اتفاق السويداء: اشتباكات متقطعة وإطلاق موقوفين

تصاعد الهجمات على نوادي دمشق الليلية

نشر في 05-05-2025
آخر تحديث 05-05-2025 | 19:50
نادي الكروان الليلي في دمشق (أ ف ب)
نادي الكروان الليلي في دمشق (أ ف ب)

تبادل مسلحون دروز وآخرون موالون للحكومة السورية القصف ليل الأحد ـ الاثنين، بعد ساعات من دخول اتفاق المصالحة بين السلطة الانتقالية وأهالي محافظة السويداء، ذات الأغلبية الدرزية جنوبي سورية، حيز التنفيذ، مع التزام قوات دمشق بتسليم الأمن في المحافظة الى مسلحين دروز كانوا عناصر في قوة الشرطة الخاصة بالمحافظة خلال حكم النظام السابق.

وليلاً، تعرضت قرية الثعلة في السويداء إلى قصف من ناحية محافظة درعا بقذائف الهاون. ورد مسلحون دروز على مصادر النيران بأسلحة رشاشة ثقيلة. ولم يتسبب التبادل المحدود للنار في وقوع أي ضحايا.

وتضمن الاتفاق، الذي أنهى أخيراً اشتباكات مسلحة بين قوات تابعة للسلطة الانتقالية وأهالي المنطقة من الدروز، تفعيل قوى الأمن الداخلي والضابطة العدلية من أبناء المحافظة، ورفع الحصار عن مناطق ذات أغلبية درزية في ريف دمشق، وتأمين طريق دمشق السويداء، وعودة محافظ السويداء مصطفى بكور إلى مقر عمله بعد غيابه القسري.

ونص الاتفاق أيضاً على حصر السلاح في يد مؤسسات الدولة، وتسليم السلاح الفردي غير المرخص لـ «ترسيخ الاستقرار وعودة الحياة إلى طبيعتها، فضلاً عن انتشار قوات من وزارة الدفاع على أطراف المدينة لتأمينها». وهذا البند بالذات لا يزال موضع اخذ ورد، إذ أعلن تنظيم شيوخ الكرامة، أمس، أنه لن يسلم سلاحه لكن سيقوم بإجراءات لضبط السلاح وحصر استخدامه.

وبموجب الاتفاق، تتولي قوات محلية من السويداء تأمين المحافظة داخلياً، في حين ستظل قوات السلطة الانتقالية على أطرافها، ولن تنتشر في المناطق الجنوبية.

وفي محاولة لإثبات حسن النوايا، أطلقت وزارة الداخلية السورية ليل الأحد ـ الاثنين سراح دفعة ثانية من المعتقلين في ضاحية جرمانا وصحنايا وأشرفية صحنايا بدمشق، المشاركين في الاشتباكات الأخيرة، وفق ما ذكر موقع «عنب بلدي» السوري الذي يتخذ من إسطنبول مقراً له.

وكانت إسرائيل دخلت على خط الأزمة، وقصفت بالطيران محيط القصر الرئاسي في العاصمة دمشق، الخميس الماضي، كرسالة تحذيرية للحكومة السورية من المساس بالدروز. ورفض الكثير من الدروز أي حماية من قبل تل أبيب ونظمت تظاهرات اليوم في السويداء تندد بالتدخل الاسرائيلي.

إلى ذلك، قالت صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية اليوم، إن الجيش الإسرائيلي ضاعف وجوده 3 مرات في الجولان السوري وأنشأ 9 مواقع جديدة داخل الأراضي السورية بعد مرور 6 أشهر على دخوله إلى المنطقة.

وكشف تقرير الصحيفة أن «الجيش الإسرائيلي يعمل على مشروع هندسي ضخم لتحصين الحدود مع سورية وقد أنهى نحو 20% من المنطقة العازلة مع سورية البالغ طولها 90 كم بما في ذلك الخنادق والتحصينات الدفاعية».

وفي حادث آخر، قُتلت شابة سورية على يد مسلحين يعتقد أنهم ينتمون لفصائل موالية للحكومة في نادي الكروان الليلي في دمشق. واستنكر محافظ دمشق ماهر مروان الحادث، وأكد «ضرورة الالتزام بالقوانين والأنظمة المعمول بها في البلاد وعدم مخالفتها». وأكد أن السلطات «لن نتوانى عن محاسبة العابثين بأمن المدينة مع اتخاذ الإجراءات اللازم».

جاء الهجوم بعد ساعات من تداول مقطع فيديو التقطته كاميرا مراقبة وفيه تظهر مجموعة من المسلحين تهاجم ملهى ليلياً آخر في المنطقة ذاتها، تبيّن أنه جرى فجر الثلاثاء الماضي.

وبدا في مقطع الفيديو مسلحون يضربون بأعقاب بنادقهم رواد الحانة من نساء ورجال أثناء فرارهم مذعورين.

وفي مؤشر على أهمية استقرار سورية بالنسبة للأوروبيين، أشارت وكالة اللجوء التابعة للاتحاد الأوروبي إلى انخفاض عدد طلبات اللجوء المقدمة من السوريين إلى بلدان الاتحاد الأوروبي إلى أدنى مستوى منذ أكثر من عقد في فبراير الماضي أي بعد شهرين من سقوط نظام الأسد.

وأظهرت بيانات الوكالة أن السوريين قدموا 5000 طلب لجوء في دول الاتحاد السبع والعشرين إضافة إلى سويسرا والنرويج خلال فبراير، بانخفاض قدره 34 في المئة مقارنة بالشهر السابق. وقال مفوض شؤون الهجرة في الاتحاد الأوروبي، ماغنوس برونر إن «أرقام اللجوء الحديثة تُظهر مدى أهمية الاستقرار في المناطق الأخرى بالنسبة لأوروبا».

back to top