ماذا يكتب ابن الثمانين عن الحب؟!
هناك ما لا تتسع له سطور زاوية في جريدة الجريدة مما يمكن أن يقال ويُكتب عن الحب، بل لست مبالغاً عندما أقول: رغم سن الثمانين، فإن تدفق منابع الحب بداخلي قد يسطر موسوعة ضخمة كل حرف فيها ينبض حباً للحياة.
***
لأن الحب قرين الحياة، وإلّا لما قال السيد المسيح، عليه السلام: «الله محبة»، بل إنه قال أيضاً: «أحبوا أعداءكم».
ويا لها من دعوة يجهر بها أحد أركان المحبة الإلهية، نبي المحبة، نبي السلام، نبي الحُب.
***
ثم يُبعث نبي الرحمة - عليه السلام - ويُبلَّغ بأن يقرأ، وكان بمفرده، وعليه أن يهدي أمةً كاملة للحب، وقد فعل، وتحمّل ما لا تتحملهُ الجبال إلى أن يهجر وطنه الذي يُحبه، ويؤاخي بين مناصريه من المهاجرين والأنصار في المدينة، ليضع الأسس الأولى لقواعد الحب بين أعضاء نادي المحبة الرباني، وتنطلق دعوة أول مسمى لمدينة - وليست قرية - لأن سكانها كانوا من مشارب متعددة ليتعايشوا جميعاً بسلام وحُب.
***
وكان الحب هاجس الفلاسفة الأول:
- سقراط: يرى الخير والسعادة لا يتحققان إلا بالحب.
- أفلاطون يقول: إن الحب معرفةٌ لأعلى صيغة من صيغ جمال الحياة.
- الكندي يقول: أي كائنٍ مُحب يتمتع بأنبل المشاعر.
***
وهناك من نظروا للحب كغريزة ورغبة تلبّي ما يحتاج إليه الإنسان من عاطفة، كالأمومة، والطعام، والشراب، وكحاجةٍ سيكولوجية ضرورية لاستمرار حياة الإنسان.
***
وإذا كان لا بُد لي من الإتيان على تجربتي مع الحب، وأنا في هذه السن المتقدمة، فرحم الله ابن الجوزي، الذي وصلني منهُ ما كتبه حيث قال: «سبب العشق مصادفة النفس مع ما يلائم طبعها فتستحسنه وتميل إليه».
وهذا هو السبب الجوهري الذي استجابت له حواسّي عندما لمست الطباع والميول المشتركة والمتجانسة مع تلك التي كتب لي ربي أن تقاسمني الحياة قائمةً على الحب.
وقد عزز الله - جلّ وتبارك - هذه المشاركة بأن منَّ عليَّ بطفلتين أُكنُّ لهما كل الحب.
***
هي مجرد خاطرة حب فرضت نفسها وسط هذا العالم المكدّس بالكراهية والحروب!.