لبنان: تصعيد إسرائيلي ومساعدة فرنسية في الترسيم
شنت إسرائيل، أمس، غارات جوية في جنوب لبنان وُصفت بأنها بين الأعنف منذ سريان وقف النار في نوفمبر الماضي، في وقت تشهد بيروت تقارباً مع الدول الخليجية يواكب الإصلاحات الأمنية والاقتصادية التي قامت بها حكومتها التي تسعى للاستفادة من موسم الصيف السياحي لتنشيط الحركة الاقتصادية.
وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية بأن إسرائيل نفّذت «عدواناً جوياً واسعاً على منطقة النبطية» في جنوب لبنان، عبر «سلسلة غارات عنيفة وعلى دفعتين» استهدفت «الأودية والمرتفعات والأحراج الممتدة بين بلدات كفرتبنيت، النبطية الفوقا، كفررمان». وأوردت وزارة الصحة اللبنانية أن «غارات العدو الإسرائيلي على النبطية أدت في حصيلة أولية إلى سقوط شهيد وإصابة ثمانية أشخاص بجروح».
من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه قصف «موقع بنية تحتية يستخدمه حزب الله... في إدارة منظومته لإطلاق النار والدفاع».
وأضاف أن الغارات شملت «عناصر من حزب الله، إضافة إلى أسلحة وفتحات أنفاق»، مشيراً إلى أن هذه «البنية التحتية تعدّ جزءاً من مشروع كبير تحت الأرض أصبح غير صالح للاستخدام نتيجة ضربات الجيش الإسرائيلي».
ورأى أن «الموقع والأنشطة التي كانت تجري فيه، خرق فاضح للتفاهمات بين إسرائيل ولبنان»، مؤكداً أنه سيواصل «العمل لإزالة أي تهديد من حزب الله».
وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية بمقتل العنصرين في الحزب علي شحرور وباسم عساف بالغارات على النبطية.
وأجرى رئيس الجمهورية جوزيف عون اتصالات مكثفة داخلية وخارجية لوقف الخروقات الإسرائيلية، في وقت أكّد رئيس الحكومة نواف سلام، خلال جولة في بعلبك، قرب الحدود مع سورية أن الانتهاكات الاسرائيلية تمثل خرقاً للقرار 1701 وللتفاهمات القائمة.
ودعا إلى وضع حد لهذه الانتهاكات بأسرع وقت ممكن، مشيراً إلى أن الحكومة «لم توفّر أي جهد سياسي ودبلوماسي للإسراع في تحقيق الانسحاب الإسرائيلي الكامل ووقف الانتهاكات».
وتزامناً مع جولة سلام على المعابر الحدودية مع سورية، أعلنت وزارة الخارجية اللبنانية، اليوم أنها تسلمت نسخة من وثائق وخرائط الأرشيف الفرنسي الخاص بالحدود اللبنانية - السورية.
وذكرت «الخارجية»، أن الوزير يوسف رجي تسلم الوثائق والخرائط من سفير فرنسا في بيروت هيرفيه ماغرو، وذلك بناء على طلب لبنان. وأضافت الوزارة أن هذه الوثائق والخرائط ستساعد لبنان في عملية ترسيم حدوده البرية مع سورية. وكان الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون استقبل امس الرئيس السوري المؤقت أحمد الشرع وشدد على ضرورة الحفاظ على الاستقرار والأمن بين سورية ولبنان.