في المرمى: تراجع أم «تسليم مفاتيح»؟

نشر في 05-05-2025
آخر تحديث 04-05-2025 | 20:56
 عبدالكريم الشمالي

بعد سنوات طوال من السيطرة على «الديربي» يبدو أن فريق القادسية قرر أن يكون «الضيف الدائم» في احتفالات خصمه اللدود العربي، فبعد سلسلة الهزائم المتتالية هذا الموسم أمام الغريم التقليدي، بدأ الجمهور يتساءل: هل هذه مجرد كبوة جواد أم أن الأصفر قرر التخصص في تقديم النقاط للقلعة الخضراء لتستمر في مشوار المنافسة في البطولات ويخرج هو بخفي حنين؟

منذ بداية الموسم، خسر القادسية أمام العربي في ثلاث مناسبات بالدوري، بالإضافة إلى هزيمة في نصف نهائي كأس ولي العهد، هذه السلسلة من الهزائم لم تكن مجرد خسائر عادية، بل كانت بمثابة «صفعات كروية» أوقعت الأصفر في دوامة من التساؤلات أمام المحبين والمتابعين حول مستقبله الفني والإداري، وجعلت الجماهير تتحسر على ما يمر به القادسية، وتستذكر كل السلبيات، وتلتفت عن الإيجابيات إن وجدت.

وبطبيعة الحال لا أحد يستطيع أن ينكر أن القادسية بحاجة إلى إعادة تقييم شاملة لإدارته الفنية والإدارية، فالفريق لا يمكن أن يقاس تطوره ونجاحه في بطولة معينة أو مباراة بل بما يقدمه طوال الموسم، وحتى وإن تأهل إلى نهائي أو ظفر ببطولة، فالتذبذب وعدم ثبات المستوى والاستقرار النفسي واضح، لذلك على المحبين العمل لانتشال الفريق الذي أصبح يحلم ببطولة الدوري تحديداً منذ سنوات، ويفوز بين الفينة والأخرى بكأس هنا أو يتأهل إلى نهائي هناك.

• برزت في الآونة الأخيرة ظاهرة إعلامية جديدة تتمثل بوجود ما يسمى «الخدمات الإخبارية» في المدرجات أو خارج أسوار الاستادات بحجة تغطية ردود فعل الجماهير، وهي تعتمد بالأساس على الإثارة والاستفزاز، بدلاً من تقديم تحليلات موضوعية، فأصبحت هذه الخدمات تتفنن في طرح أسئلة موجهة تتعمد أن تستفز الجماهير من خلالها وتثير الفتن بين الأندية.

والمؤكد أن الهدف الرئيسي لهذه التغطيات ليس نقل الحدث، بل «صناعة حدث» بأي وسيلة ممكنة، حتى وإن كان ذلك على حساب الروح الرياضية، فالمهم هو الحصول على «الترند» وتصدر وسائل التواصل الاجتماعي، بغض النظر عن الأثر السلبي الذي قد تتركه هذه الممارسات على الأندية والجماهير.

وفي ظل هذه الأوضاع، يتساءل المتابعون: من المسؤول عن هذا التدهور؟ ولماذا تحول الإعلام الرياضي من ناقل للحدث إلى صانع للفتنة؟

ربما يكون الجواب أن المسؤولية مشتركة تقع أولاً على مَن يمنح التراخيص دون أن يتابع التزام هذه الجهات بالضوابط واللوائح المنظمة، وثانياً على مَن يدير هذه الخدمات بتحمل المسؤولية الأخلاقية والاجتماعية والابتعاد عن الإثارة المصطنعة التي وإن جذبت صغار العقول فإنها بالتأكيد ستثير المشاكل في مرحلة ما بينهم، لذلك تحتاج وسائل الإعلام التي اقتحمت المجال الرياضي دون سابق إنذار، لمعرفتها الأكيدة بأهميته، إلى مراجعة ضميرها المهني والعودة إلى مبادئ التغطية الموضوعية.

في النهاية، تبقى الرياضة وسيلة للتقارب والتنافس الشريف، وليست ساحة للفتن والاستفزاز، وعلى الجميع، من أندية وإعلام وجماهير، أن يعملوا معاً لإعادة الروح الرياضية إلى مكانها الصحيح.

بنلتي

إعلان الاتحاد الكويتي لكرة القدم عن توجيه رئيسه للإدارة القانونية بالتنازل عن القضايا المرفوعة من الاتحاد السابق بحق مغردين ووسائل إعلام وبرامج رياضية هو تصرف حكيم، وخطوة مشكورة تُرفع لها القبعة، وعلى تلك الأطراف اقتناص الفرصة لفتح صفحة جديدة عنوانها التعاون.

back to top