العثمان: «الوطني» أعاد تشكيل مفهوم الخدمات المصرفية

شارك الرئيس التنفيذي للخدمات المصرفية الشخصية والرقمية في مجموعة بنك الكويت الوطني، محمد العثمان، في قمة دبي للتكنولوجيا المالية 2025، والتي عقدت في دبي، تحت شعار «التكنولوجيا المالية للجميع»، وسط حضور نخبة من رواد القطاع المالي والمستثمرين والمبتكرين حول العالم، لاستكشاف أحدث الاتجاهات والتحديات والفرص التي تُشكّل مستقبل التكنولوجيا المالية.

وعقدت الدورة الثالثة من قمة دبي للتكنولوجيا المالية 2025، الحدث الأبرز في قطاع التكنولوجيا المالية، على مدار يومي 12 و13 مايو الجاري، بتنظيم من مركز دبي المالي العالمي (DIFC)، وتناولت مواضيع حيوية مثل الخدمات المصرفية الرقمية، ودور الذكاء الاصطناعي في القطاع المالي، والخدمات المصرفية المفتوحة، والتمويل المستدام، والتطورات التنظيمية.

استراتيجيتنا الرقمية محورها تحسين مستوى الكفاءة وضمان تخطي توقعات عملائنا

واستقطبت هذه القمة نخبة من المؤسسات المالية وشركات التكنولوجيا المالية الناشئة والمستثمرين والهيئات التنظيمية وصناع القرار الرئيسيين ومقدمي التكنولوجيا، الذين يتطلعون إلى استكشاف الابتكارات المتطورة، وبناء شراكات استراتيجية ودفع عجلة مستقبل التكنولوجيا المالية والتمويل.

وتحدث العثمان في حلقة نقاشية تناولت تحولات القطاع المصرفي وموجة الابتكار المقبلة، مؤكداً ريادة البنك في مسيرة التحول الرقمي التي تضمنت إطلاق العديد من الخدمات المبتكرة التي أعادت تشكيل مستقبل الخدمات المصرفية في الكويت والمنطقة.

وأشار إلى أسبقية البنك في تبني أحدث وسائل التكنولوجيا لابتكار خدمات رقمية استثنائية تلبي تطلعات عملائه، بل وتفوق توقعاتهم، حتى أصبح اسم «الوطني» يرتبط بكل ما هو جديد في مجال المنتجات والخدمات المصرفية الرقمية.

رؤية المستقبل

وعن رؤيته للمستقبل ودور تقنيات الذكاء الاصطناعي في تطوير الخدمات المصرفية قال العثمان: «لدينا دائما رؤية استباقية تضمن استمرار الابتكار والتكيف مع التحولات المتسارعة في المشهد الرقمي، وفي إطار استشرافنا للمستقبل نسعى للتركيز على الارتقاء بالتجربة المصرفية لعملائنا من خلال توظيف أحدث التقنيات والاستراتيجيات المعتمدة على تحليل البيانات والذكاء الاصطناعي لتعزيز القيمة المضافة لهم»، مضيفا أن «الوطني يستكشف دائما حالات استخدام الذكاء الاصطناعي المختلفة، ونقوم بتقييمها عبر ثلاثة أبعاد مختلفة: خلق القيمة، وتجربة العملاء، والجدوى الفنية».

وأكد أن البنك سيواصل المضي قدما وبخطى ثابتة في إعادة تعريف مفهوم الخدمات المصرفية، مستفيدا من البنية التحتية التكنولوجية الهائلة التي يمتلكها وأحدث التقنيات الرقمية لتقديم حلول أكثر تطورا وابتكارا تعزز تجربة العملاء وتواكب تطلعاتهم المتزايدة، ما يرسخ مكانة البنك الرائدة في مجال الخدمات المصرفية الرقمية، ويضع معايير جديدة لمستقبل القطاع المالي.

واستعرض العثمان كيف يتعامل بنك الكويت الوطني بمرونة استراتيجية مع التطورات المتلاحقة في قطاع التكنولوجيا المالية، مؤكداً أن البنك لا يرى في هذه التطورات مجرد تحديات، إنما فرص واعدة لتعزيز قدراته التنافسية وتقديم قيمة مضافة لعملائه.

وأوضح أن النهج الاستراتيجي للوطني يرتكز على فهم عميق لاحتياجات السوق المتغيرة والاستثمار المدروس في التقنيات الناشئة التي تساهم في تحقيق أهداف طويلة الأمد، مع الحفاظ على أعلى معايير الأمان والثقة، بالإضافة إلى العمل على الحفاظ على أعلى معدلات رضا العملاء عن الخدمات والمنتجات التي يقدمها البنك.

ديناميكية البنوك

وتطرق العثمان إلى الديناميكية بين البنوك وشركات التكنولوجيا المالية الناشئة في الكويت قائلا: «العلاقة بين البنوك وشركات التكنولوجيا المالية هي علاقة تكاملية أكثر منها تنافسية.

وسلط الضوء على النجاح الباهر الذي حققه بنك «وياي» أول بنك رقمي بالكامل في الكويت، قائلا: «بنك وياي منذ انطلاقته عام 2021 نجح في وضع معايير جديدة في عالم الصناعة المصرفية، وتبوأ مكانة رائدة في مجال الخدمات المصرفية الرقمية، بفضل المنتجات والخدمات المبتكرة التي وفرها لعملائه والتجربة المصرفية السلسة المتاحة على مدار الساعة، التي تلبي احتياجات مختلف الفئات العمرية من الشباب.

وأشار إلى أن «بنك وياي يعد اليوم مثالاً حياً على نجاح رؤيتنا وتوجهنا الاستراتيجي، فمنذ انطلاقه حقق البنك أداءً استثنائياً، وتفوق بكثير على خططنا من حيث استقطاب العملاء ونمو الميزانية العمومية، وشكل نقلة نوعية في القطاع المصرفي، حيث يوظّف أحدث التقنيات، ويقدّم للعملاء تجربة سلسة وسهلة الاستخدام، وقد ساهم بشكل كبير في توسيع قاعدة عملاء بنك الكويت الوطني»، مؤكدا أن هناك ثقافة مؤسسية متجذرة في البنك منذ 7 عقود لا تقبل إلا بالقمة.

العثمان: لدينا نهج استباقي في تبني أحدث اتجاهات التكنولوجيا المالية لتلبية احتياجات عملائنا

وأشاد العثمان بالدور الحيوي للمبادرات التنظيمية التي يقودها بنك الكويت المركزي في سبيل تسهيل مهمة البنوك نحو تبنى وتنفيذ المبادرات الرقمية، وأضاف: «شريحة الشباب تتطلع دائما للحصول على خدمات مصرفية رقمية سهلة وسريعة، لذلك نعمل باستمرار على مواكبة أحدث وسائل التكنولوجيا لابتكار منتجات وخدمات تلبي رغبات الاحتياجات المتطورة للجيل الرقمي الصاعد، وأطلقنا مؤخرا بطاقة جيل، المنتج الأكثر ابتكاراً والمصمم خصيصا لتمكين الفئة العمرية بين 8 و14 عاما، حيث تجسد البطاقة البساطة وسلاسة الاستخدام في جميع خدماتها وميزاتها الرقمية، وتساهم في بناء حس المسؤولية ومفاهيم الثقافة المالية من خلال التمتع ببطاقة بنكية يتم إصدارها باسمهم واستخدام التطبيق البنكي الخاص بهم».

واختتم حديثه بالتطلع إلى المستقبل، متوقعاً أن التطورات التنظيمية المستقبلية، خاصة فيما يتعلق بالبيانات التحليلية، والذكاء الاصطناعي، وأمن المعلومات، ستلعب دوراً حاسماً في تشكيل الموجة القادمة من الابتكار المصرفي، مؤكدا أن البنك على أتم الاستعداد للمساهمة بفعالية في هذه المرحلة الجديدة من التطور، مع التزامه الراسخ بتقديم خدمات مصرفية آمنة ومبتكرة تلبي طموحات العملاء وتدعم النمو الاقتصادي في الكويت والمنطقة.

وفاز العثمان مؤخرا بجائزة أفضل مصرفي على صعيد الخدمات المصرفية الشخصية في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا، وذلك للعام الرابع على التوالي من مجلة (MEED) العالمية، ضمن جوائز التميز المصرفي لعام 2025.