شوشرة: مواجهة الذكاء الاصطناعي

نشر في 09-05-2025
آخر تحديث 08-05-2025 | 18:38
 د. مبارك العبدالهادي

عند التطرُّق إلى التحوُّل في المسار التكنولوجي ومواكبة التحوُّلات الرقمية والنجاحات التي تتحقق في هذا المسار، وما سيتطلبه القادم من الأيام من الاستمرار في هذا التوجه، هنا نستذكر السيد الفاضل رئيس جهاز تكنولوجيا المعلومات الأسبق ووكيل وزارة العدل الأسبق عبداللطيف السريع، الذي ساهمت يداه في لبنات التحليق نحو العالمية التكنولوجية، والإقلاع إلى مسار واحد يستهدف إعادة هيكلة القطاعات، وتحويلها إلى تكنولوجية، بدلاً من الاعتماد على الورق، الذي يشكِّل أهم مصادر الهدر.

هذا الأمر استرجعنا إلى تطلعات السريع، وخطته في كيفية فك رموز الألفية، ووضعها على إبهام كل موظف، ليكون مواكباً في كيفية استخدام الحاسب والتراسل الإلكتروني وغير ذلك، وكان ذلك في وزارة التخطيط سابقاً في التسعينيات وأوائل الألفية، وغيرها من الأجهزة، عبر التعاون والتنسيق معها.

وهنا التحوُّل الرقمي في مختلف القطاعات الأخرى أصبح ضرورة مُلحّة، في ظل عالم إلكتروني مفتوح أمام ابتكاراته المتقدمة كل يوم، فضلاً عن أن التقدُّم التكنولوجي هو الأكثر أمناً وأماناً وحماية لكل المستندات والوثائق بعد حماية الأنظمة من أي اختراقات، فسرية المعلومات وتبادلها بين الأجهزة والموظفين في القطاعات، بدلاً من كتابنا وكتابكم، ستسرِّع في نقل المعلومة، من دون أن يعلم بها كل الموظفين، الذين منهم مَنْ يعانون مشكلة الفضول، الذي يجعلهم يطَّلعون على كُتب المراسلات، ويثرثرون بها هنا وهناك، رغم ما تحمله من خصوصية، فضلاً عن أنها ستسرِّع عملية الإنجاز، والدليل ما حققه «سهل» من توفير خدمات متكاملة في تطبيق واحد بين يدي الجميع، وبضغطة زر، من دون عناء المراجعات والوقوف في الطوابير، كما أنه قضى على الازدحام الذي كانت تعانيه بعض القطاعات الحيوية في الدولة التي يتردد عليها يومياً مئات المراجعين، كالهجرة، والقوى العاملة، والمرور، وغيرها من الأجهزة الخدماتية، فضلاً عن الإنجاز الكبير الذي سنظل نكرره ونرفع له القبعة، وهو إطلاق أول رحلة رقمية متكاملة ضمن تطبيق «سهل» تحت اسم رحلة المولود التي تتضمَّن سبع خدمات مترابطة.

هذه الإنجازات تحتاج من الأجهزة الأخرى أن تضع في عين الاعتبار أننا مقبلون على مراحل من الاعتماد الرئيسي على التحوُّل الرقمي، وذلك يحتاج أيضاً إلى أشخاص من ذوي الخبرات في مجال تكنولوجيا المعلومات، الذين أثبتوا وجودهم في تحقيق الرؤية نحو تطوير متكامل للخدمات، وتحويلها إلى رقمية، والقضاء على الأوراق، وغيرها من مصادر الهدر، ومواكبة التطور، خصوصاً مع نهضة الذكاء الاصطناعي، الذي يحتاج إلى جاهزية وإعداد كوادر بشرية عقولها النيرة تستطيع السيطرة على هذا التطوُّر، والاستفادة منه.

آخر السطر: مع مواجهة العالم لمتحور الذكاء الاصطناعي، فإنه من الضروري استغلاله إيجابياً، والتصدي لمن يستغلونه لأهدافهم ومآربهم السيئة.

back to top