أبعدوا المرجعية الشيعية... عن نفوذ إيران

نشر في 14-05-2025
آخر تحديث 13-05-2025 | 18:35
 خليل علي حيدر

هل من الأفضل للشيعة الاثنى عشرية، خصوصاً في العراق والمنطقة الخليجية ولبنان، الاستعداد والتخطيط من الآن لمنع «الولي الفقيه» والسلطات الإيرانية من السيطرة على «المرجعية الشيعية العليا» في مدينة النجف بالعراق، لأي سبب من المرجع الحالي السيد علي السيستاني؟ وقد لا يكون ذلك بالوفاة بل لأي سبب كمجرد العجز الجسماني أو الذهني أو الغيبوبة أو لأي سبب آخر.

ومن المعروف أن الجمهورية الإسلامية قد بذلت الكثير من الجهود والمحاولات لنقل المرجعية الشيعية إلى داخل إيران، وخاصة إلى مدينة قم، أو ربما مشهد أو أصفهان، وسحب النفوذ الديني والمذهبي من العراق ومدينة النجف، إذ قد يتولى المرجع منصب «ولاية الفقيه» كذلك، ويتحكم افتراضاً في التوجهات المذهبية لمعظم أتباع التشيع الاثنى عشري الذين هم أغلبية الشيعة في العالم الإسلامي وخاصة الشرق الأوسط.

ومن الواضح أن إيران في تحركاتها السياسية خلال العقود السابقة، والأرجح في السنوات القادمة، لم ولن تأخذ في الاعتبار المصالح المذهبية للشيعة عموماً في الابتعاد عن الحروب والسياسات المتشددة، وإثارة الدول الكبرى ودعم الميليشيات المسلحة والأحزاب الانفصالية وغير ذلك، والتي كانت ولاتزال على رأس التحركات الإيرانية التي لا مصلحة للشيعة بها في سورية واليمن ودول أخرى.

لابد للشيعة أن ينظروا بفهم ووعي إلى مصالحهم الواقعية، وإلى مصالح أوطانهم بعيداً عن السياسات المؤسفة التي تتبناها إيران، والتي جلبت الكثير من الضرر والخسائر في المكانة والسمعة للشعب الإيراني قبل غيره، حيث ترفض بعض الدول، وخاصة الولايات المتحدة، منح الإيرانيين والمؤيدين لها تأشيرات السفر أو الهجرة أو متابعة مصالح أخرى.

ولابد من أن نأخذ في الاعتبار أن الدستور الإيراني كذلك يبرر للحكومة الإيرانية التدخل في أمور وسياسات الدول الإسلامية، بحجة الدفاع عن «مصالح المسلمين»، وخاصة المادة 152 التي تبين أن السياسة الخارجية لجمهورية إيران الإسلامية ملتزمة بالدفاع عن «حقوق جميع المسلمين»، ونحن نرى ما حدث ويحدث في لبنان وسورية واليمن... وبالطبع العراق!

ونحن نعرف بالتجربة والدليل ما طبيعة «الحقوق» التي تتحمس إيران للدفاع عنها، وما الدول والأنظمة والجماعات التي تنحاز للدفاع عنها، والدول التي تبادر إلى معاداتها، ونوعية الأحزاب والجماعات والسياسات التي تشجعها أو تتجاهلها، ومن هم الشيعة الذين تدير لهم إيران ظهرها إن غابت ما تعتبرها «مصالح حيوية».

لقد تسببت إيران في آلام وخسائر لا حصر لها لشيعة لبنان وسورية واليمن وغيرها، فدقت إسفيناً بين الشيعة وعامة المواطنين فيها.

وقد آن الأوان لأن يقول لها الشيعة جميعاً: كفى! بعد أن جرى ما جرى لحزب الله في لبنان والحوثيين في اليمن، وضياع مليارات لا تحصى من الدولارات، وثروات الشعب الإيراني في كل مكان، ودون استشارة الشعب الإيراني.

آن الأوان كذلك لأن تلتفت الحكومة الإيرانية للشعب الإيراني، وتعطيه حرية الكلام والحركة، وأن تفتح فيها أبواب السجون!

إن إيران دولة غنية عريقة قوية تزخر بالعقول والإمكانات، ولا مبرر لأن «تتبهدل» البلاد وسكانها خمسين سنة على يد هذا النظام الذي بدد المليارات، وقضى على فرص ارتقاء إيران، ولم يترك في سورية ولبنان واليمن والعراق سوى التفرقة والعداء والحسرة.

أعيدوا إيران الحديثة المسالمة المتقدمة إلى المنطقة بعد رحلة طويلة مع الشقاء وويلات 1979.

لابد للمرجعية الشيعية أن تبقى في النجف والعراق، ولابد من إبعادها عن «ولاية الفقيه» والتسييس ومغامرات السياسة الإيرانية.

back to top