توتر إسرائيلي - إيراني بعد ضرب مطار بن غوريون بصاروخ حوثي

• الهجوم النوعي تزامن مع انتكاسة المفاوضات النووية وموجة انفجارات غامضة في إيران

نشر في 05-05-2025
آخر تحديث 04-05-2025 | 20:40
No Image Caption

في تطور متزامن مع تصاعد حملة القصف الأميركية على جماعة «أنصار الله» الحوثية في اليمن، وتوسيع القوات الإسرائيلية عدوانها ضد قطاع غزة، وانتكاسة المفاوضات النووية بين إيران وإدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أصاب صاروخ أطلقه الحوثيون، أمس، مطار بن غوريون قرب تل أبيب (وسط)، وهددت إسرائيل «بالرد عليه بقوة وعلى مراحل»، في وقت ارتفع منسوب التوتر قبيل زيارة ترامب المقررة بعد أقل من 10 أيام للمنطقة.

ونقلت أوساط عبرية، عن مصادر أمنية، أن التقديرات الأولية تشير إلى فشل 4 طبقات من منظومتَي الدفاع الجوي «حيتس 3» و«ثاد» الأميركية في اعتراض الصاروخ الحوثي قبل وصوله إلى محيط المطار وتسببه بتعليق حركة الملاحة الجوية فيه وإلغاء عدة شركات أميركية وأوروبية رحلاتها من تل أبيب وإليها.

في المقابل، توعّد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بألا يكون الرد مجرد «ضربة واحدة وتنتهي، بل ستكون هناك ضربات على مراحل»، مشدداً على أن إسرائيل ستعمل بالتنسيق مع أميركا.

وبحث اجتماع أمني إسرائيلي توجيه ضربة إسرائيلية مباشرة على أهداف للحوثيين واغتيال قيادات حوثية.

وكانت تل أبيب أوقفت غاراتها على اليمن بطلب من إدارة ترامب، مع بدء القوات الأميركية حملة قصف عنيفة ضد الحوثيين في مارس الماضي.

ووسط ضغوط سياسية من المعارضة الإسرائيلية للرد على الضربة الحوثية باستهداف إيران، لم تستبعد مصادر عبرية احتمال توجيه ضربات غير مباشرة للجمهورية الإسلامية، علماً أنه منذ انفجار مرفأ «رجائي» في مدينة بندر عباس، في 27 أبريل الماضي، شهدت إيران حوادث وانفجارات غامضة، وصفها محللون بأنها عودة إلى حرب الظل من تل أبيب للتأثير على المفاوضات النووية بين طهران وواشنطن التي تقوم فيها سلطنة عمان بدور الوساطة.

وكشف مصدر إيراني لـ «الجريدة» عن إسقاط المضادات الإيرانية، مساء أمس الأول، مسيّرتين مجهولتين في منطقة شمال غرب طهران، بينما أُفيد بوقوع انفجارات وحرائق في مناطق عدة.

وفي وقت ربط الحوثيون ضربتهم النوعية غير المسبوقة، بتوسيع إسرائيل عدوانها على غزة، أشادت حركة «حماس» وحزب الله اللبناني بالضربة.

من جهته، قال المرشد الأعلى علي خامنئي، في كلمة له بطهران، إنه «لو توحدت الأمة الإسلامية لما تعرض اليمن للضغط».

إلى ذلك، قال محلل إيراني لـ «الجريدة» إن قوة الصاروخ الحوثي توحي بأن هناك رسالة من إيران بأن صواريخها قادرة على إيذاء المنشآت الحيوية الإسرائيلية.

وفي دليل على ارتفاع حدة التوتر في طهران، كشف مصدر رفيع المستوى في الحرس الثوري الإيراني أن المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني عقد اجتماعاً طارئاً الخميس الماضي، تم خلاله التطرق إلى موضوع التهديدات الإسرائيلية والأميركية المتكررة.

وقال المصدر إن ممثلي «الحرس» أصرّوا، خلال الاجتماع، على ضرورة الاستعداد جدياً لاحتمال التعرض لهجوم مفاجئ خصوصاً من قبل إسرائيل، بينما الجميع منشغلون بالمفاوضات، مضيفاً أنه تقرر خلال الاجتماع منح القادة العسكريين تفويضاً لاتخاذ الإجراءات الاحتياطية لمواجهة أي هجوم، وعليه قرر القادة العسكريون إعادة تركيب صواريخ بالستية على المنصات وتوجيهها نحو إسرائيل.

جاء ذلك، في وقت تحدث مصدر في الخارجية الإيرانية عن إبلاغ طهران لواشنطن رفضها التفاوض على أي مواضيع خارج الاتفاق النووي، بعد أن تحدث وزير الخارجية الأميركية ماركو روبيو، الذي تولى منصب مستشار الأمن القومي كذلك، عن شروط جديدة للتوصل إلى اتفاق مع إيران، بينها دعم طهران لميليشيات في الإقليم، وإنشاؤها صواريخ قادرة على حمل رؤوس نووية ووقف تخصيب اليورانيوم.

وفي وقت لم يتم تحديد موعد للجولة الرابعة من المفاوضات النووية، أفاد المصدر بأن طهران شددت على ضرورة أن يوقف الأميركيون تهديداتهم العسكرية بالتوازي مع المفاوضات ووقف إضافة بنود إلى جدول أعمال المحادثات، محذرة من أن تصاعد أجواء عدم الثقة قد ينسف المفاوضات تماماً.

back to top