رفض دولي لخطة احتلال غزة ووعيد إسرائيلي بـنكبة جديدة
• «حماس» ترفض التفاوض في ظل حرب التجويع
صدرت جملة من المواقف الدولية الرافضة والمستنكرة لخطة الجيش الإسرائيلي الرامية لتوسيع حرب الإبادة على غزة، واحتلال القطاع المحاصر، وسط أوضاع إنسانية كارثية، اليوم، إذ أعرب وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، عن «إدانته الشديدة» لخطة الحكومة الإسرائيلية للسيطرة على غزة وحملتها العسكرية الجديدة على القطاع الفلسطيني.
وقال بارو في تصريح اليوم: «هذا أمر غير مقبول»، معتبراً أن الحكومة الإسرائيلية «تنتهك القانون الإنساني». وأضاف أن «الحاجة الأكثر إلحاحا هي وقف إطلاق النار، ووصول المساعدات الإنسانية دون عوائق».
كما حثّ «حماس» على إطلاق سراح جميع المحتجزين الإسرائيليين بالقطاع، قائلاً إن الجماعة المسلحة تتحمل «مسؤولية ثقيلة للغاية».
جاء ذلك بعد أن أعربت وزارة الخارجية الألمانية عن رفضها لخطط الحكومة الإسرائيلية الرامية إلى احتلال غزة بشكل دائم، مؤكدة أن القطاع ملك للفلسطينيين.
وأبدى وزير الخارجية الأيرلندي، سيمون هاريس، قلقه من توسيع العمليات الإسرائيلية، محذّراً من خطر المجاعة المحدق بالقطاع جراء منع إسرائيل إدخال الإمدادات الأساسية منذ 60 يوما.
ووصف هاريس ما يتعرّض له الفلسطينيون في غزة بأنه «مقزز وعديم الرحمة»، مشدداً على ضرورة وقف «الكارثة الإنسانية».
وفي القاهرة، رأى وزير الخارجية المصري بدر عبدالعاطي، أن توسيع العملية العسكرية مرفوض تماماً، مطالباً بوقف القتل الممنهج الذي تمارسه إسرائيل بحق الفلسطينيين، وداعياً المجتمع الدولي إلى «التصدي للخطة الإسرائيلية».
وشدّد على أنه يجب العودة إلى اتفاق وقف إطلاق النار الذي جرى التوصل إليه في يناير الماضي وأوقف القتال نحو شهرين.
من جهتها، أعربت الصين عن معارضتها عمليات الجيش الإسرائيلي في غزة بعد إعلانه خطة للسيطرة على القطاع. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية، لين جيان، إن «بكين تشعر بقلق بالغ إزاء الوضع الحالي بين فلسطين وإسرائيل».
ودعا الاتحاد الأوروبي سلطات الاحتلال الإسرائيلي إلى رفع الحصار عن القطاع المنكوب لتوزيع المساعدات الإنسانية. وقال المتحدث باسم المفوضية الأوروبية، أنور العنوني، إن «الاتحاد الأوروبي يشعر بالقلق إزاء توسّع الحرب على غزة، الأمر الذي من شأنه أن يؤدي إلى المزيد من الخسائر في الأرواح والمزيد من المعاناة للشعب الفلسطيني»، داعياً الاحتلال إلى التراجع عن خطته الرامية إلى توسيع عدوانه على القطاع.
نكبة جديدة
في المقابل، أكد وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، أن الدولة العبرية تسعى لتحقيق «انتصار كامل» في خلال أشهر، مشيراً إلى أن غزة ستكون مدمرة بالكامل، وأن سكانها سيغادرون بأعداد كبيرة إلى دول أخرى، بعد أن يتم تركيزهم جنوب محور موراج، وهي منطقة تم تحديدها لتوزيع المساعدات الإنسانية فقط بمدينة رفح الفلسطينية المتاخمة للحدود المصرية.
وقال سموتريتش إن الخطة الإسرائيلية الحالية تشمل احتلال القطاع بشكل دائم، وليس كعملية مؤقتة، مع التوقف عن «الخوف من كلمة احتلال».
ولفت إلى أن هذه الخطوات تهدف إلى «تطهير القطاع» من «حماس»، وإعادة الرهائن، وفرض واقع جديد في غزة يسمح لإسرائيل بمناقشة السيادة لاحقاً، لكنه شدد على أن بقاء الجيش الإسرائيلي في القطاع شرط أساس لتحقيق هذه الأهداف.
ودعا الوزير المتطرف إلى «إحداث نكبة جديدة للعرب ردا على هجمات 7 أكتوبر» التي شنّتها «حماس»، مؤكداً أن تل أبيب ستتمكن من «إعلان النصر في غزة خلال عدة أشهر».
في موازاة ذلك، طالب وزير التراث أميحاي إلياهو، بقصف مخازن الطعام وتجويع الغزيين، وإذا كان هناك مدنيون يخشون على حياتهم فعليهم اتباع خطة الهجرة الطوعية».
وأمس ، أفادت أوساط عبرية بأن العملية العسكرية الموسعة في غزة لن تبدأ إلا بعد انتهاء زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب للمنطقة منتصف مايو الجاري.
«حماس» وترامب
فلسطينياً، أكدت «حماس» أن مصادقة الحكومة الإسرائيلية على قرار توسيع العملية العسكرية في غزة هو «قرار صريح بالتضحية بالأسرى الإسرائيليين»، مشددة على أن «لا معنى» لمفاوضات وقف إطلاق النار بغزة في ظل «حرب التجويع» التي يشنها الاحتلال على القطاع.
وردت الحركة على تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب التي اتّهمها فيها بالسيطرة على المساعدات الإنسانية وتعهّد خلالها بالعمل على مساعدة الغزيين في الحصول على بعض الطعام، معتبرة أنها «ترديد مستغرَب لأكاذيب حكومة نتنياهو الإرهابية، التي تسعى لتبرير جريمة التجويع الممنهج التي تمارسها بحق المدنيين الأبرياء».
ودعت الحركة الفلسطينية الدول العربية والإسلامية والمجتمع الدولي والأمم المتحدة إلى «التحرك الفوري للَجمْ حكومة الاحتلال وكبح جرائمها الوحشية بحق شعبنا والعمل لتقديم قادتها للعدالة الدولية».