بدون مجاملة: خارج عن السيطرة
النَّفْس ميَّالة للخير، وتُحب المتعة والسعادة، ورغم أن المنغصات في الحياة كثيرة، ولا تتوقف، فإنها تؤثر علينا، وتقلب مزاجنا، وقد تُدخلنا في حالة من الركود والإحباط.
للدماغ البشري موهبة لافتة في توقع الأسوأ، وتأليف سيناريوهات حزينة، وتصيُّد السلبيات! لذلك نجد الأوامر الربانية في اجتناب سوء الظن، والتوجيهات النبوية في التماس العذر، والاستبشار، والعلوم الحديثة في فنيات وأساليب التفكير، وفهم المشاعر.
نحن كبشر لسنا سوى كائنات حيَّة، لها احتياجات، وتكافح في هذه الحياة. ومهما بلغ بنا العلم والتطور، فلن نتمكَّن من السيطرة على كل شيء.
في الحقيقة معظم الأمور خارجة عن سيطرتنا، وعلينا أن نتقبل هذا الأمر في حد ذاته.
لن نتمكَّن من منع أنفسنا من الإحساس! فعندما نواجه موقفاً مؤلماً، وعندما نفقد عزيزاً، أو عندما نُتهم بما ليس فينا، أو نُعامل بقلة احترام... لن نُوقف الشعور بالاستياء! فهذا جزء من تكويننا، وليس أمراً خاطئاً أو مرفوضاً.
عندما نواجه نتائج أقل مما نطمح إليه، نشعر بالتقصير.
عندما تتعقد المواقف... نحزن، نغضب، نشعر بالضعف أو الهوان، وانعدام الحيلة.
كلها ردود بشرية طبيعية على ظروف الحياة الطبيعية.
مع العمل، هل نقبع في الشعور لأنه طبيعي حتى نهلك؟!
إن الأمور الخارجة عن السيطرة في حدوثها لها وجه آخر، وهو السيطرة في كيفية التعامل معها.
احزن وتألم، لكن لا تندب حظك وتلعن الدنيا وما فيها!
انزعج واستنكر، لكن تواصل بأدب، ولا تقطع المودة!
احفظ الحقوق، حقوقك وحقوق الآخرين، تعايش، توقع الأفضل، اسع وفق مقدرتك، تسامح، أكمل المسيرة.
لن تنزع قلبك... لن تطفئ عقلك. افهم مشاعرك، وراجع أفكارك، عِش بين الضعف والقوة وكل المتناقضات، واعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك.
اسأل الله التوفيق، وأيقن بحكمته ورحمته، تأتيك الخيرات والمسرات أكثر مما تظن.