ترامب وبن سلمان... شراكة بتريليون دولار

• الأمير يتوجه اليوم إلى الرياض للمشاركة في القمة الأميركية - الخليجية
• وقَّعا لدى زيارة الرئيس الأميركي للرياض صفقات تفوق 300 مليار بينها أكبر صفقة دفاعية بالتاريخ
• دونالد: دول الخليج أظهرت أن المنطقة آمنة وتعمل لتوفير الإبداع والتناغم والتقدم
• «كابوس غزة يجب أن ينتهي وعرضُنا لإيران لن يدوم وبدأنا التطبيع مع سورية وسنرفع عقوباتها»

نشر في 14-05-2025
آخر تحديث 13-05-2025 | 21:29

في مستهل جولته الرسمية الخارجية الأولى منذ عودته إلى البيت الأبيض، حظي الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أمس، باستقبال حافل من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في السعودية، ووقّع الطرفان وثيقة شراكة اقتصادية استراتيجية واتفاقيات وصفقات تجارية واقتصادية ومذكرات تفاهم بمليارات الدولارات، من بينها «الصفقة الدفاعية الأكبر في التاريخ»، حسب البيت الأبيض.

وبحضور سمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الذي سيتوجه اليوم إلى الرياض، يشارك ترامب اليوم في قمة أميركية ـ خليجية ستكون الخامسة من نوعها وستبحث الشراكة الاستراتيجية الأميركية - الخليجية وسبل تعزيزها وتطويرها، فضلاً عن مساعي إيجاد حلول لأزمات المنطقة، خصوصاً وقف الحرب على غزة وإيجاد حل لبرنامج إيران النووي. ومن المقرر بعدها أن يزور ترامب قطر في اليوم نفسه، قبل أن يغادر إلى الإمارات حيث يختتم جولته الخليجية.

ومع وصول طائرة ترامب «إير فورس وان» للمجال الجوي السعودي، رافقتها مقاتلات F15، التابعة لسلاح الجو الملكي حتى هبوطها في مطار الملك خالد بالرياض، حيث استقبله الأمير محمد شخصياً متجاوزاً البروتوكول الذي ينص على استقبال أمراء المناطق لقادة الدول الزائرين.

وفي يومه الأول من جولته الخليجية، التي تستغرق أربعة أيام، دخل ترامب قصر اليمامة الفخم في سيارة رئاسية سوداء، يرافقها فرسان يحملون أعلام البلدين على الخيول، وأُطلقت 21 طلقة مدفعية ترحيباً.

وبعد استقباله في قصر اليمامة، بحضور عدد كبير من الأمراء السعوديين والمسؤولين، إضافة إلى العديد من رجال وسيدات الأعمال بالمملكة، أجرى بن سلمان وترامب محادثات مشتركة تناولت تعزيز التعاون الاستراتيجي والشراكة السعودية - الأميركية وتطويرها في مختلف المجالات، بما يحقق مصالحهما ورؤيتهما المشتركة.

وخلال الاستقبال، قال ترامب عن الأمير محمد: «نكنُّ لبعضنا الكثير من الود»، وأعرب عن تقديره له، مستذكراً أنه حين رآه قبل سنوات «وجد أنه يتمتع بالحكمة رغم صغر سنه».

وفي وقت لاحق، ترأس الأمير محمد مع ترامب قمة سعودية - أميركية بحثت عدداً من الملفات المشتركة، قبل أن يوقعا وثيقة الشراكة الاقتصادية الاستراتيجية، ويشهدا إبرام عدة مذكرات تفاهم في مجالات التعدين والموارد المعدنية والنقل الجوي والفضاء والطاقة واتفاقية خاصة بتطوير وتحديث القوات المسلحة السعودية.

وقال البيت الأبيض إن «الولايات المتحدة والسعودية وقعتا اتفاق مبيعات دفاعية بقيمة تصل إلى 142 مليار دولار»، موضحاً أن «الصفقة تعد الأكبر في التاريخ»، وأن «السعودية ستستثمر 600 مليار دولار في أميركا وتدرس شراء مقاتلات إف 35».

وفي كلمة أمام منتدى الاستثمار السعودي ــ الأميركي، الذي استمر طوال اليوم واجتذب الرؤساء التنفيذيين لأهم وأكبر الشركات الأميركية، قال ولي العهد السعودي، إنه جرى توقيع اتفاقيات بأكثر من 300 مليار دولار، وآمل بشراكة بقيمة 600 مليار دولار، مشيراً إلى أن المرحلة المقبلة ستشهد العمل على إتمام اتفاقات أخرى مع الولايات المتحدة لتصل قيمتها إلى تريليون دولار.

وأوضح ولي العهد أن الشركات الأميركية تمثل نحو ربع حجم الاستثمار الأجنبي في المملكة، لافتاً إلى أن هناك أكثر من 1300 شركة أميركية عاملة ومستثمرة في البلاد.

ولفت إلى أن الولايات المتحدة تُعد وجهة رئيسية لصندوق الاستثمارات العامة، وأن الاتفاقيات الموقعة ستدعم فرص العمل وتوطين الصناعات في المملكة.

وذكر أن العلاقات مع أميركا بدأت قبل أكثر من 92 عاماً وهي عميقة، مضيفاً أن «العمل المشترك مع أميركا لا يقتصر على التعاون الاقتصادي، بل يمتد لإحلال السلام في المنطقة والعالم».

من ناحيته، أشاد ترامب بالأمير محمد، وأثنى على الإنجازات التي حققتها المملكة، موضحاً أن «تحولات الشرق الأوسط الكبيرة تعود للرؤية المذهلة لقادته... اليوم أظهرت دول الخليج أن المنطقة آمنة وتعمل لتوفير الإبداع والتناغم والتقدم... والمنطقة قادرة على مواجهة قوى الإرهاب والتطرف. مستقبل الشرق الأوسط يبدأ من هنا».

وبينما أكد أنه لا يؤمن بأعداء دائمين، قال ترامب إن أمام إيران مساراً آخر مختلفاً في حال توصلت إلى اتفاق مع واشنطن. والعرض المقدم لها لن يدوم إلى الأبد، مشدداً على أنه لن يسمح أبداً لطهران بامتلاك سلاح نووي.

وتجنب التهديد بشن حرب على إيران، وقال إنه إذا رفضت طهران الاتفاق فسيواصل حملة الضغوط القصوى.

وعن غزة، قال الرئيس الأميركي إن أهل القطاع الفلسطيني يستحقون مستقبلاً أفضل، ويجب أن ينتهي الكابوس المتواصل هناك، مشيراً إلى أن إدارته ستواصل العمل حتى تنتهي الحرب.

واعتبر أن لبنان كان ضحية لـ «حزب الله» الذي نهب الدولة، و«الآن هناك رئيس جديد جلب فرصة غير مسبوقة منذ عقود»، مشدداً على أنه سيعمل لمساعدة لبنان.

وأعلن أنه رفع العقوبات عن سورية، وأن وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو سيلتقي نظيره السوري أسعد الشيباني فيما يمثل أول خطوة للتطبيع مع سورية، في وقت أكد البيت الأبيض أن ترامب سيلتقي الرئيس السوري المؤقت أحمد الشرع، متمنياً أن تنجح السلطات السورية في إرساء الاستقرار.

وفي تفاصيل الخبر:

في مستهل جولته الرسمية الخارجية الأولى منذ عودته إلى البيت الأبيض، حظي الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أمس، باستقبال حافل من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، عكس عمق علاقتهما الشخصية وتطلعهما إلى توقيع اتفاقيات كبرى وجذب استثمارات بتريليونات الدولارات، وإجراء محادثات استراتيجية تركز على الاقتصاد المشترك، وتشمل الملفات الأمنية والسياسية والأزمات الأمنية التي تعصف بالمنطقة، وفي مقدمتها العدوان على غزة، وخطر التصعيد المتعلق بالبرنامج النووي الإيراني.

ومع وصول طائرة ترامب «إير فورس وان» للمجال الجوي السعودي، رافقتها مقاتلات F15، التابعة لسلاح الجو الملكي حتى هبوطها في مطار الملك خالد بالرياض، حيث استقبله الأمير محمد شخصياً متجاوزاً للبروتوكول الذي ينص على استقبال أمراء المناطق قادة الدول الزائرين، باستثناء من تربطهم علاقات وثيقة مع المملكة، وتوجها معاً إلى صالة التشريفات، في استراحة قصيرة، تبادلا خلالها الأحاديث الودية، وتناولا القهوة العربية، بحسب وكالة واس.

وفي يومه الأول من جولته الخليجية، التي تستغرق أربعة أيام، دخل ترامب قصر اليمامة الفخم في سيارة رئاسية سوداء، يرافقها فرسان يحملون أعلام البلدين على الخيول، وأُطلقت 21 طلقة مدفعية ترحيباً به والوفد المرافق له، الذي ضم وزراء الخارجية ماركو روبيو، والدفاع بيت هيغسيث، والخزانة سكوت بيسنت، والتجارة هوارد لوتنيك، ونخبة من قادة الأعمال، بما في ذلك مستشاره الملياردير إيلون ماسك، أغنى رجل في العالم، والذي ظهر ببذلة رسمية كاملة في أمر نادر الحدوث.

وبعد استقباله لضيفه في قصر اليمامة، بحضور عدد كبير من الأمراء السعوديين والمسؤولين، إضافة إلى العديد من رجال وسيدات الأعمال بالمملكة، أجرى بن سلمان وترامب محادثات مشتركة تناولت تعزيز التعاون الاستراتيجي والشراكة السعودية - الأميركية وتطويرها في مختلف المجالات، بما يحقق مصالحهما ورؤيتهما المشتركة.

صفقة أميركية غير مسبوقة تمنح الرياض أكبر وصول لأشباه الموصلات المتقدمة

وترأس الأمير محمد مع ترامب قمة سعودية - أميركية بحثت عدداً من الملفات المشتركة، قبل أن يوقعا وثيقة الشراكة الاقتصادية الاستراتيجية، ويشهدا إبرام عدة مذكرات تفاهم في مجالات التعدين والموارد المعدنية والنقل الجوي والفضاء والطاقة واتفاقية خاصة بتطوير وتحديث القوات المسلحة السعودية.

وقال البيت الأبيض إن «الولايات المتحدة والسعودية وقعتا اتفاق مبيعات دفاعية بقيمة تصل إلى 142 مليار دولار»، موضحاً أن «الصفقة تعد الأكبر في التاريخ»، وأضاف أن «السعودية ستستثمر 600 مليار دولار في أميركا وتدرس شراء مقاتلات إف 35».

الكثير من الودّ

وتحت ثريات فخمة وأمام عدسات المصورين، قال ترامب: «أنا والأمير محمد بن سلمان نكن لبعضنا الكثير من الود»، ورحّب بوعده له باستثمار 600 مليار دولار، ومازح بأن هذا المبلغ يجب أن يصل إلى تريليون دولار.

وأضاف ترامب مخاطباً بن سلمان: «لدينا اليوم أكبر قادة الأعمال في العالم»، وتابع: «فيما يتعلق بالولايات المتحدة، نتحدث عن مليوني وظيفة على الأرجح».

وبعد مأدبة غداء رسمية حضرها جمع من قادة الأعمال، انضم الأمير محمد وترامب إلى فعاليات منتدى الاستثمار السعودي الأميركي في مركز الملك عبدالعزيز الدولي للمؤتمرات بمدينة الرياض، في خطوة تهدف إلى تعزيز الشراكة من خلال مشاريع كبرى في مجالات التكنولوجيا، الدفاع، الطاقة، الذكاء الاصطناعي.

وعلى هامش منتدى الاستثمار السعودي - الأميركي، الذي بدأ بفيديو يظهر نسوراً وصقوراً تحلق احتفاء بالتاريخ الطويل بين الولايات المتحدة والمملكة، أعلن ترامب عن صفقة تاريخية تمنح السعودية وصولاً أكبر إلى أشباه الموصلات المتقدمة.

ولاحقاً، زار ترامب الدرعية للتعرف على مشروع تطويرها كوجهة ثقافية، ثم حضر مأدبة عشاء ملكية في أول عاصمة للمملكة، وأبرز مواقعها المسجلة على لائحة التراث العالمي، وفقاً لجدول جولته الخليجية التي تستغرق أربعة أيام وتشمل أيضاً قطر والإمارات، ولا يتضمن برنامجها زيارة إسرائيل، ما أثار تساؤلات حول مكانة الحليف الوثيق في أولويات واشنطن.

وفي حين يسعى ترامب إلى جذب استثمارات بتريليونات الدولارات خلال زيارته التاريخية للمملكة، يركز ولي العهد جهوده على تقليص اعتماد اقتصاد المملكة على النفط والغاز، ضمن برنامجه لإصلاح الاقتصاد «رؤية 2030»، والذي يتضمن مشاريع عملاقة على غرار مشروع نيوم، وهي مدينة مستقبلية بمساحة بلجيكا.

البيت الأبيض: السعودية ستستثمر بأميركا 600 مليار دولار وتدرس شراء «إف 35»

وقبل ثماني سنوات، اختار ترامب أيضاً السعودية كوجهة لرحلته الخارجية الأولى كرئيس، متجاوزاً حلفاءه الغربيين التقليديين، في تأكيد على دورها الجيوسياسي المتزايد، بالإضافة إلى علاقاته التجارية المتميزة مع دول الخليج الغنية.

وأكد المتحدث الإقليمي باسم الخارجية الأميركية، سامويل وربيرغ، أن ترامب يرى السعودية شريكاً أساسياً في مجالات مختلفة، كالدفاع والأمن والسياسة والاقتصاد والثقافة وغيرها، واصفاً اليوم بـ «التاريخي».

وأضاف، في مقابلة مع «العربية»، «واشنطن ترى أن السعودية تستطيع المشاركة في أي مناورات عسكرية وفي الدفاع المشترك»، لافتا إلى أن «أن أميركا تريد للسعودية الاستفادة من كل التكنولوجيا الأميركية، بما في ذلك تكنولوجيا الطاقة النووية السلمية».

حجر الزاوية

وفي افتتاح المنتدى، قال وزير الاستثمار السعودي خالد الفالح: «رغم أن الطاقة لا تزال حجر الزاوية في علاقتنا، توسعت الاستثمارات وفرص الأعمال في المملكة وتضاعفت أضعافا مضاعفة»، مضيفاً: «وبالتالي عندما يتحد السعوديون والأميركيون تحدث أمور جيدة جداً، وفي أغلب الأحيان أمور عظيمة عندما تتحقق هذه المشروعات المشتركة».

وخلال جلسة حوارية مشتركة بعنوان «تحقيق التوازن وتنسيق السياسات المالية والنقدية»، أكد وزير المالية السعودي محمد الجدعان ووزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت أهمية تعزيز الشراكة الاقتصادية.

وأوضح الجدعان أن العلاقات الأميركية تمتد لأكثر من 90 عاماً، مشيراً إلى أن حجم استثمارات السعودية في الولايات المتحدة «كبير»، ويعكس متانة الشراكة الاقتصادية وعمقها.

وأشار إلى أن المملكة شهدت منذ إطلاق رؤية السعودية 2030 تدفقاً متزايداً للاستثمارات الأميركية، مضيفاً أن هذه الشراكة تسهم في تحقيق مصالح الطرفين، وتدعم جهود المملكة في تنويع مصادر الدخل وتقليل الاعتماد على النفط.

وأفاد بأن المملكة حققت العديد من مستهدفات رؤية 2030، أبرزها انخفاض معدل البطالة إلى أدنى مستوياته في تاريخ المملكة عند 7 في المئة، إلى جانب تعزيز مشاركة المواطنين السعوديين في سوق العمل، وتمكين المرأة من خلال إصلاحات هيكلية واسعة، إضافة إلى نمو قطاع السياحة بشكل غير مسبوق، حيث تجاوز عدد الزوار 100 مليون زائر وهو الرقم المستهدف لعام 2030.

وشدد الجدعان على حرص المملكة على تبادل الخبرات ونقل المعرفة من الولايات المتحدة، بما يعزز نمو الاقتصاد الوطني، ويرفع تنافسية المملكة على المستويين الإقليمي والدولي.

التجارة العالمية

من جانبه، أعرب بيسنت عن تفاؤله بمستقبل التجارة العالمية، مبيناً أن الاتفاقيات التي تم توقيعها بين البلدين ستسهم في تحقيق نمو اقتصادي ملموس، مؤكداً أن إدارة ترامب تعمل على فتح السوق الصيني أمام المنتجات الأميركية، في خطوة تهدف إلى إعادة التوازن للاقتصاد العالمي.

وفي كلمة أمام منتدى الاسثمار، قال ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، رئيس مجلس الوزراء السعودي إن السعودية وأميركا تجمعهما علاقات اقتصادية عميقة، إذ بدأت قبل 92 عاماً.

وأضاف أن الاقتصاد السعودي يعد أكبر اقتصاد في المنطقة، إذ يعد الاقتصاد الأسرع نمواً في مجموعة العشرين، مشيراً إلى أن أميركا تعد ضمن أكبر شركاء رؤية السعودية 2030، وأن الاستثمارات المشتركة تعد إحدى أهم الركائز في علاقتنا الاقتصادية.

وأكد أن السعودية تعمل مع أميركا على فرص شراكة بحجم 600 مليار دولار، من ضمنها اتفاقيات تزيد على 300 مليار دولار جرى الإعلان عنها.

وأشار إلى أنه خلال الأشهر المقبلة سوف يعمل البلدان لإتمام المرحلة الثانية ورفع الاتفاقيات إلى تريليون دولار، إذ تمثل هذه الشراكة المتنامية امتداداً للتعاون المتعدد في المجالات الأمنية والعسكرية، والاقتصادية، والتقنية بما يعزز المنافع المتبادلة ويدعم فرص العمل في المملكة ويسهم في توطين الصناعة وتنمية المحتوى المحلي ونمو الناتج المحلي.

وأكد أن «أميركا تعد وجهة رئيسية لصندوق الاستثمارات العامة، إذ تستحوذ على نحو 40 في المئة من الاستثمارات العالمية للصندوق»، مضيفاً أن «العمل المشترك مع أميركا لا يقتصر على التعاون الاقتصادي إنما يمتد لإحلال السلام في المنطقة والعالم».

من ناحيته، قال ترامب أمام المنتدى الاستثمار السعودي - الأميركي في الرياض، «إننا نحتفل بمرور ثمانين عاماً من العلاقات الوثيقة مع السعودية، ونتخذ خطوات لتقوية الشراكة».

ولفت إلى أن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان رجل عظيم لا مثيل له، ولن أنسى أبداً الضيافة الاستثنائية التي أكرمني بها الملك سلمان قبل 8 سنوات. وأردف ترامب: «مستعدون لمساعدة لبنان في بناء مستقبل من التنمية الاقتصادية والسلام مع جيرانه، وكان بوسعنا تفادي البؤس في لبنان، وكان بإمكان إيران التركيز على التنمية بدلاً من تدمير المنطقة». وتابع «علينا جميعاً أن نأمل أن تنجح الحكومة السورية الجديدة في تحقيق الاستقرار في البلاد، وأرغب في أن أعرض على إيران مساراً جديداً وأفضل نحو مستقبل مأمول».

وأوضح أن زيارته إلى السعودية تضيف للولايات المتحدة استثمارات تزيد على تريليون دولار من الاستثمارات إلى بلدنا، ومن خلال شراء منتجاتنا، مشيراً إلى صفقات تجارية بمليارات الدولارات متوقعة مع شركات كبرى، منها أمازون وأوراكل وغيرهما.

وذكر ترامب بان السعودية ستنضم إلى اتفاقات إبراهيم في الوقت الذي ستختاره، ورأى أن سحب إدارة جو بايدن تصنيف «الحوثييين» من الجماعات الإرهابية كان خطوة خاطئة.

واعتبر ان إيران هي أكبر قوة مدمرة في الشرق الأوسط، وهناك من حوّل الصحراء إلى مزارع، وإيران حولت مزارعها إلى صحارى، لكنه شدد على أن بناء الشراكات ممكن رغم الخلافات، ومستعد لإنهاء صراعات الماضي وإقامة شراكات جديدة، بالمقابل إذا رفضت إيران «غصن الزيتون» فسنواصل المواجهة عبر العقوبات. واستطرد ترامب: «أريد عقد صفقة مع إيران ليصبح العالم أكثر أمناً، لكن عرضنا لإيران لن يدوم للأبد». وأشار إلى أننا سنتخذ كل الخطوات المطلوبة لمنع إيران من الحصول على سلاح نووي، وإذا رفضت إيران توقيع صفقة فسنمارس الضغوط القصوى ونخفض صادرات نفطها إلى الصفر. وجدد التأكيد على أن إيران لن تحصل على سلاح نووي ويتعين على الإيرانيين اتخاذ قرارهم الآن.

وأضاف قائلاً: «أريد أن أكون صانعاً للسلام ولا أحب الحرب، وأوقفت المواجهات بين الهند وباكستان، ونأمل أن تبقى الأمور على هذا الحال، والمحادثات الروسية - الأوكرانية في تركيا في وقت لاحق من الأسبوع الجاري قد تفضي إلى نتائج ممتازة. وأعلن أن وزير خارجيته ماركو روبيو سيشارك في المحادثات حول أوكرانيا هذا الأسبوع في تركيا، معرباً عن تفاؤله حيال تحقيق تقدم.

وقال «لو كنت موجوداً في السلطة لما وقعت الحرب الروسية - الأوكرانية ولا أحداث 7 أكتوبر». وتابع «اتخذت قرار رفع العقوبات عن سورية بعد مناقشات مع ولي العهد السعودي والرئيس التركي رجب طيب أردوغان»، متعهداً بالعمل على إنهاء الحرب الدائرة في غزة.

رابطة عنق بلون الخزامى

لفتت رابطة عنق الرئيس الأميركي دونالد ترامب، خلال زيارته للسعودية، الأنظار بلونها المستوحى من نبتة الخزامى، في إشارة إلى الرمزية المحلية، وتقديراً للثقافة السعودية التي باتت تستخدم هذا اللون كجزء من البروتوكول في بعض الزيارات رفيعة المستوى بالمملكة.

ونبتة الخزامى هي إحدى النباتات العطرية التي تنمو في المرتفعات الجنوبية الغربية من المملكة، وتتميز بأزهارها ذات اللون البنفسجي الهادئ، ورائحتها الزكية التي ترمز في الثقافة المحلية إلى الصفاء والنقاء والضيافة.

وفي السنوات الأخيرة اعتمد لون الخزامى البنفسجي كلون رمزي في المناسبات الرسمية داخل المملكة، واحتل السجاد البنفسجي مكان السجاد الأحمر، ويمتاز ترامب بارتدائه ربطة العنق الحمراء التي باتت جزءاً من صورته العامة، وهو نادراً ما يغير لون ربطة العنق إلى الأزرق.

أباطرة الأعمال الأميركيون يحضرون

رافق الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في جولته إلى الخليج التي بدأها من السعودية، وتشمل أيضاً قطر والإمارات، وفد كبير من أباطرة الأعمال الأميركيين ورؤساء الشركات الأميركية.

وشارك هؤلاء في منتدى الأعمال السعودي - الأميركي، الذي عقد على هامش الزيارة، ومن بين المشاركين الرئيس التنفيذي لشركتي «تسلا» و«سبيس إكس»، ومؤسس شركة xAI للذكاء الاصطناعي، إيلون ماسك، الذي أجرى دردشة ودية مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان والرئيس ترامب.

ومن بين الحاضرين كذلك الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI المنتجة لـ «تشات جي بي تي» سام ألتمان، والرئيس التنفيذي لشركة ميتا مارك زوكربيرغ، والرئيس التنفيذي لشركة أمازون آندي جاسي، والرئيس التنفيذي لشركة بلاك روك لاري فينك.

ومن بين المشاركين الآخرين، الرئيس والمدير التنفيذي لشركة بوينغ كيلي أورتبرغ، والرئيس التنفيذي لمجموعة بلاكستون ستيفن شوارزمان، والرئيسة والمديرة التنفيذية لشركة فرانكلين تمبلتون للاستثمار جيني جونسون، ورئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة IBM أرفيند كريشنا، وروث بورات الرئيسة ومديرة المعلومات في شركة غوغل، والرئيس التنفيذي لشركة أمازون آندي جاسي والرئيس والمدير التنفيذي لشركة إنفيديا جنسن هوانغ والرئيس التنفيذي لشركة أوبر تكنولوجيز دارا خسروشاهي وغيرهم.

5 قمم أميركية - خليجية

خلال زيارته للسعودية في أول زيارة رسمية خارجية له، يلتقي الرئيس الأميركي دونالد ترامب، اليوم الأربعاء، زعماء دول الخليج في قمة أميركية ـ خليجية ستكون الخامسة من نوعها بين الولايات المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي.

وسبق أن عقدت 4 مرات، الأولى في كامب ديفيد مايو 2015، خلال ولاية الرئيس الديموقراطي باراك أوباما، وعقدت القمة الثانية في أبريل 2016 بالرياض في عهد أوباما، الذي أجرى 4 زيارات للسعودية خلال فترتيه الرئاسيتين.

أما القمة الثالثة فعقدت في مايو 2017 بالعاصمة السعودية، بمشاركة الرئيس الحالي دونالد ترامب خلال ولايته الأولى، وعقدت القمة الرابعة في يوليو 2022 بمدينة جدة في عهد الرئيس الديموقراطي جو بايدن، وبمشاركة عربية شملت مصر والأردن والعراق.

back to top