بالقلم الأحمر: «سنوبي» والبيطري خمس نجوم!

نشر في 14-05-2025
آخر تحديث 13-05-2025 | 18:39
 الجازي طارق السنافي

أجريت اتصالاً بإحدى العيادات البيطرية لطلب موعد معتاد ودوري لكلبي «سنوبي».

ذهبنا معاً إلى المستشفى البيطري لإجراء فحص روتيني، ولم أكن أتوقع أن أعود وأنا أُعيد التفكير في شكل الرعاية الصحية... ولكن ليس للحيوانات، بل لنا نحن البشر.

منذ لحظة الدخول، كان الاستقبال في غاية التهذيب، موظفة الاستقبال تنادي كل جرو وقطة وكلب وطير وسلحفاة، باسمه، وبصوت جميل وخافت. يأتي الطبيب بنفسه، ويستقبل الكلب، وينحني لمستوى «سنوبي»، ليطمئنه و«يطبطب» عليه، وممرِّض آخر يقدِّم لي قائمة بالخدمات، وموعدنا كان منظماً على الدقيقة.

في غرفة فحص نظيفة، هادئة، وتفوح منها رائحة تعقيم لطيفة، طبيب بيطري يبتسم، يتحدَّث بلغة مهذبة، ويشرح كل خطوة قبل القيام بها. لا استعجال، لا توتر، ولا تلك «النظرة المستعجلة»، ولا «تدرعم» المرضى على العيادة، وتلك «الحركات» المُعتادة، التي نعرفها جميعاً في العيادات العامة.

«سنوبي» خرج من الموعد بابتسامة (حرفياً!)، مع شهادة تطعيم، وكيس فيه هدية صغيرة وبعض «المكافآت». أما أنا، فقبل أسبوع، دخلت أحد المستشفيات العامة لعمل تحليل دم بسيط. لم يسألني أحد عن شيء، ولم أجد كرسياً مريحاً مثل كراسي العيادات البيطرية. دخلت على ممرضة المختبر، التي بالكاد تنظر إليَّ، وانتهى الموضوع بـ «نجرة» مع ممرضة يبدو أنها «حاطّة حرّتها» بالمراجعين.

لست أقلل من عمل الأطباء والطاقم الطبي والتمريضي البشري، فهم تحت ضغط هائل ولا شك، لكني وجدت نفسي أتساءل:

لماذا لا نُعامل كبشر بنفس المستوى من العناية والاحترام الذي يُمنح لحيواناتنا الأليفة وفي العيادات البيطرية؟

لا أتحدَّث عن رفاهية، ولا عن تفاصيل شكلية. أتحدَّث عن التنظيم، عن التقدير، عن التعامل الإنساني، عن حق المريض أن يُعامل كإنسان له اسم ووجه وكيان، لا رقم على ورقة انتظار.

ربما آن الأوان أن نُعيد النظر في مفهوم «الرعاية»، ليس كخدمة طبية فقط، بل كمنظومة تبدأ من أول «أهلاً وسهلاً»، وتنتهي بابتسامة حقيقية وطمأنينة للمريض.

«سنوبي» لا يعرف شيئاً عن الأنظمة الصحية، لكنه خرج من المستشفى وهو يشعر بالأمان.

أما نحن، فنخرج أحياناً ونحن نحمل قصص «أكشن» سينمائية في عيادات من المفترض أنها تعالج المرضى.

بالقلم الأحمر: هنيئاً لـ «سنوبي» هذه الخدمة الصحية 5 نجوم!

back to top