المخيزيم: زيادة الطاقة المتجددة إلى 50% بحلول 2050

• إنتاج 4800 ميغاواط من «الشقايا» مطلع 2028
• إنشاء خط هوائي لزيادة سعة الربط مع الشبكة الخليجية

نشر في 12-05-2025
آخر تحديث 11-05-2025 | 22:57
المخيزيم مفتتحاً المعرض المصاحب لمؤتمر «الكويت للطاقة المستدامة»    (تصوير عبدالله الخلف)
المخيزيم مفتتحاً المعرض المصاحب لمؤتمر «الكويت للطاقة المستدامة» (تصوير عبدالله الخلف)

أكد وزير الكهرباء والماء والطاقة المتجددة، د. صبيح المخيزيم، أن الكويت تسعى إلى تحقيق مزيج طاقي متوازن، يهدف إلى رفع نسبة الطاقة المتجددة إلى 50 بالمئة من إجمالي الطاقة الكهربائية المنتجة بحلول عام 2050، من خلال خطط مدروسة ومشاريع طموحة تنسجم مع التزامات الكويت الدولية وتطلعاتها نحو مستقبل مستدام.

وقال المخيزيم، في كلمته خلال افتتاح «أسبوع الكويت للطاقة المستدامة»، الذي يقام بين 11 و13 الجاري، بمشاركة منظمات دولية ومراكز بحثية وجهات حكومية وخاصة، إن التوجه نحو الطاقة المتجددة لم يعد خياراً تقنياً فقط، بل ضرورة تفرضها التحديات البيئية والاقتصادية ومتطلبات التنمية الحديثة.

وأشار إلى أن الكويت تواصل تطوير مشاريع الطاقة النظيفة وتنويع مصادر الطاقة وتعزيز الشراكات الإقليمية والدولية، بما يسهم في استقرار الشبكة الكهربائية الوطنية، ودعم الاقتصاد، وتعزيز ثقافة الاستدامة على المدى البعيد.

المخيزيم: صيف الكويت ساخن دائماً... وتحركات لضبط أنماط الاستهلاك غير الطبيعية

ورداً على سؤال على هامش المؤتمر حول خطط الكويت نحو إنشاء مشاريع الطاقة المتجددة، أكد المخيزيم أن الوزارة ماضية في تنفيذ مشاريع إنتاج الكهرباء من مصادر متجددة، ضمن الخطة الاستراتيجية الرامية إلى الحفاظ على البيئة وضمان استدامة الموارد الطبيعية.

وأوضح أن مشروع الشقايا، الذي تنفذه هيئة مشروعات الشراكة بين القطاعين العام والخاص، وهيئة تشجيع الاستثمار المباشر، سيولّد طاقة إجمالية تُقدّر بنحو 4800 ميغاواط، ما يمثّل ما بين 26 و27 بالمئة من إجمالي الطاقة المنتجة في الكويت، متوقعاً بدء إدخاله للخدمة تدريجياً اعتباراً من صيف 2028.

وأشار إلى وصول وفد من ممثلي الشركة الصينية الحكومية إلى البلاد، تمهيداً لزيارة موقع المشروع اليوم، مبيناً أن التنفيذ سيبدأ فور الانتهاء من الإجراءات الفنية والمراجعات اللازمة المتوقع استكمالها خلال العام الحالي.

استعدادات الصيف

وحول استعدادات الوزارة لفصل الصيف، لفت المخيزيم إلى صيف الكويت «ساخن دائماً، وأن الوزارة تعمل على خفض معدلات الاستهلاك، من خلال الترشيد ورصد أنماط الاستهلاك غير الطبيعية، مشيراً إلى ضبط استهلاك مخالف في مواقع تضم مصانع تعمل من دون تراخيص صناعية، وقال: «يتم رصد هذه الأنماط من واقع البيانات، وسيكون لنا تحرُّك حيالها قريباً».

وفيما يخص الربط الكهربائي الخليجي، أوضح أن الوزارة تسعى لزيادة كميات الكهرباء المستوردة من الدول التي لديها فائض خلال الصيف، مشيراً إلى أن الكويت تعمل على إنشاء خط هوائي جديد لزيادة سعة الربط مع الشبكة الخليجية، ومن المتوقع الانتهاء منه خلال الصيف الحالي.

تنويع مصادر الطاقة

بدوره، أشاد رئيس المركز الإقليمي للطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة، المهندس أحمد الدوسري، بدور الكويت في تعزيز الحوار الإقليمي حول الطاقة المستدامة، مؤكداً أن تنظيم «أسبوع الكويت للطاقة المستدامة» يعكس التزام الدولة بتنويع مصادر الطاقة، بما ينسجم مع رؤية كويت 2035 وأهداف التنمية المستدامة.

وأكد أن الفعالية تسهم في دفع سياسات طاقية أكثر طموحاً وتكاملاً على مستوى المنطقة، مشيداً بالشراكات الفنية والاقتصادية التي تعززها مثل هذه المبادرات، وباستضافة الكويت لفعاليات مثل «اليوم العربي لكفاءة الطاقة» و«منتدى الأعمال للطاقة والمناخ».

وفي ختام كلمته، ثمّن الدوسري دعم الكويت المتواصل لمسيرة التكامل العربي في مجالات الطاقة والتنمية، ودورها في تعزيز التحول الطاقي نحو مستقبل أكثر استدامة وازدهاراً.

تعزيز التعاون

بدوره، قال ممثل الأمين العام لجامعة الدول العربية، مدير إدارة الطاقة، د. بهجت أبوالنصر، إن المؤتمر يشكّل منصة إقليمية تجمع صناع القرار والخبراء والمؤسسات المعنية من القطاعين العام والخاص لمناقشة أحدث التوجهات والابتكارات في مجالات الطاقة المتجددة، مشيراً إلى أهمية تعزيز التعاون بين الدول العربية في هذا المجال.

وأوضح أبوالنصر أن تنظيم هذه الفعالية يتزامن مع مرور 80 عاماً على تأسيس جامعة الدول العربية، التي أدت دوراً محورياً في دعم التحول الطاقي بالمنطقة، مؤكدا استمرار الجامعة في تقديم الدعم الفني والاستشاري من خلال شراكاتها مع المركز الإقليمي للطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة، عبر تنظيم ورش عمل ودورات تدريب لبناء القدرات الوطنية في مجالات تخطيط وإدارة مشاريع الطاقة بكفاءة.

دراسات شاملة

من ناحيته، شدد نائب الأمين العام الأول للاتحاد من أجل المتوسط، د. جرامينوس ماستروجين، على أن الوصول إلى طاقة مستدامة يتطلب تغيير الأساليب وتبنّي دراسات شاملة تأخذ في الحسبان العوامل المؤثرة بتحقيق الاستدامة، مضيفاً أن التغيّر المناخي وآثاره القاسية، خصوصا في منطقة المتوسط، لا يمكن مواجهتهما بشكل منفرد، بل من خلال التعاون الإقليمي لتلبية الاحتياجات المتبادلة في مجالات الطاقة والأمن الغذائي والمائي.

وأشار ماستروجين إلى أن انعقاد المؤتمر، بمشاركة ممثلي الأقاليم، يعكس أهمية بناء جسور التواصل وتعزيز الشراكات للوصول إلى التوازن المطلوب بين الاستدامة والتنمية.

ويشهد المؤتمر جلسات نقاشية وورش عمل تفاعلية بمشاركة خبراء محليين ودوليين، فيما افتتح وزير الكهرباء معرضا مصاحبا للمؤتمر، يضم عددا من الشركات الخاصة المتخصصة في مجالات الطاقة المتجددة والبديلة، والتي عرضت أحدث التقنيات في مجالي الطاقة النظيفة وكفاءة استهلاك الكهرباء.

القناعي: البنك الوطني ملتزم بالانتقال إلى اقتصاد منخفض الكربون

أكدت مديرة الاستدامة في بنك الكويت الوطني، لجين القناعي، أن مشاركة البنك في مؤتمر الكويت للطاقة المستدامة تأتي في إطار تعزيز التعاون والشراكة من أجل تحقيق مستقبل مستدام، مشددة على التزام «الوطني» بدعم مبادرات الطاقة المتجددة وتقليل الأثر البيئي.

وأوضحت القناعي أن البنك يسعى إلى تمويل مشاريع مستدامة تسهم في الانتقال إلى اقتصاد منخفض الكربون، مشيرة إلى قيام البنك بتركيب أنظمة طاقة شمسية في 18 فرعاً من فروعه المحلية، في خطوة تعكس التزامه العملي بالتحول إلى مصادر الطاقة النظيفة.

وأضافت أن المبنى الرئيسي للبنك حاصل على شهادة الـ LEED الذهبية، وهو ما يعكس التزام «الوطني» بأعلى معايير الاستدامة البيئية في مبانيه.

back to top