقطعت عن لغتها تاهت هويتها واضمحلت ثقافتها وصارت في ذيل التقدم العلمي والحضاري، وهو ما نعانيه اليوم بكل أسف.
وتسليماً بكل ذلك واستصحاباً له، فلا خيار لنا كأمة وشعوب وأفراد، إلا أن نولي اللغة العربية ما تستحقه من عناية ورعاية واهتمام، فنحرص على تنشئة أبنائنا وصغارنا عليها والنهل منها بشكل مستدام، وأن نغرس فيهم وفي أجيالنا المتعاقبة حبها والتغني بها وبمفرداتها والتفاخر بجمال تعابيرها ورشاقة ألفاظها وعمق معانيها، وأن تكون هي لغة التعليم والتعلم والثقافة والتعامل والتداول والحوار والتطوير والتمكين والحضارة والتفاخر، وألا تخلو مرحلة تعليمية ولا حياتية من الاعتماد عليها والركون إليها أساساً للتعليم ومنبعاً للعلم وللعلوم وإبداعاته، وأن تكون على رأس أولوياتنا التنموية وفي مقدمة خططنا الاستراتيجية الحياتية التمدنية والاستدامة الحضارية، وأن يكون ذلك من بدهيات ومسلّمات تكويننا الثقافي والتعليمي والحضاري، فلا نجادل ولا نكابر ولا نخجل أو نوجل أو ننسلخ عن لغتنا التي هي هويتنا وكياننا وحاضرنا ومستقبلنا.
ويجب أن نقيم لها الاحتفالات، ونطلق لها المسابقات، ونكثر من خلالها المبادرات، ونقيم لها المناسبات، ونسخّر لها كل الإمكانات، ونحشد لها كل الطاقات والأبحاث والدراسات، وكل القيم التعليمية والعلمية والثقافية والتقنية حتى تتفتق من مكنوناتها كل الإبداعات، وتستعيد اللغة تسيّدها وريادتها عالمياً.
***
لا استقرار لصهاينة الاستعمار مع مقاومة الأحرار
منذ 1948 انطلقت المقاومة الفلسطينية في مواجهة الكيان الصهيوني المغتصب لفلسطين، وعلى مدى 77 عاماً تواصلت واستمرت المقاومة بين مد وجزر، تقوى وتزيد مرة وتقل وتتراجع أحياناً.
وقد رُسِمت خطط ودُفعت أموال ودُبرت مؤمرات وحيكت حيل لوأد المقاومة وإطفاء جذوتها ونزع ترسّخها، لكن كل ذلك فشل ويفشل وسيفشل لوجود الإيمان واليقين بأنه لن يكون لصهاينة الاستعمار استقرار في فلسطين، وستستمر جذوة مقاومة الأحرار تتوقد وتتجدد.
حقائق التاريخ ووقائعه تقول "لا بقاء للاستعمار".