مركز سرطان الأطفال اللبناني نظم حفله الخيري السنوي الحادي عشر في الكويت

• أمسية أمل وإنسانية شارك فيها 320 شخصية بارزة من البلدين دعماً لمرضى السرطان

نشر في 08-05-2025
آخر تحديث 08-05-2025 | 19:00

أقام مركز سرطان الأطفال في لبنان، مساء الخميس الماضي، حفله الخيري السنوي الحادي عشر في فندق سانت ريجيس – الكويت، بمشاركة وحضور نحو 320 شخصية بارزة كويتية ولبنانية، في أمسية كرست رسالة الدعم والأمل للأطفال المصابين بالسرطان.

وشرّف الحفل رئيس الجمهورية اللبنانية العماد جوزيف عون ممثلاً بسعادة القائم بالأعمال في سفارة لبنان لدى الكويت أحمد عرفة، والدكتور هلال الساير، الرئيس السابق لجمعية الهلال الأحمر الكويتي، وفيصل علي المطوّع، عضو مجلس الأمناء في مركز سرطان الأطفال، الى جانب جوزيف عسيلي، أحد مؤسسي المركز والرئيس الحالي لمجلس الأمناء، وأعضاء مجلس الأمناء، أسمهان زين والدكتور سيزار باسيم، إضافة إلى هَنا الشعّار شعيب، المديرة العامة للمركز. ويأتي هذا الحفل امتداداً للعلاقات المتينة التي تجمع مركز سرطان الأطفال في لبنان بدولة الكويت، والتي تجسّدت عبر سنوات من الدعم والتعاون الإنساني المستمر في سبيل علاج الأطفال المرضى ومساندة عائلاتهم.

المطوّع

وعبّر فيصل المطوع، عضو مجلس أمناء المركز، عن شكره العميق وامتنانه لجميع الحاضرين، وأكد أن هذه الأمسية ليست مجرد مناسبة لتناول العشاء، إنما هي تجسيد لمعنى أعمق. فكل مقعد شُغِل، وكل طاولة حُجزت، دليل على كرم الحضور والتزامهم الصادق بدعم الأطفال الذين يواجهون مرض السرطان، لا سيما أولئك الذين ينتمون إلى أسر تعاني من ظروف مادية صعبة.

وأشار المطوع إلى أن هذا الحدث يسهم في تغطية تكاليف العلاج، والاحتياجات الأساسية التي تدخل السعادة والراحة إلى قلوب الأطفال خلال فترة علاجهم. وختم كلمته بتوجيه الشكر لكل من حضر، تقديراً لقلوبهم الرحيمة، واعتزازاً بروح المجتمع المتكاتف التي يمثلونها.

عسيلي

وفي كلمته، عبر جوزيف عسيلي عن شكره العميق للحضور، مثنياً على الدور الكبير الذي تؤديه دولة الكويت في دعم المركز.

وسلط الضوء على التزام المركز منذ تأسيسه عام 2002 برسالة ثابتة تقوم على منح كل طفل مصاب بالسرطان فرصة متساوية للعلاج المجاني، وفق أعلى المعايير الطبية العالمية، دون تمييز على أساس القدرة المادية أو الانتماء الاجتماعي أو الوطني.

وأشار إلى أن المركز نجح، بدعم المخلصين، في علاج أكثر من 5100 طفل حتى اليوم، رغم التحديات الجسيمة التي واجهته، وأكد أن نسبة الشفاء التي تتجاوز 80% تُشكل حافزاً كبيراً لمواصلة هذه المسيرة.

عسيلي: دعمكم لنا ليس مجرّد تبرّع بل هو فرصة حياة تُمنح لطفل بريء يحلم بالمستقبل... معكم وبكم سنستمر

وفي سياق كلمته، وجّه عسيلي تحية تقدير خاصة إلى الأستاذ فيصل علي المطوّع، عضو مجلس الأمناء، تقديراً لدوره المحوري منذ عام 2005، حيث كان له دور أساسي في توسيع شبكة علاقات المركز الدولية وتأمين دعم استراتيجي من مؤسسات كبرى.

وختم عسيلي بالقول: «دعمكم لنا ليس مجرد تبرّع، بل هو فرصة حياة تُمنح لطفل بريء يحلم بالمستقبل. معكم، وبكم، سنستمر».

عرفة

في كلمة لفخامة رئيس الجمهورية اللبنانية العماد جوزيف عون، ألقاها سعادة القائم بالأعمال في سفارة لبنان أحمد عرفة، عبر فخامته خلالها عن امتنانه العميق للدعوة للمشاركة في هذا الحفل الإنساني الخيري، الذي يكرّس أسمى معاني التضامن والدعم لأطفال لبنان.

وأكد أن هذه المناسبة تحمل رسالة محبة من لبنان وشعبه المحب للسلام، الطامح إلى الاستقرار، والساعي لاستعادة دوره العربي ومكانته الثقافية والعلمية، المتمسك بالتنوع والتعددية.

وشدد فخامته على متانة العلاقات الأخوية العريقة بين لبنان والكويت، والتي تعززها المواقف النبيلة والثقة المتبادلة، معرباً عن تقديره الكبير لما تبذله الكويت، قيادةً وشعباً، من دعم دائم للبنان في مختلف المحطات.

وفي سياق كلمته، استشهد فخامته بكلمات لقداسة البابا الراحل فرنسيس، قائلاً: «كم من مرّة، بجانب سرير شخص مريض نتعلم الرَجاء!؟ وكم من مرّة بالقرب من شخص يتألم، نتعلّم الإيمان!؟ وكم من مرّة، ننحني لمساعدة شخص محتاج، فنكتشف المحبّة!؟ حينها ندرك أننا ملائكة رجاء ومرسلون من الله لبعضنا البعض».

وفي الختام، توجه فخامته بالشكر الجزيل للكويت على استضافتها هذا الحدث، ولمجلس أمناء المركز والعاملين فيه. وخص بالشكر فيصل المطوع، مثنياً على دعمه المتواصل للبنان وعطائه السخي لمركز سرطان الأطفال.

وختم فخامته بالدعاء أن يبارك الله هذا العطاء، ويشفي الأجساد الطرية، التي هي بمثابة الروح للجسد.

جيسي فخري

وقدّمت جيسي فخري، عريفة الحفل والناجية من سرطان الدم، شهادة مؤثرة اختصرت فيها سنوات من الصراع، بدأتها بعمر 12 سنة مع حلم بسيط بالرقص، ليقاطع السرطان طفولتها ويفرض عليها رحلة قاسية من الألم والعلاج.

وقالت جيسي إنه بالرغم من تساقط شعرها، وتغيّر ملامحها، وفقدانها القدرة على المشي، تمسّكت بخيط الأمل، ووجدت في مركز سرطان الأطفال أكثر من مجرّد مكان للعلاج، وجدته بيتاً دافئاً وملجأً نفسياً ومادياً، احتضنها بمحبّة الأطبّاء والممرّضين ورفاق الدرب من المرضى الذين أصبحوا عائلتها الحقيقية. حتى من رحل منهم، بقي أثره حياً يرافقها ويقوّي عزيمتها. وفي 20 يناير 2020، دوّنت انتصارها في معركتها مع السرطان.

ومن رحم التجربة، اصدرت جيسي كتابها «18 بين الألم والقلم»، شهادة حيّة توثّق تفاصيل رحلتها مع المرض. لقد خصّصت ريعه بالكامل لدعم مركز سرطان الأطفال، عربون امتنان للمكان الذي احتضنها ورافقها منذ اللحظة الأولى. وفي الختام دعت جيسي جميع مرضى السرطان إلى أن «يتذكروا أن السرطان ليس نهاية الحياة بل بداية لحياة مليئة بالقوة والأمل، وأن الإرادة القويّة تقضي على أصعب مرض».

وأقيم الحفل بدعم من رعاة المركز البلاتينيين، شركة علي عبدالوهاب المطوع (AAW)، شركة كيورا هيلث، المركز المالي الكويتي، إلى جانب رعاة ذهبيين، بنك الكويت الوطني، شركة زين للاتصالات، شركة التقدّم التكنولوجي، كما ساهمت شركة الصناعات الهندسية الثقيلة وبناء السفن ش.م.ك (HEISCO) كراعٍ برونزي.

وتخلّل الحفل مزاد علني أداره أحمد حجازي، حيث عرضت خلاله مجموعة فريدة من القطع الفنية والنادرة، شملت لوحة صينيّة إسلامية تعود لأوائل القرن التاسع عشر، ومعلقة على الحرير البيج البرونزي تعود للقرن الثامن عشر، وأقراطاً مقدمة من مجوهرات انطوان وليد سلمون، وحزاماً جلدياً كبيراً مع خنجر، وسجّادة حرير إيرانية مقدمة من شركة السجاد الإيراني في الكويت، وكتاباً تراثياً قديماً.

وساهمت الفنانة بلقيس فتحي في إحياء الحفل دعماً للأطفال ومهمّة المركز، من خلال تقديم فقرة فنية راقية أبهرت الحضور، وذلك تعبيراً عن إيمانها برسالة المركز الإنسانية، وسبقتها فقرة موسيقية للفنّانة فاتن ضرغام وعازفة البزق الفنّانة حنان حلواني.

back to top